قمة الإقراض تبدأ اليوم رحلة أمل جديدة للتغلب على الفقر بالعمل والإنتاج
الإثنين، 14 مارس 2016 07:49 م
أكد رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) الأمير طلال بن عبد العزيز أن الإرادة القوية تأبي أن تنكسر، فعلى الرغم مما تشهده المنطقة العربية من أحداث جسام تجعل المستقبل أمام خيارات مفتوحة، تحتفل عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة أبو ظبي اليوم بانطلاق فاعليات "قمة الإقراض الأصغر" تحت شعار "آفاق الإبداع في الشمول المالي"، حاملة بشارة التغيير لقطاعات عريضة من البشر في الاتجاه الصحيح ولو بقدر قليل ، معلنة بدء رحلة أمل جديدة لعبور الفقر بالعمل والإنتاج.
جاء ذلك اليوم خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ18 لحملة " قمة الإقراض الأصغر" التي تعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط منذ 12 عاما ، وذلك بحضور وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري، وملكة إسبانيا الملكة صوفيا، والأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز ، وتمثل مصر فيها وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي والتي تلقي كلمة مصر غدا الثلاثاء .
وبدأت فعاليات الدورة بالنشيد الوطني لدولة الإمارات، ثم فيديو يعرض إنجازات صندوق خليفة وبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) المشاركان في تنظيم القمة مع حملة الإقراض العالمية ، وتقام هذه الدورة تحت رعاية نائب رئيس المجلس التنفيذي لأبو ظبي الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان.
وقال الأمير طلال، في الكلمة التي وجهها اليوم للقمة في جلستها الافتتاحية، وألقاها نيابة عنه الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز، إنه على امتداد نحو 20 عاما والشراكة بين (أجفند) وحملة الإقراض في تطور مستمر، مما يعكس النجاح الذي حققته حتى الآن ، مشيرا إلى أن هذه الشراكة بدأت منذ عام 1999 وحتى الآن، وطبقا للإحصاءات فإنه تم من خلالها تحقيق مشروع البنوك المتخصصة، والتي أنشئت منها حتى الآن 9 بنوك استفاد منها مليونان و800 ألف شخص ، وأن تلك الشراكة تطورت في العام الحالي بتزامن الإعلان عن جائزة أجفند مع عقد القمة.
وأكد طلال، في كلمته، أن واقع سياسات أجفند تتجه نحو تمليك الفقراء مفاتيح الحياة من خلال فلسفة الشمول المالي، مناشدا المسئولين بمساعدة الفقراء ، موجها الشكر للإمارات حكومة وشعبا على احتضانها لبرنامج الخليج العربي أجفند منذ انطلاقه ، حيث كانت الإمارات ورئيسها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في طليعة الدول التي باركت قيام أجفند وساندته.
ومن جانبها، قالت الملكة صوفيا، عضو لجنة جائزة أجفند، إنها عملت مع البرنامج في بعض المشروعات، مثمنة العمل الجيد الذي يقوم به والبروفيسور محمد يونس صاحب فكرة بنك "جرامين للفقراء"، مشيرة إلى أنها شهدت شخصيا التطورات التي طرأت على بعض الأسر التي وفر لها أجفند فرص للحياة الكريمة، حيث زارت القرى والتقت بالنساء في كل مكان ، والتمست حاجاتهن للعيش الكريم.
وأبدت إعجابها بما يقوم به البرنامج من جهود من أجل مساعدة الفقراء ، ومن خلال تقدير وتكريم المبادرات الهادفة لمساندة الأفكار التي تقدم حلولا مبتكرة للمشكلات التي يعاني منها البشر على مستوى العالم من خلال جائزة أجفند التي مر على عطائها حتى الآن 16 عاما.
فيما أكد رئيس مجلس إدارة مركز يونس للأعمال الاجتماعية ببنجلاديش البروفيسور محمد يونس أن افضل استثمار هو الاستثمار في الإنسان، مؤكدا أهمية تبادل الخبرات والأفكار بما يعود بالنفع على الجميع ، خاصة أنه يعد مصدر إلهام لبعضنا البعض.
وأضاف يونس قائلا "انطلقنا وعلينا أن نؤمن النظام المالي، لكي نكمل المسيرة، ونقدم المزيد من الدعم للفقراء" ، مشيرا إلى أن المشروعات متناهية الصغر باتت في حاجة ماسة للدعم، وقد تم إنجاز العديد من المشروعات في كافة دول العالم.
وتابع قائلا إن الإقراض متناهي الصغر لا يقتصر على الدول الفقيرة، حيث "لدينا برامج كثيرة في الولايات المتحدة الأمريكية"، مؤكدا إصراره على العمل مع الفقراء، مشيرا إلى أن العام الحالي الذي تعقد فيه الدورة الـ18 للقمة ، هو عام مميز لأنه يمثل السنة الأولى لانطلاق المرحلة الثانية من أهداف التنمية المستدامة 2015- 2025 ، بعدما حققت المرحلة الأولى التي انتهت في العام الماضي هدف تقليص الفقر.
وأوضح أن القضاء على الفقر ليس هو الحل، فالفقر خلق بيد الإنسان، والبطالة خدعة الإنسان المتعلم، فالمبدع لا يجلس مكتوف الأيدي، موجها الدعوة للشباب بالبحث عن وسائل للتخلص من غبار الفقر والبطالة من خلال الاستعانة بالتمويل الشمولي في إنشاء مشاريع صغيرة .
ومن جانبه ، أعرب مدير حملة قمة الإقراض متناهي الصغر بالولايات المتحدة الأمريكية لاري ريد ، في كلمته ، عن أمله في أن توفر هذه القمة للكثير من الفقراء التمويل اللازم لإقامة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، بما يضمن مساهمة الحملة في تحقيق النمو والتنمية ورعاية الإنسان في كل مكان.
وأشار إلى ما يقوم به برنامج أجفند، بالتعاون مع الحملة لتقليل الفقر وتقديم الدعم للمحتاجين وأصحاب المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، في كل أنحاء العالم ، مشيدا باستحداث الإمارات لوزارة للسعادة والتسامح، مضيفا "فحين يكون هناك تسامح فإن الازدهار يكون موجودا، وهذا يقيس قدراتنا على النجاح في إسعاد البشر".
وتدور مناقشات القمة التي تستمر على مدى 5 أيام حول الطرق الفعالة للوصول إلى الفئات الأكثر ضعفا وتهميشا، وإيصال خدمات التمويل متناهي الصغر إليهم، واستراتيجيات الشمول المالي التي تدعم النمو المستدام والتمكين الاقتصادي حيث يعد الشمول المالي "الخطوة الأولى" في تحقيق الأهداف المزدوجة للبنك الدولي، وذلك من خلال "تمليك الناس الأدوات اللازمة للخروج من الفقر بحلول عام 2030، وتقاسم الرفاهية".