كاتب بريطاني: نجم "مارين لوبان" يلوح في عالم "ترامب"‏

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016 03:39 ص
كاتب بريطاني: نجم "مارين لوبان" يلوح في عالم "ترامب"‏
الكاتب البريطاني جدعون راخمان

تساءل الكاتب البريطاني جدعون راخمان، عن ‏إمكانية فوز زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي اليميني المتطرف، مارين ‏لوبان، بمنصب الرئاسة، غداة فوز دونالد ترامب في أمريكا؟

ونبه راخمان –في مقاله بالـفاينانشيال تايمز- إلى أنه بحسب نتيجة الانتخابات ‏التمهيدية لـيمين الوسط الفرنسي، فإن ثمة احتمالا أن تخوض ‏مارين لوبان دورا ثانيا في الانتخابات في مايو المقبل ضد أيّ من "فرانسوا فيون" أو ‏"ألان جوبيه"، وكليهما على شاكلة شخصيات مؤسسة هيلاري كلينتون – بحيث ‏يُعتبران خصمَين مثاليين لزعيمة الحزب اليميني المتطرف (مارين لوبان).

‏ وأكد راخمان أن آثار فوز اليمين المتطرف في فرنسا بالرئاسة ستكون قوية على ‏صعيدَي السياستين الأوروبية والعالمية؛ فقد تقود إلى انهيار الاتحاد الأوروبي، ذلك ‏أن مارين لوبان ترغب في أن تسحب فرنسا من العملة الموحدة الأوروبية وأن تعقد ‏استفتاء على عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي.

وقال راخمان إنه حتى لو عمدت مارين لوبان إلى تخفيف حدتها بعد توليها ‏الرئاسة، فإنه من الصعب تخيّل الطريقة التي يمكن أن تتعامل بها المستشارة ‏الألمانية آنجيلا ميركل مع زعيمة فرنسية قومية استبدادية... وفي ظل وقوف كل ‏من ألمانيا وفرنسا على طرفي نقيض فإنه يمكن عودة الخلاف الفرنسي-الألماني ‏إلى قلب السياسة الأوروبية.‏

وأضاف راخمان أن الآثار العالمية لفوز مارين لوبان بالرئاسة ستكون ‏حادة؛ فسيكون أعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين إمّا حكومات غير ديمقراطية ‏أو حكومات ديمقراطية تحت قيادات قومية يمينية، وفي ظل مثل تلك الظروف يمكن ‏أن يتقوض النظام القانوني الدولي، وقد يعود مرة أخرى يميني الصبغة.‏

ولفت الكاتب إلى أن أمرًا مثل فوز مارين لوبان بالرئاسة الفرنسية لم يَعُدْ مستبعدا ‏بعد تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست" ‏وتصويت الأمريكيين لصالح دونالد ترامب، وما قيمة نتائج استطلاعات الرأي التي ‏لا تزال تظهر خسارة مارين لوبان في الدور الثاني من الانتخابات؟

وعلى الرغم من ترحيب مارين لوبان بفوز ترامب بالبيت الأبيض ومن دعم ‏مستشاري ترامب لها، إلا أن ثمة اختلافات هامة بين "ظاهرتَي" ترامب ولوبان، ‏بحسب راخمان، منها أن حزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه لوبان هو موجود منذ ‏عقود على الساحة السياسية ومعروف لدى الناخبين، بخلاف المستر ترامب؛ كما ‏أن ذكريات فرنسا المريرة عن النظام الـ"فيشي" الديكتاتوري (1940-1944)- هذه ‏الذكريات تقول إن فرنسا محصنة ضد سياسات اليمين المتطرف أكثر من الولايات ‏المتحدة.‏

واستدرك راخمان بالإشارة إلى أنه على الجانب الآخر، رغم ذلك، ثمة احتمالية أن ‏الناخبين الفرنسيين الذين كانوا يخشون أن يؤدي انتخاب مارين لوبان إلى تحويل ‏بلادهم إلى دولة منبوذة دوليا – هؤلاء الناخبين قد يشعرون الآن أن فوز المستر ‏ترامب قد منحهم "ترخيصا" بالتصويت لصالح اليمين المتطرف (لوبان).‏

وأكد صاحب المقال أن الظروف الموضوعية المؤهلة لتحوّلٍ صوب القومية ‏الاستبدادية هي أشدّ وضوحًا في فرنسا منها في الولايات المتحدة؛ ذلك أن فرنسا ‏تعرضت لهجمات إرهابية شرسة على أيدي متطرفين راديكاليين، كما أن ثمة ‏أعدادًا ضخمة من المسلمين المهمشين في معظم المدن الفرنسية الكبرى، إضافة إلى ‏ارتفاع معدلات البطالة بين عموم السكان الفرنسيين إلى أكثر من نسبة 10 بالمائة.

‏ فوق كل ذلك، فإن المؤسسة السياسية في فرنسا لا تحظى بشعبية؛ وقد سجلت شعبية ‏الرئيس فرانسوا هولاند مؤخرا انخفاضا مذهلا عند نسبة 4 بالمائة – باختصار يمكن القول إن الأجواء ‏السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدولية لا يمكن أن تكون مهيأة بشكل أفضل ‏من ذلك لصالح مارين لوبان.‏

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق