مايكل مورجان لـ«صوت الأمة»: الدولة العميقة في أمريكا تدعم كلينتون.. والاقتصاد ورقة الضغط الوحيدة على مصر.. والأمريكيات لا يثقن في «ترامب» (حوار)

الثلاثاء، 08 نوفمبر 2016 09:40 ص
مايكل مورجان لـ«صوت الأمة»: الدولة العميقة في أمريكا تدعم كلينتون.. والاقتصاد ورقة الضغط الوحيدة على مصر.. والأمريكيات لا يثقن في «ترامب» (حوار)
بيشوى رمزي

مع اقتراب الساعات الأخيرة من ماراثون الانتخابات الأمريكية، تتسارع التطورات داخل الولايات المتحدة بصورة كبيرة، خاصة بعد الضجة التى أثيرت مؤخرًا حول اكتشاف رسائل جديدة تتعلق برسائل البريد الإليكترونى الشخصى للمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، إبان وجودها على رأس وزارة الخارجية الأمريكية، وهى القضية التى فجرها مدير مكتب التحقيقات الأمريكية الفيدرالي جيمس كومي، منذ حوالي 10 أيام؛ في حين عاد أمس ليؤكد أنه لا يوجد أى دليل حتى الآن يمكن من خلاله إدانة «كلينتون»، ليُعيد بذلك الأمور إلى المربع صفر من جديد.

ويبدو المشهد الأمريكي بين فضائح المرشح الجمهوري دونالد ترامب الجنسية وتسريبات "كلينتون"؛ ملتبسًا قبل ساعات من اللحظات الحاسمة للانتخابات، والتى تُعد بحسب العديد من الصحف الأمريكية، هي الأكثر استقطابًا فى تاريخ الولايات المتحدة.. لذا أجرينا الحوار التالي مع الدكتور مايكل مورجان، مقدم برنامج "النبض الأمريكي".. وإلى نص الحوار:

كيف تقيم المشهد الانتخابى الجاري فى الولايات المتحدة؟ 
المشهد مشتبك، خاصة بعد إثارة قضية البريد الإليكترونى للمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون أثناء وجودها على رأس وزارة الخارجية، والتي جاءت بمثابة قنبلة في ظل توقيت صعب، حيث اقتراب اللحظة الحاسمة، أما الفضائح الجنسية لـ"ترامب" فهى الأخرى ساهمت بصورة كبيرة فى تقويض مصداقيته أمام الشارع الأمريكى، خاصة أمام السيدات، وبالتالي أصبح المرشحان ليسا محل ثقة على الإطلاق من جانب الناخب الأمريكى.

ولكن استطلاعات الرأى تصُب فى صالح "كلينتون" حتى الآن رغم التسريبات وطغيان قضية البريد الإليكترونى على السطح من جديد؛ فما أسباب ذلك من وجهة نظرك؟
في الواقع "كلينتون" لديها قدرة على تبني خطاب سياسي، بحكم خبرتها الطويلة في العمل السياسي سواء من خلال عملها كوزيرة للخارجية في الولايات المتحدة لمدة 4 سنوات أو كسيدة أولى سابقة خلال عهد زوجها بيل كلينتون، ومن ثم استطاعت إقناع قطاع عريض من الشارع، وإرضاء كافة الأطراف في الولايات المتحدة. وذلك على عكس منافسها الجمهوري، والذي تبنى خطابًا، أثار غضب فئات عريضة في الشارع الأمريكي، ما أدى إلى فشله في حشد الناخبين وراءه.

هل هذا يعني أن الأمر بات محسومًا لكلينتون؟
"كلينتون" تبدو الأقرب بحسب كافة استطلاعات الرأي، ولكن هذا لا يمنع أن تكون هناك مفاجآت تُغيِر موازين العملية الانتخابية خلال الساعات القليلة المُقبلة.

كيف ترى تراجع مدير مكتب التحقيقات الأمريكية الفيدرالي، جيمس كومي، عن إدانة "كلينتون" بعد أيام من إقدامه هو نفسه على تفجير القضية؟
أعتقد أن السبب يكمُن في الضغوط الكثيرة التي تعرض لها؛ فالحقيقة أن كافة مؤسسات الدولة في الولايات المتحدة تريد أن تحمل "كلينتون" إلى البيت الأبيض، بدءًا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما حتى القنوات الإعلامية والصحف، الأمر الذي ساهم بصورة كبيرة في وضع ضغوط شديدة على "كومي"، خلال الأيام الماضية، فمنذ خطابه الأول للكونجرس حول اكتشاف رسائل جديدة تتعلق بالقضية، انهالت عليه الانتقادات وامتدت إلى الجهاز الذي يتولى إدارته بالكامل، حتى بلغ الأمر إلى اتهامه بعدم الحيادية والسعي إلى التأثير في نتيجة الانتخابات المُقبلة. 

