الذكرى الخامسة عشر لمقتل محمد الدرة ونقطة التحول في الانتفاضة الفلسطينية

الأربعاء، 30 سبتمبر 2015 05:29 م
الذكرى الخامسة عشر لمقتل محمد  الدرة ونقطة التحول في  الانتفاضة الفلسطينية

تحل اليوم الذكرى الـخامسة عشر من مشهد روع العالم, وهو قتل الطفل الفلسطينى محمد الدرّة, وذلك عقب يومين من إنطلاق الإنتفاضه الفلسطينية الثانية فى 28 سبتمبر من العام 2000, والتى إنطلقت ردًا على إقتحام رئيس الوزراء الصهيونى فى هذا الوقت, أريئيل شارون باحات المسجد الأقصى مما أثار استفزاز الفلسطينيين، فإندلعت المواجهات بين المصلين والجنود الإسرائيليين، واستشهد سبعة مقاومين وجُرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 جنديا إسرائيليا.

ولأن مصطلح داعش وإن كان هو إختصارًا للفظ الدولة الإسلامية فى العراق والشام, إلا أنه أصبح يطلق على التطرف والعنف, ومن هذا المنطلق يمكننا أن نضيف للكيان الصهيونى لفظ الدواعش, ليكون توضيحًا عصريًا لهم.

قتل الصهاينه الدواعش للدرّة كان نقطة تحول فى الإنتفاضه

فى يوم 30 سبتمبر من العام 2000 وفى تمام الساعة 3 عصرًا قامت القوات الصهيونية بإغتيال الطفل محمد الدرة الأعزل وذلك أثناء إختبائه فى حضن والده خلف كتله خرصانية كان يحتمى بها من رصاص دواعش الصهاينه .

وأثار مقتل الدرة مشاعر غضب الفلسطينيين في كل مكان، وهو ما دفعهم للخروج في مظاهرات غاضبة ومواجهة الجيش الإسرائيلي، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات منهم.

أبو رحمة مصور الواقعة يروى الحدث

وكان أبو رحمة المصورالوحيد الذي سجل الحادث. أقسم في شهادة خطية في 3 أكتوبر 2000، أنه قد صور سبع وعشرين دقيقة من الحادث الذي قال إنه استمر خمس وعشرين دقيقة.

وأضاف, تركزت حوالي أربع وستون ثاتية من اللقطات على جمال الدرة وابنه ومحمد, وتم تحرير الشريط للبث لتصل مدته إلى تسع وخمسين ثانية تعرض مشهد الدرة، ثم أضاف إندرلان صحف فرنسى تعليقًا صوتيًا, وتظهر اللقطات جمال ومحمد وهما رابضين وراء البرميل، والطفل يصرخ ويحاول والده حمايته.

فيما ظهر جمال والد الطفل وهو يلوح تجاه الموقع الصهيونى، وظهر أيضًا وهو يصرخ ببعض الكلمات في اتجاه المصور, وكان هناك وابل من الرصاص، فأصبحت اللقطات مشوشة وغير واضحة, وعندما خفت حدة إطلاق النار، أظهرت اللقطات جمال جالسًا في وضع مستقيم، ويبدو أنه قد أصيب، ومحمد ملقى على ساقيه .

ذكر أبو رحمة أن محمدًا ظل ينزف لمدة 17 دقيقة على الأقل قبل أن تصل سيارة الإسعاف وتحمله، رغم عدم رفع أي فيلم لهذا المشهد. وفي نهاية المطاف، نقلت سيارة الإسعاف جمال وابنه إلى مستشفى الشفاء القريبة من موقع الحادث، في مدينة غزة, وبالإتصال بالمستشفى علم أبو رحمة أن الطفل قد وافته المنيه .

أما عن جمال فقد ضُرب بعدة أعيرة نارية، وأخرج بعضها من الذراع ومن منطقة الحوض. وقال الدكتور أحمد غديل من مستشفى الشفاء إن جمال قد أصيب بجروحٍ متعددة وبالغة الخطورة نتيجة الإصابة برصاصات عالية السرعة في ذراعه الأيمن وفخذه اليمنى، وفي عدة مناطق من الجزء السفلي للساقين؛ كما قطع أيضًا شريانه الفخذي

جدل حول صاحب الرصاصات الغادرة

في بادىء الأمر, أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية تحمّلها المسؤولية، كما أبدى الصهاينة في البداية، أسفهم لمقتل الصبي، ولكنهم تراجعوا عن ذلك، عندما أشارت التحريات إلى أن الجيش الصهيونى ربما لم يطلق النيران على الدرة، وعلى الأرجح أن الفتى قتل برصاص القوات الفلسطينية.

ذكر ثلاثة من كبار الصحفيين الفرنسيين الذين شاهدوا لقطات خام في عام 2004، أنه لم يتضح من اللقطات وحدها أن الصبي لقي حتفه، وأن قناة فرانس حذفت عدداً قليلاً من الثواني الأخيرة، والتي يظهر فيها الصبي وهو يرفع يده عن وجهه.

في عام 2005، صرّح رئيس تحرير غرفة الأخبار بالقناة أنه لا يمكن لأحد أن يحدد على وجه اليقين من الذي أطلق النيران، ولكن ذهب معلقون آخرون من بينهم مدير مكتب الصحافة الحكومي الصهيونى إلى القول أن المتظاهرين الفلسطينين قاموا بتنظيم هذا المشهد.

وبعد إجراءات قانونية مطولة، أُدين فيليب كارسنتي، المعلق الإعلامي الفرنسي، بالتشهير بقناة فرانس2والتى بثت فيديو الدرّه ، واتهامها بالتلاعب في مادة الفيلم

محكمه فرنسية تحسم الجدل

أصدرت محكمة الاستئناف بفرنسا حكمها النهائي في قضية التشهير بالقناة الفرنسية في 26 يونيو 2013، حيث أدانت كارسنتي بالتشهير وألزمته محكمة الاستئناف في باريس بدفع غرامة قيمتها 7.000 دولار وجاء الحكم النهائي للمحكمة الفرنسية برفض إصدار كارسنتي، الذي وصف فيه مقتل محمد الدرة بأنها عملية نظمها المتظاهرون الفلسطينيون .

إحصائيه تفيد بإعتقال 90 ألف فلسطينى منذ العام 2000

ولا يتورع الصهاينه بمناسبة وبدون مناسبه من القيام بأعمال القتل والإنتهاك الوحشية فى حق الشعب افلسطينى صاحب الأرض المغتصبه, إذ أفادت هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أكثر من 90 ألف فلسطيني منذ بدء انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000 وحتى الآن، وأن تلك الاعتقالات طالت كافة شرائح وفئات المجتمع الفلسطيني دون استثناء ، و أن جميع من اعتقلوا تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي أو المعاملة القاسية .

لم ينتهى الجدل عند هذا الحد بالتأكيد, ولم ينتهى الصراع , ولكن هناك حقيقة واحدة وهى أن الطفل قتل برصاص غادر, مثل الكثيرين من النساء والأطفال والشيوخ والشباب, فى قضية لم تحسم بعد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة