متحدث الصحة: ظاهرة "دَيْن المناعة" وتجاهل اللقاحات وراء زيادة الإصابات بالعدوي التنفسية
الإثنين، 08 ديسمبر 2025 11:55 ص
وجهت وزارة الصحة والسكان، رسالة طمأنة عاجلة للمواطنين بشأن الوضع الوبائي في مصر، نافية بشكل قاطع وجود أي فيروسات جديدة أو "خفية" أو غير معلومة، مؤكدة أن ما يتم رصده حالياً هو الانتشار الطبيعي للفيروسات التنفسية الموسمية المعتادة في مثل هذا الوقت من كل عام.
وقال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "هذا الصباح" المذاع عبر قناة "إكسترا نيوز"، إن الزيادة الملحوظة في معدلات الإصابة بالفيروسات التنفسية حالياً هي زيادة "متوقعة" وتتماشى مع المعدلات المسجلة في السنوات الخمس الماضية.
حقيقة الفيروس المنتشر
وأوضح "عبد الغفار" أن التحاليل المعملية التي تجريها الوزارة أثبتت أن الفيروس الأكثر انتشاراً حالياً هو "الإنفلونزا" بأنواعها الثلاثة، وتحديداً نمط (H1N1) المعروف بـ"إنفلونزا A"، مشيراً إلى أن أعراض هذا النمط تكون أشد نسبياً مقارنة بباقي الفيروسات التنفسية.
ونفى المتحدث الرسمي وجود أي متحورات جديدة لفيروس كورونا خارج سلالة "أوميكرون" السائدة، مؤكداً أن الوزارة تتعامل حالياً مع "كوفيد-19" باعتباره أحد الفيروسات التنفسية العادية وليس له مسار علاجي خاص ومختلف.
سر "شدة الأعراض" هذا الشتاء
وحول شكوى المواطنين من شدة الأعراض المصاحبة لنزلات البرد هذا الموسم، أرجع "عبد الغفار" ذلك إلى ثلاثة أسباب رئيسية:
ظاهرة "دَيْن المناعة": حيث انخفضت معدلات الإصابة بالإنفلونزا بنسبة تتجاوز 99% خلال سنوات جائحة كورونا (من 2019 إلى 2023)، مما جعل الأجسام تفقد الذاكرة المناعية ضد الإنفلونزا، وبالتالي عند عودة الفيروس للانتشار، يتعامل معه الجهاز المناعي وكأنه يواجهه لأول مرة.
إهمال اللقاحات: تخلي قطاع كبير من المواطنين عن تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية والتركيز فقط على لقاحات كورونا في السنوات الماضية.
تراجع السلوكيات الوقائية: التخلي عن إجراءات التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، وغسل الأيدي، وتطهير الأسطح، مما زاد من "العبء الفيروسي" وسرعة الانتشار.
وفي سياق متصل، نفى الدكتور حسام عبد الغفار بشكل قاطع رصد أي حالات إصابة بفيروس "ماربورج" (الحمى النزفية) داخل مصر، موضحاً أنه فيروس غير تنفسي وينتشر في بؤر محددة ببعض الدول الإفريقية فقط.
وأكد الدكتور حسام عبد الغفار أن الوضع الصحي آمن، حيث لم يتم رصد أي ارتفاع في معدلات الوفيات أو نسب الدخول للمستشفيات، مشدداً على ضرورة العودة للاهتمام بتلقي اللقاحات الموسمية، خاصة للفئات الأكثر عرضة للمخاطر الصحية.