تواتر الحديث في الصحف الأمريكية حول الدور الروسي في الانتخابات الأمريكية حتى وصل الأمر للحديث عن احتمالات تزوير الانتخابات ... ما هي رؤيتك حول ذلك؟
روسيا تُدرك جيدًا أنه من الصعب أن يكون لها دور في الانتخابات الأمريكية بأي حال من الأحوال، إلا أنها استفادت بكل تأكيد من جراء حالة الاستقطاب الحالية التي تشهدها الولايات المتحدة، على الأقل من خلال تقويض فكرة أن الولايات المتحدة راعية الديمقراطية في العالم، وهو الأمر الذي يأتي نتيجة التسريبات التي تم نشرها في الفترة الماضية.
أما عن مسألة التزوير؛ فربما تشهد العملية الانتخابية بعض التجاوزات في ضوء الدعم الكبير الذي تتلقاه المرشحة الديمقراطية من قِبَل ما يمكننا تسميته بالدولة العميقة، ولكن علينا أن ندرك أن مفهوم التجاوزات الانتخابية في الولايات المتحدة يختلف تمامًا عن مفهوم التزوير السائد في منطقة الشرق الأوسط.

هل سيشهد الدور الأمريكي تغيُرًا بالمستقبل في ضوء مستجدات المشهد الانتخابي الأمريكي؟
المشهد لن يختلف كثيرًا إذا ما وصلت "كلينتون" للرئاسة في الولايات المتحدة، فهي سوف تكون امتدادا للحقبة التي قضاها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما في البيت الأبيض، خاصة وأنها أحد من ساهموا في صنع السياسة الخارجية في العهد الحالي، لأنها كانت المسؤول الرئيسي عن سياسة الولايات المتحدة الخارجية خلال الـ4 سنوات الأولى من إدارة "أوباما"، والتي شغلت خلالها "كلينتون" منصب وزير الخارجية، وستبقى داعمة للقوى الإقليمية التي اتجه "أوباما" للتحالف معها سواء تركيا أو قطر، وبالتالي لا ينبغي أن نتوقع تغييرًا كبيرًا من قِبَلها.
ولكن الأمور سوف تختلف إلى حد كبير إذا ما تولى "ترامب" الرئاسة في الولايات المتحدة، في ظل موقفه المتشدد من التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، واتجاهه للتعاون مع العديد من القوى الدولية، وعلى رأسها روسيا، وكذلك القوى الإقليمية الرئيسية في المنطقة، وعلى رأسها مصر.

كيف ترى مستقبل العلاقات بين مصر والولايات المتحدة في المرحلة المقبلة؟
أعتقد أنه في حالة تولي "كلينتون" الرئاسة في الولايات المتحدة سوف تسعى الإدارة الأمريكية لمواصلة الضغوط على مصر، من خلال محاولة تركيها من بوابة الاقتصاد، في ظل الظروف الاقتصادية التي تشهدها حاليًا؛ فأمريكا ليس بيدها سوى تلك الورقة الاقتصادية، بعد أن فشلت الضغوط السياسية التي حاولت إدارة "أوباما" فرضها على النظام المصري، عقب إسقاط نظام الإخوان. إضافة إلى محاولات تفتيت وتوريط الجيش المصري في معارك خارجية إلى جانب حربه ضد الإرهاب بسيناء. ولكنني أرى أن الإدارة المصرية كانت يقظة تمامًا وتمكنت من التعامل بحكمة شديدة حيال كل تلك الضغوط، كما أعتقد أن مصر قادرة على المرور من المرحلة الصعبة الحالية.

وكيف ينبغي أن يكون التعامل المصري من وجهة نظرك؟
أرى أنه يجب على الحكومة المصرية أن تتخذ خطوات استباقية في التعامل مع الضغوط المتوقعة، والتي ستُفرض عليها خلال المرحلة المقبلة، إلى جانب ضرورة التخلي عن سياسة رد الفعل، والتي غالبًا ما تضعنا في موقف الدفاع عن أنفسنا. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق