كارثة.. أعمدة الإنارة بملاعب الإسماعيلة أفخاخ قاتلة للأطفال

«عبدالله أشرف خضر».. طفل يبلغ من العمر 17عامًا كان محبًا للكرة والرياضة، كانت أكبر أمانيه أن يصبح لاعب كرة قدم محترف، لم يكن يعلم هذا الشاب الطموح أن نهايته ستكون بسبب كرة القدم، ذهب عبدالله وأصدقائه إلى ملعب «ميلانو الترتان» للعب كرة القدم بالإسماعيلة، خرجت الكرة خارج الملعب فذهب لإحضارها من خلال المرور من فتحة صغيرة خصصها الملعب، وإذا بالكهرباء تلتقط جسده وتصعقه لمدة 12 دقيقة.

داخل منزل بسيط تزين جدرانه صور إبنهم المفقود، ينظران إليها بين الحين والأخر وتذرف عيناهم الدموع وقلبهم يمتلئ بالحسرة والحزن على فراق إبنهم، قالت "فاطمة على" والدة عبدالله ": فى يوم الحادث ذهبت لاقدم لابنى فى كلية التجارة وعندما عدت للمنزل وجدت عبدالله عاد من العمل كان يعمل فى فرن للخبز وقالى "ماما حطيلى أكل" وتضيف حياته كلها شغل وتمرين الصبح يشتغل واخر النهار تمرين ولو مفيش يحجز فى ميلانو".

تضيف والدة عبدالله: " فى التاسعة مساءً وجدنا أصدقاء عبدالله بيتصلوا بوالده وقالوا إن عبدالله وقع واخدناه مستشفى الاميرى نزلنا جرى على المستشفى وجدنا المستشفى فى حالة هيجان والدكتور بيحاول يعمل انعاش لقلبه وهو ميت والدكتور قالى "إبنك جايلنا ميت".

وأضافت: محدش رضى ينقذ ابنى المسئول عن الملعب قال الكهرباء مش من عندى وهو جنبه عداد الكهرباء والامن قال الكهرباء هتنطره والنقيب قال اللى يموت يموت مليش دعوة وحاول اصدقائه انقاذه ولكن كان كل اللى يقرب منه دراعه يتشل من الكهرباء .

وأشارت والدة عبد الله، إلى أن النيابة قامت بإغلاق الملعب وتشميعه لحين الأنتهاء من التحقيقات, مضيفة: إبنى مات فى الملعب إزاى حقه يروح مش ميت فى مظاهرة ده كان فى ملعب جوه النقابة معروف إنه مات فى الحتة دى إزاى ميعرفوش مين السبب فى قتله .

وأردفت: الملعب ملك نقابة الزراعيين والنقابة مأجراه ل 3 أشخاص منهم لاعب كرة اسماعيلى سابق و2 اخرين وحاليا بيبحثوا عن مستأجر جديد عشان يبعدوا عن القضية"،  متساءلة: الملعب بدون رقابة إزاى الملعب يتأجر وهو بالشكل ده لحمين عارضة حديد والأسلاك خارجة منها بره ده منظر مفيهوش اى سلامة و عبدالله مات بسبب الأهمال, وتضيف فى حزن: " كان بيقولى هبنيلكم بيت, حياتى وقفت بعد موت عبدالله".

من جانبه، قال والد عبدالله "أشرف خضر " والشهير بـ "كابتن تيسون": إبنى طول عمره بيلعب كرة وكان مقيد فى الإسماعيلى لحد 14 سنة، ثم انتقل فى أندية أخرى مثل القناة والطرق المقاولات واستقر فى الطرق، وفى العام الماضى أخد تانى دورى عام وكان رايح يمضى فى إنبى يوم الثلاثاء وتوفى الأحد قبل عيد ميلاده بـ 10 أيام.

ويضيف: أنا بناشد رئيس الجمهورية إنه يفتح التحقيق ويجبلى اللى قتل عبدالله إحنا نزلنا 30/6 أنا وعبدالله وأيديناه والمحامين سابوا القضية واعتزروا بدون أسباب، لو كان كلب كنت جبت حقه، إحنا ناشدنا ناس كتير منهم محافظ الإسماعيلية وقولنا الدنيا هتتقلب ولا حد عبرنا ولا سأل فينا .

ويختتم حديثه: مرفق تقرير الطب الشرعى الذى يؤكد موت عبداللة " نتيجة صعق بالكهرباء " وتباشر النيابة التحقيقات فى القضية .

وروى أحد أصدقاء عبدالله يدعى «محمد صلاح»، تفاصيل مصرعه قائلا: «دخلت الكرة فى الملاهى ذهبت لإحضارها من الفتحة, واذا بعبدالله ينادى محمد تليفونك بيرن تعالا رد وأنا هجيب الكرة، فذهبت للرد على التليفون ويدوبك بلفت وشى لاقيت عبدالله بيتشنج والكهرباء مسكت فى سمانة رجله لمست الخرسانة اللى فى الأرض فانزلقت قدمه بين الخرسانة والحديد جيت ألمسه اتنطرت 2 م».

وأضاف: «لفيت خارج الملعب وقولت لحميدو المسئول عن الملعب إفصل الكهرباء قال مش من عندى دى من الملاهى، فذهبت مسرعا إلى الملاهى وقولتلهم افصلوا الكهرباء فنفصلت وببص لفوق لاقيت الكهرباء ما زالت شغالة فى الملعب وعندما تم فصل التيار الكهربائى من النادى وقع عبدالله على الأرض ثم أخذته فى تاكسى وذهبنا إلى المستشفى».