موسم جديد للبعثات الأجنبية لاكتشاف وإحياء تاريخ ملوك وملكات مصر القديمة شرق وغرب الأقصر
الإثنين، 08 ديسمبر 2025 11:38 ص
تشهد محافظة الأقصر موسمًا أثريًا جديدًا مع انطلاق عمل عدد من البعثات الأجنبية في البرين الشرقي والغربي، في إطار جهود كشف وترميم وإحياء التراث المصري القديم لملوك وملكات مصر وكبار رجال الدولة عبر مختلف العصور الفرعونية.
وتشمل الأعمال الحالية ترميم مقابر الدولة الوسطى، واستكمال استكشاف مقبرة بادى آمون أوبت، إلى جانب حفائر وترميمات جديدة داخل معبد مونتو بالكرنك.
أولًا: البعثة الإسبانية تستكمل ترميم جدران ونقوش مقابر الدولة الوسطى
تواصل البعثة الإسبانية من جامعة القلعة، برئاسة الدكتور أنطونيو مورالوس، أعمالها في مقابر الدولة الوسطى بمنطقة الدير البحري. ويُعد أبرز أعمال الموسم الحالي ترميم مقبرة TT366 الخاصة بـ«جاري»، الواقعة بمنطقة العساسيف.
وتتميز المقبرة بتصميمها الفريد الذي يعتمد على أعمدة تشبه المداخل، ونقوشها التي تجسد مشاهد الحياة اليومية للمصري القديم، مما يجعلها أقدم مقبرة ملونة ومرسومة في الأقصر.
وتشمل الأعمال الحالية:
ترميم النقوش في الممرين الخارجي والداخلي بعد إزالة الألواح الخشبية التي كانت تحميها.
إعداد خطة لبناء سقف جديد للمقبرة بعد انهيار السقف الأصلي بفعل التحركات الجيولوجية للجبل.
دراسة وإعادة توثيق العناصر المعمارية تمهيدًا لحفظها على المدى الطويل.
ثانيًا: البعثة الفرنسية تكشف المزيد من أسرار مقبرة “بادى آمون أوبت”
تابع الدكتور عبد الغفار وجدي مدير عام آثار الأقصر، والدكتور بهاء عبد الجابر أعمال البعثة الفرنسية داخل مقبرة بادي آمون أوبت – TT33 في جبانة العساسيف.
وتُعد هذه المقبرة واحدة من أضخم وأعمق مقابر المنطقة، إذ تمتد ممراتها وقاعاتها على ثلاثة مستويات بطول يصل إلى 320 مترًا داخل الجبل الغربي.
ومنذ القرن التاسع عشر لم يتم استكشاف سوى الصالة الأولى التي استخدمت كمخزن للآثار، بينما بقيت بقية المقبرة لغزًا أثريًا. وتكشف الحفائر الحالية عن:
شخصية صاحب المقبرة بادي آمون أوبت، كاتب النصوص الجنائزية وكبير كهنة المرتلين في عصر الملك بسماتيك الأول (الأسرة 26).
تماثيل دقيقة التصوير تظهره جالسًا حاملاً بردية، وأخرى في وضع رسمي يعكس مكانته الدينية.
نقوش جنائزية وأدبية مقدسة تبرز دوره في الحياة الدينية في طيبة القديمة.
أعمال البعثة الفرنسية في أرمنت
كما أوصت البعثة الفرنسية العاملة بمدينة أرمنت بإزالة المخلفات من معبد الحريق، وهو جزء من معبد أرمنت الكبير. وجاءت التوصيات بعد الكشف خلال مواسم سابقة عن:
أرضية من الحجر الرملي
أعمدة جرانيت وردي
وكتل حجرية مهمة
وتتم الأعمال تمهيدًا لاستكمال إنشاء سور وبوابة للموقع لحمايته من التعديات.
ثالثًا: البعثة الصينية تستكمل حفائر وترميمات معبد مونتو بالكرنك
بعد عمل مستمر منذ سبعة أعوام، تواصل البعثة الصينية جهودها في معبد مونتو شمال الكرنك، وهو المعبد المخصص لعبادة إله الحرب عند المصريين القدماء.
وشملت أعمال الموسم: إزالة المتخلفات والحشائش وبقايا أعمال البعثة الفرنسية عام 1940.
الرفع المساحي والمسح الأثري الكامل لمنطقة المعبد.
تنفيذ تقنيات الفوتوسكان والفوتوجراميتري لتوثيق الكتل الحجرية.
إجراء حفائر دقيقة لرفع البلوكات وترميمها وإعادة تركيبها.
وتابع مدير عام آثار الأقصر الأعمال بنفسه، مؤكدًا أهمية المشروع في كشف تاريخ معبد مونتو الذي يعود اكتشافه لعام 1925 على يد عالم الآثار الفرنسي فرناند بيسون دي لا روك.
رابعًا: جامعة قادش الإسبانية تنفذ مشروعًا متقدمًا للحفظ والمسح الكتابي بمعابد الكرنك
تعمل بعثة جامعة قادش الإسبانية بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار ضمن مشروع التراث المستدام على حفظ وتوثيق الكتل الحجرية في المنطقة الشمالية الشرقية للكرنك.
وتتضمن أعمالها: دراسة وتوثيق الكتل الحجرية على المصاطب شمال مقصورة أوزوريس وفناء الدولة الوسطى.
تحديد الأسباب الطبيعية والبشرية لتدهور الأحجار.
إعادة تجميع الكتل المتناثرة وترميم ما تم دراسته في موسم 2024.
استخدام رادار اختراق الأرض GPR للكشف عن أي بقايا أثرية أسفل المصاطب.
تقييم الوضع الهيدرولوجي لاحتمالات تسرب المياه الجوفية.
إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد باستخدام ماسح الليزر Trimble TX8 لإعادة البناء الافتراضي للموقع.
يعكس هذا النشاط المكثف للبعثات الأجنبية في الأقصر حجم الاهتمام العالمي بالتراث المصري القديم، ويؤكد استمرار جهود وزارة السياحة والآثار في دعم مشروعات الحفائر والترميم، للكشف عن مزيد من أسرار الحضارة المصرية وتعزيز مكانتها على خريطة التراث الإنساني العالمي.