الخارجية القبرصية: نقدر الدور المصرى بالمنطقة..وعلاقة "القاهرة ونيقوسيا" متميزة

الأربعاء، 18 نوفمبر 2015 07:55 ص
الخارجية القبرصية: نقدر الدور المصرى بالمنطقة..وعلاقة "القاهرة ونيقوسيا" متميزة
وزير الخارجية القبرصي ايوانيس كاسوليدس
صابر عزت

أكد السفير ليونيداس بانتلديس مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية القبرصية ان بلاده تقدر بشكل كبير دور مصر فى المنطقة وخاصة فيما يتعلق بدعمها لعملية السلام.

وقال - فى لقاء مع الوفد الصحفى المصرى الذى يقوم حاليا بزيارة إلى العاصمة القبرصية- ان بلاده تدعم بشكل كبير السلطة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.. مشيرا الى ان مصر فى موقع يجعلها تلعب دورا كبيرا وخاصة على سبيل المثال ما يتعلق بالوضع بين فلسطين وإسرائيل، فإذا لم تدعم مصر مفاوضات السلام فلن تكون هناك مفاوضات.

وأشاد المسئول القبرصى بعمق العلاقات التى تربط بين بلاده ومصر والتى وصفها بأنها "تاريخية" وتعود إلى زمن طويل.. لافتا إلى ان مصر وقبرص دولتان صديقتان وجارتان.

وآضاف المسئول القبرصى أن القاهرة ونيقوسيا تربطهما على المستوى الثنائى علاقات "ممتازة" فى جميع المجالات لاسيما السياسية والاقتصادية بخلاف التعاون الثلاثى الذى يربط بين مصر وقبرص واليونان على مستوى القمة.

وأشار بانتلديس إلى القمة الثلاثية المصرية- القبرصية- اليونانية التى عقدت بالقاهرة العام الماضى والقمة الثانية التى عقدت بنيقوسيا.. موضحا ان القمة الثلاثية الثالثة ستعقد الشهر المقبل فى العاصمة اليونانية أثينا.

كما استعرض مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالخارجية القبرصية التعاون على المستوى الثنائى والذى شهد طفرة كبيرة خلال الفترة الماضية وهو ما تعكسه الزيارات المتعددة والمتبلة بين مسئولى الدولتين من أجل تعزيز العلاقات الثنائية وخاصة فى قطاعات النقل والسياحة والبنية التحتية.

وأشار إلى أن البلدين يتقاسمان العديد من الاهتمامات ولدينا الآن تعاون كبير فى قطاع الطاقة.. لافتا الى وجود اتصالات مستمرة بين مسئولى الدولتين فى كافة القطاعات.

وأثنى المسئول القبرصى على التعاون الثنائى الذى وصفه بـ "الممتاز" بين مصر وقبرص على الصعيد السياسي.. مذكرا بأن قبرص دولة عضو بالاتحاد الأوروبى وأن مصر دولة صديقة لقبرص ومن ثم فإن قبرص تعمل على الإسهام فى تعزيز التعاون بين القاهرة والاتحاد الاوروبى.

وكشف عن أن قبرص تعمل على تشجيع المزيد من الحوار بين مصر والاتحاد الأوروبى فى العديد من المجالات مثلما كان فى خطة العمل فى ٢٠٠٧ والعودة إلى الاستراتيجية القديمة فى إشارة إلى الحوار الذى كان يقوم آنذاك فى إطار سياسة الجوار الأوروبية ، مذكرا بأن هذا الحوار كان فى إطار خطة العمل عام ٢٠٠٧ شاملا العديد من المجالات بما فى ذلك السياسة والاقتصاد وحقوق الإنسان والتعليم والأمن ، ولكن بعد عام ٢٠١٣ بات هذا الحوار يركز على مجال واحد فقط.

وشدد المسئول القبرصى على أن بلاده تؤكد للدول الأوروبية على أن الحوار مع مصر مهم للغاية.. موضحا أن استقرار مصر يعد أمرا هاما للغاية واعتقد أن جميع الدول أدركت ذلك وخاصة فى ضوء الأحداث الإرهابية التى يشهدها العالم.

وقال إن موقف بلاده واضح من الإرهاب وتعمل على تعزيز التعاون فى مواجهة تلك الظاهرة لاسيما وأن قبرص تعتمد كما مصر بشكل كبير على السياحة .. مشيرا إلى أن البعض يردد انه من خلال استبعاد بعض الفئات من المجتمع المصرى كالأخوان المسلمين "من الحياة السياسية" فإن هذا الأمر يدفع هؤلاء إلى التطرف وأنا لا أؤيد هذا الطرح إذ انه إذا كان العنف يشكل جزءا من الايديولوجيا فإن الشخص ليس بحاجة إلى أحد لكى يدفعه إلى التطرف بل إن الأمر علي النقيض تماما فإذا كانت الجماعة تمارس الحياة السياسية فهي لن تلجأ إلي العنف علي الإطلاق من أجل تحقيق أهدافها وسوف تتبع القنوات السياسية المشروعة.

وأضاف إننا نحاول أيضا أن نكون فعالين من خلال موقعنا في الاتحاد الاوروبي في دحض الرسائل الاعلامية السلبية التي تبثها جماعة الاخوان للغرب بتشوية الموقف المصري أمام العالم الخارجي.

وفيما يتعلق بالتعاون المصرى القبرصى فى مجال مكافحة الإرهاب..قال ان البلدين يربطهما تعاون كبير فى هذا المجال..مؤكدا ان الارهاب اصبح ظاهرة عالمية ولا بد من دفع التعاون فى مجال مواجهة الارهاب على مستوى العالم وأيضا تبادل المعلومات بين أجهزة الأمن لمواجهة الظاهرة. مشيرا إلى أن العالم بدأ يعي مؤخرا حقيقة الإرهاب بأنه ليس حكرا علي دولة أو منطقة إنما هو ظاهرة عالمية تهدد كافة دول العالم ، ولاسيما بعد الأحداث المؤلمة التي شهدتها فرنسا مؤخرا،وهو ما يقتضي أيضا تعاونا مشتركا بين كافة دول العالم لتوفير المعلومات بين الدول بعضها البعض لمجابهة هذه الآفة العالمية الخطيرة
واوضح ان بلاده تتعاون مع دول المنطقة والبلدان الاخرى فيما عدا تركيا فى مجال مواجهة الارهاب.

وفى سياق آخر.. أشاد بانتلديس بموقف مصر الثابت حيال القضية القبرصية على المستوى الدولى وعدم اعتراف مصر بالشطر الشمالى.. معتبرا انه لا مستقبل للشطر الشمالى من قبرص الذى تسيطر عليه تركيا لأنه لا أحد سيعترف باستقلال او بالحكم الذاتى هذا الجزء من قبرص.

وشدد على أن التفاوض والتوصل إلى اتفاق أو حل وسط مع قبرص يعد السبيل الوحيد لحل القضية القبرصية ولا يوجد حلول أخرى فى هذا الصدد لانه لايمكن الا ان تكون قبرص موحدة مثلما هو الحال بالنسبة لسوريا الآن والتى لا يمكن تقسيمها.

وفيما يخص التعاون بين مصر وقبرص.. قال انه على سبيل المثال بالنسبة لقطاع السياحة فإن مصر دولة سياحية كما هو الحال أيضا بالنسبة لقبرص واليونان وبالتالى فإن الدول الثلاث يمكنها تعزيز التعاون فيما بينهم وهناك مشروعات يتم بحثها فعلى سبيل المثال يمكننا استغلال الأكاديمية العربية البحرية بالاسكندرية فى مجال التدريب.

وأشار إلى ان هناك فكرة أخرى تتعلق بالتعاون الإقليمي الثلاثى حيث بالإمكان تنظيم حزمة للسائحين عبارة عن رحلة موحدة وخاصة للسائحين القادمين من دول أمريكا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة وتشمل مصر وقبرص واليونان والأردن.

وبالنسبة لقناة السويس الجديدة..أكد المسئول القبرصى على أهمية هذه القناة بالنسبة للاقتصاد المصرى باعتبارها مشروعا كبيراوايضا من أجل إعادة إحياء المشروعات الصغيرة.. موضحا ان الاقتصاد القبرصى قائم على المشروعات الصغيرة.

وعن التنسيق المصرى القبرصى حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك بالشرق الأوسط وفى مقدمتها الوضع فى ليبيا والأزمة السورية.. قال أنه فيما يخص ليبيا فان قبرص تستمع إلى موقف الأصدقاء فى مصر، أما فيما يخص سوريا فإن بلاده تتقاسم الموقف مع مصر والذى يقوم على دعم الحل السياسى فى سوريا على ضرورة البدء فى العملية السياسية فى اقرب وقت ممكن.

وشدد مسئول الخارجية القبرصية على ضرورة وقف الحرب وبدء العملية السياسية والتوصل الى اتفاق فى سوريا من أجل عودة الاستقرار الى سوريا ووضع نهاية لمعاناة الشعب السورى الذى راح ضحيته الآلاف فضلا عن الملايين الذين هاجروا البلاد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق