اجتماعات بين «مصر وجنوب السودان» لمناقشة الموارد المائية

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016 12:03 م
اجتماعات بين «مصر وجنوب السودان» لمناقشة الموارد المائية

تشهد القاهرة حاليا انعقاد اجتماعات اللجنة الفنية «المصرية الجنوب - سودانية» المشتركة، وذلك خلال الفترة من «12-16 ديسمبر 2016»، حيث يتم استعراض تفاصيل الموقف التنفيذي مكونات وأنشطة مشروعات التعاون الفني بين مصر وجنوب السودان في مجال الموارد المائية.

ويهدف الاجتماع إلى رفع تقرير فنيبا لتوصيات المتفق عليها من الجانبين حول موقف مشروعات التعاون الجارية وسبل دفعها وإزالة أي عقبات تعترض استكمال تنفيذها، للعرض على وزيري المياه بمصر وجنوب السودان خلال الاجتماعات لإقرار التوصيات استعدادا لتنفيذها.

تأتي هذه الاجتماعات في إطار أنشطة مشروعات التعاون الفني بين جمهورية مصر العربية وجمهورية جنوب السودان، والتي تتضمن حزمة من مشروعات تنموية تتماشى مع متطلبات المرحلة الحالية لدولة جنوب السودان بمنحة مصرية، وذلك تحت مظلة مذكرة التفاهم الموقعة بين الوزارتين في 18 أغسطس 2006 وتم تدعيمها من خلال التوقيع على بروتوكول التعاون الفني بين البلدين في 28 مارس 2011، إضافة إلى توقيع اتفاقية التعاون الفني والتنموي بين مصر وجنوب السودان بحضور السادة رؤساء الدولتين فى نوفمبر 2014 بالقاهرة.

وصرح الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري بأن مشروعات التعاون الثنائي بين مصر وجنوب السودان قد حققت العديد من النجاحات، والتي تشمل تنفيذ المشروعات التنموية لخدمة المواطنين الجنوب سودانيين في المناطق المعزولة التي لا تصل إليها الخدمات الأساسية مثل مشروع توفير مياه الشرب الصالحة عن طريق حفر وتجهيز 30 بئرا جوفيا مزودة بمجمعات وشبكات توزيع لتأمين مياه الشرب النقية لحوالي 500 ألف مواطن جنوب سوداني، حيث تم الانتهاء من حفر 17 بئرا جوفية في العديد من ولايات جنوب السودان، منها 6 آبار مزودة بشكات توزيع لمياه الشرب بنطاق العاصمة جوبا، لخدمة توصيل مياه الشرب الصالحة لــ3000-5000 نسمة لكل بئر، وجاري تنفيذ بقية الآبار الجوفية، كما أنه تم أيضا الانتهاء من تنفيذ محطة رفع كبيرة بمدينة واو في عام 2015، لتوفير الاحتياجات المائية للاستخدامات المنزلية والثروة الحيوانية للتجمعات السكانية القريبة من المجاري المائية لما يزيد عن 100 ألف نسمة من شعب جنوب السودان الشقيق.

وأفاد الدكتور عبدالعاطي بأنه من المقرر مناقشة الخطة التنفيذية لمشروع التعاون الجديد الذي تم توقيع مذكرة تفاهم له في نوفمبر 2016 بالعاصمة الجنوب سودانية - جوبا لمشروع إنشاء أربعة خزانات حصاد مياه الأمطار بجنوب السودان حيث يهدف المشروع إلى توفير مياه الشرب للسكان بالمناطق النائية البعيدة عن المسطحات المائية، وكذلك توفير مياه لشرب الثروة الحيوانية بالمناطق النائية، فضلا عن فتح مجالات معيشية جديدة للأهالي وتشمل (صيد أسماك – زراعات محلية – تجارة بينية) وأيضا سيتم نقل الخبرات والإمكانيات المصرية للفنيين والمتخصصين بجنوب السودان.

من جانبه، أكد المهندس أحمد بهاء الدين محمد رئيس قطاع مياه النيل أنه جاري أيضا تنفيذ مشروع إنشاء المراسي النهرية على فروع نهر النيل بجنوب السودان، والتي تمثل أهمية إستراتيجية لخلق فرص عمل للصيادين وفى ربط المدن والقرى الرئيسية بجنوب السودان ملاحيا، وكذلك لتسهيل حركة نقل البضائع والركاب، بما ينعكس إيجابيا على الأحوال الاجتماعية والاقتصادية لشعب جنوب السودان، فضلا عن تحسين الأحوال البيئية والأحوال الصحية، حيث قد تم بالفعل الإنتهاء من تنفيذ المرسي النهري بمدينة واو، وقام وزيرا الموارد المائية والرى بالدولتين - وبحضور كبار القيادات الولائية والتنفيذية - بافتتاح المرسى النهري من قبل، كما يجرى حاليا تنفيذ المرسى النهري الثاني في مدينة كواجوك الذي بلغت نسبة التنفيذ به حوالى 70 %.

وأشار بهاء الدين إلى أنه جارى العمل بمشروع تأهيل محطات قياس المناسيب والتصرفات بدولة جنوب السودان الذي يهدف إلى تأهيل المحطات الهيدرولوجية الرئيسية لقياس المناسيب والتصرفات للأنهار بجنوب السودان، بهدف توفير البيانات والمعلومات الهيدرولوجية اللازمة لتصميم وتنفيذ المشروعات التنموية التي تخص الموارد المائية في جنوب السودان لصالح شعبي مصر وجنوب السودان.

وقد تم الانتهاء من تأهيل 4 محطات هيدرولوجية فى ملكال وجوبا وواوومنجلا، ويتم حاليا تنفيذ محطة هيدرولوجية لقياس التصرفات والمناسيب بشكل يومي منتظم بمحطة نيمولى على بحر الجبل، وسيبدأ تنفيذ محطة القياس الهيدرولوجية الخامسة بمدينة بور الاستراتيجية على نهاية بحر الجبل.

تجدر الإشارة إلى أنه لابد من الفخر والاعتزاز بما تم تحقيقه على أرض الواقع على مدار السنوات الماضية في مشروعات التعاون الفني في جنوب السودان في شتى المجالات، على الرغم من الصعوبات التى واجهت هذا التعاون والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها مصر حاليا، لتنمية مجتمع جنوب السودان ورفع مستوى المعيشة لشعب جنوب السودان الشقيق، وكذلك ضرورة تضافر الجهود لمواجهة التحديات المستقبلية التي قد تعوق مسيرة التعاون بين مصر وجنوب السودان لتحقيق الأهداف التنموية المشتركة، وهو الهدف الذي تعتبره مصر أمر حتمي للنهوض بالأجيال القادمة بالشكل الذى يؤكد للجميع أن المصالح المشتركة والأهداف المشتركة للدولتين تنعكس في تنفيذ برامج التنمية المستدامة للشعبين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق