بالصور.. طقوس الحج المختلفة لـ«10» ديانات.. «بيت الباب» قبلة البهائيين للحج.. المجوس يذهبون إلى «جبل النار».. الأمريكان يتوجهون إلى «معابد الفراعنة»..و«المعهد الذهبي» المكان المقدس لـ«السيخ»

الأحد، 11 سبتمبر 2016 03:11 م
بالصور.. طقوس الحج المختلفة لـ«10» ديانات.. «بيت الباب» قبلة البهائيين للحج.. المجوس يذهبون إلى «جبل النار».. الأمريكان يتوجهون إلى «معابد الفراعنة»..و«المعهد الذهبي» المكان المقدس لـ«السيخ»
هشام صلاح

بدأ موسم الحج في بيت الله الحرام هذا العام، بعدد كبير من المسلمين في أماكن مختلفة حول العالم، حيث يؤدي الملايين من كل أنحاء الأرض شعائر الحج على أرض مكة المكرمة، وعلى الرغم من أن حج المسلمين إلى مكة هو الأشهر عالميًا، إلا أنه لا يكاد يخلو دين حول العالم من طقس يتوجب على من معتنقيه تنفيذه، وغالبًا ما يكون هذا الطقس مرتبط بمكان ما، يزوره أتباع هذه الديانة للتقرب من الله أكثر.
وفي السطور التالية، ترصد لكم «صوت الأمة» أبرز الأماكن التي يحج إليها أتباع الديانات الأخرى.

«البهائية»
يحج إلى أماكن الديانة البهائية المقدسة ما يقرب من 5 ملايين حول العالم من أتباع هذه الديانة، ففي الأصل كان الحج في البهائية يتم في موضعين هما «بيت الباب» في إيران و«بيت البهاء» في العراق، لكن البيتين تم هدمها كنوع من محاربة انتشار الديانة البهائية.

وبعد هدم البيتين حددت الجمعية العالمية البهائية أماكن الحج في ضريح «بهاء الله»، مؤسس الديانة البهائية، و«قصر البهجة» في عكا بفلسطين، وهو المكان الذي سكن فيه «بهاء الله» في سنواته الأخيرة، والمركز العالمي للدين البهائي في فلسطين أيضًا.

يوجد أبرز مكانين للبهائيين في شمال فلسطين المحتلة، وهما عبارة عن ضريحين لأبرز رجلي دين في الديانة البهائية، والضريحان محاطان بحدائق خلابة المنظر.

وباستثناء الطواف ليس للبهائيين شكلًا معينا في الحج، أو حتى موعد محدد، فيمكن للبهائيين زيارة هذه الأماكن في أي وقت من السنة والقيام بما يحلو لهم من طقوس العبادة والصلاة والصوم.

«المجوس»
يقع جبل النار في أذربيجان في أحد قرى شبه جزيرة إبشوران المطلة على بحر قزوين، حيث تعتبر بشكل علمي أرض نفطية ذات تركيبة حجرية غير متناسقة أدت إلى ظهور كميات من مواد النفط الخام والغاز الطبيعي، ويعتبران من الموارد الطبيعية في أذربيجان وبسبب تسرب مثل هذه المواد سريعة الاشتعال من بين الصخور اندلعت فيه النار منذ العصور القديمة وأصبحت مزارًا يحج إليه المجوس من إيران والهند حتى الآن، وتُسمى في عقيدتهم: النار الأبدية لأنها لا تنطفئ أبدًا حتى وإن غطتها الثلوج والأمطار.

«عباد آلهة الفراعنة»
يبدأ فى شهر سبتمبر موسم زيارة الأمريكان لمعابد الفراعنة المصرية، مثل أبيدوس والأقصر، بهدف التبرك وطلب القوة، ويطلق بعض الأمريكيين على هذا الموسم وصف «الحج».

رحلات الأمريكيين إلى مصر تأتي بعد أن انتشرت المعتقدات الفرعونية، وكثير من طقوس عبادة الآلهة في مصر القديمة، بين كثير من المواطنين في الولايات المتحدة الأمريكية، الذين انتشرت بينهم الديانات المصرية القديمة، مثل عبادة آمون رع، وأوزوريس، وسخمت إله الحرب والضراوة في مصر القديمة.

ومع تنامي وانتشار العبادات والمعتقدات الفرعونية بين الأمريكيين، وبعض الأوروبيين، ظهرت شركات سياحية لتنظيم رحلات الأمريكيين إلى معابد مصر القديمة، مثل معابد أبيدوس في سوهاج، ومنطقة الأهرامات في الجيزة، ومعابد الكرنك، وبعض المقابر، فى شرق مدينة الأقصر وغربها.

يقوم هؤلاء السياح بالصلاة في معابد الفراعنة، وأداء طقوس عديدة من بينها دخول تلك المعابد قبل شروق الشمس للتعبد والصلاة بتصاريح زيارة خاصة لهم.

«الهندوس»
حصل الهندوس عام 2013 على رقم قياسي جديد في تحقيق أكبر تجمع بشري في العالم، في مهرجان «كومبه ميلا» في مدينة الله آباد في الهند، وكومبه ميلا هو الحج الهندوسي، يحصل أربع مرات خلال 12 سنة، إذ يتجمع الهندوس في مناطق مختلفة من الهند بين يناير وفبراير كل ثلاث سنوات، لكنهم يعودون في العام رقم 12 للتجمع الأكبر والمناسبة الكبرى في مدينة الله أباد تحديدًا.

في هذا التجمع يكون الطقس الأكثر أهمية في الحدث هو الغطس عند ملتقى نهري غانغس وياومونا، مؤمنين أن الاغتسال في النهر يخلصهم من خطاياهم، ويقوم رجال الدين الهندوس ببداية طقس الاغتسال ويتبعهم الشعب إلى النهر، وقد وصل عدد المغتسلين عام 2001 إلى أربعين مليونًا في يوم الاغتسال الرئيسي.

«السيخ»
يعد هارماندير صاهيب أو المعبد الذهبي من أهم أماكنن العبادة عند السيخ، تم بناؤه في بدايات القرن الـ 17 من الرخام، ثم تم تغطيته بورق الذهب، وداخل المعبد يجد الزائرين النص المقدس عند السيخ والمسمى بـ«جورو جرانث صاهيب».

وحول المعبد، يوجد تجمع مائي اسمه «ارميت ساروفار»، أو حوض الرحيق، ويوجد داخل المعبد هناك صالة طعام مذهلة، حيث يقوم المتطوعون بتقديم الطعام لنحو 3،500 شخص محتاج.

الغرض الرئيس من بنائه كان بناء مكان للعبادة مخصص للرجال والنساء من جميع الطبقات ومن مختلف الأديان لعبادة الإله سويًّا، يحتوي المعبد على باب في كل اتجاه، دلالة على الترحيب بالجميع دون استثناء.

«البوذية»
البوذيين يحجون إلى «بوذا جا» الذي يقع على ضفة نهر نيرانيانا في الهند، هو المقر الرئيس لما يسمى بشجرة ماهبودي ومعبد ماهبودي، يقال إنه تحت هذه الشجرة جلس جواتاما سيدهارثا حتى جائته المعرفة والاستنارة ليصبح بوذا الشهير، هذا المكان هو الأكثر قدسية في الديانة البوذية، ويتم الحج إليه، يتميز المعبد بعمارته هرمية الشكل.

الحج في البوذية ليس فريضةً أو طقسًا دينيًا يكسب البوذي حسنة في العمل، وبدأ أتباع الديانة البوذية في طقوس السفر الجماعي والزيارة إلى الأماكن المقدسة الأربعة بعد أعوام طويلة على موت بوذا، وليس هناك وقت محدد من العام ليقوم البوذيون بحجهم، إلا أن هناك بعض المناسبات الخاصة التي يكثر فيها الزائرون إلى لومبيني التى يُعتقد أن سيدهارتا غوتاما - الذي أصبح بوذا فيما بعد.

وتعد سارية اشوكا في لومبيني بمثابة تذكير بحج الامبراطور الذي تم إهداؤه لبوذا، وهناك آثار أخرى مقدسة مثل الألواح الحجرية التي ولد عندها بوذا، والكائنة في معبد مايا دفِي، بالإضافة إلى الحوض الذي تم غسل بوذا فيه عقب ولادته مباشرة، والمسمى بـ «بوسكارني»، وتشمل طقوس الحج في البوذية الطواف، والصوم، والغطس في المياه، وممارسة التأمل.

«اليانية»
في مدينة «باليتانا» المقدسة بالهند، يوجد تل شاترونجايا، والذي يعد أحد أهم أماكن التعبد في الديانة اليانية، وهو نظام عقائدي يدور حول اللاعنف كمنهج حياة لجميع الكائنات الحية، سواء كانوا بشر أو حيوانات أو حتى حشرات.

يبلغ طول تلة شاترونجايا حوالي 591 متر، وعلى طول الطريق المؤدي إلى هذا المكان الذي يعد أقدس مكان في العالم عند اليانيين، يوجد حوالي 863 معبد ياني مصنوع من الرخام.

«فيشنو»
يقع ضمن جبال هيمالايا، وهو مكان مقدس خاص بالإله فيشنو، ويعتقد البعض أن كهوف فياس، التي تقع خارج المدينة المقدسة، هي المكان التي كتبت فيه ماهابهاراتا، الملحمة السنسكريتية.

كما أنه أحد أهم المعالم الجاذبة في المدينة، هو معبد بدريناث، والذي بني في القرن الـ9 على يد الملك جارهوال، والذي عد المقام الأول لعبادة فيشنو، بالرغم من وجود آلهة أخرى.

«الشيعة»
ساعات ويستعد ما يقرب من مليوني حاج من شتى بقاع الأرض لإتمام ركن الحج الأعظم بالوقوف على جبل عرفات المقدس، في مشهد مهيب، مرددين في طريقهم للمشعر نداء «لبيك اللهم لبيك».

لكن - كعادتهم يخرج شيعة إيران عن «خط المسلمين المستقيم»، اذ اختاروا طواعية أن يكونوا خوارج الدين، وليس أدل على هذا من استعداد مليون حاج شيعي من إيران للوقوف في كربلاء العراقية، بديلًا عن جبل عرفات.

الشيعة اعتادوا في حجهم استبدال جبل عرفة بزيارة قبر سيدنا الحسين في كربلاء، إلا أن هذا العام وصل عدد الحجاج الشيعة لكربلاء إلى مليون حاج - بحسب ما أعلنته السلطات العراقية - بعدما أفتى المرشد الإيراني بجواز الحج إلى المراقد المقدسة هذا العام.

«الحج الأصغر»
بدعة الحج الأصغر في البحر الأحمر، تقع على بعد 150 كيلو متر من مدينة مرسى علم المصرية، يطوف مئات الآلاف حول ضريح أبي الحسن الشاذلي، زوار المقام يؤدون كل المناسك ويصعدون جبل حميثرة، تكبير وابتهالات وأناشيد صوفية في ظلال الرايات الخضر.

ومن فاته الحج الأكبر إلى مكة، فليدرك الحج الأصغر لضريح ومسجد سيدي أبي الحسن الشاذلي، هكذا يعتقد آلاف الصوفية والمريدين والبسطاء، في مصر وعدد من الدول العربية، الذين يقطعون آلاف الأميال في الصحراء، حيث يقبع ضريح القطب الصوفي، لتأدية حج لم تتحدث عنه كتب الحديث أو تراث الفقه الإسلامي أو المذاهب الأربعة، ورغم ذلك فإنهم يصرون على تأدية كل المناسك من طواف حول الضريح وصعود لـ"جبل حميثرة" ويذبحون الهدي، متوجهين إلى الله تعالى بالدعاء أن يتقبل منهم حجهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق