العلاقة بين أزمة انتخابات أمريكا المستمرة والانتصار الروسي في حلب (تقرير)

الأحد، 18 ديسمبر 2016 11:45 ص
العلاقة بين أزمة انتخابات أمريكا المستمرة والانتصار الروسي في حلب (تقرير)
أيمن فرج

مع انتهاء المعركة في حلب وخروج قوات المتمردين السوريين 15 ديسمبر الجاري من المناطق القليلة المحاصرة التي تبقت في أيديهم شرق المدينة باتجاه مدينة «إدلب» السورية، تلقت إدارة الرئيس أوباما أصعب ضربة عسكرية استراتيجية خلال العامين الماضيين، منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا سبتمبر 2015.

لم تسقط شرق حلب فقط في أيدي الروس، والإيرانيين، وحزب الله، والميليشيات الموالية لإيران، إلا أن كل المواقع العسكرية للولايات المتحدة في شمال وشرق سوريا سقطت هي الأخرى، كما أن القوات العسكرية المحلية التي اعتمدت عليها واشنطن ووضعت عليها سياساتها والتي تتمثل في الأكراد السوريين والجيش السوري الحر الذين تم تدريبهم بواسطة الأمريكيين لا يريدون أن يتعاونوا معها أكثر من ذلك.

وبحسب تحليل للمصادر العسكرية والاستخباراتية بموقع «ديبكا» الإسرائيلي، فإن من يحدد الآن الأحداث في شمال سوريا وليس فقط في حلب هما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذين يتعاونوا فيما بينهما حاليا في سوريا، واللاعبون الثانويون هم الإيرانيين حيث أن الشخصية المسئولة ورفيعة المستوى التي تتواجد في الأراضي السورية بجوار مدينة حلب هو الجنرال قاسم سليماني، قائد الحروب الإيرانية في الشرق الأوسط، والرئيس السوري بشار الأسد، ولم يعد يوجد اليوم لإدارة أوباما أي تأثير في شمال سوريا، ولم يوجد لها قوة عسكرية محلية تقوم بتنفيذ تعليماتها.

مرت سوريا خلال 6 أعوام من الحرب بعدة مذابح قتل فيها مئات الآلاف من المواطنين ومن رجال الجيش السوري، ووفقا لعدة مصادر فقد وصل عدد القتلى في هذه الحرب المروعة إلى حوالي مليون قتيل، ولذلك فإن نداء إدارة أوباما بإنهاء الحرب لن تسمعه روسيا، بينما سيتم في نهاية الأمر إخلاء المتمردين السوريين وأسرهم من مدينة حلب وسيستمر الحرب والقتل، كما أن أحد الأسباب لذلك هي الأحداث التي تحدث على بعد 1000 كيلو من مدينة حلب في واشنطن.

في هذا الإطار أشار التحليل إلى أن بعض من إدارة أوباما والحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، غير مستعدين لتقبل حقيقة انتخاب ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة، والذين بدأوا خلال الأيام الأخيرة للحديث عن الإطاحة به، يحاولون الآن الربط بين مزاعم بأن الرئيس الروسي بوتين، أصدر بنفسه تعليمات لجهاز المخابرات الروسي بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح ترامب وبين التدخل العسكري الروسي في سوريا.

ويُفترض من وجهة النظر الداخلية بأن هناك محاولة أخرى، غير التي فشلت في 8 نوفمبر، لمنع ترامب من الدخول إلى البيت الأبيض، بينما من وجهة نظر السياسة الخارجية ومكانة الولايات المتحدة في العالم يفترض أنها محاولة لمنع إدارة ترامب من تحقيق اتفاق مع إدارة بوتين بشأن ما يحدث في سوريا، حيث إن إدارة أوباما لا ترغب في أن ينجح ترامب في خطواته الأولى التي يتخذها بشأن ما يحدث في سوريا وهو الأمر الذي لم تستطع إدارة أوباما تحقيقه على مدار 6 أعوام من الحرب الأهلية هناك.

في نهاية الأمر يمكن القول أن «بوتين» يستغل حاليا وسيستغل مستقبلا هذه الفجوة السياسية في واشنطن، وسيحاول بقدر الإمكان فرض حقائق جديدة كثيرة على الأراضي في سوريا، وذلك حتى دخول ترامب للبيت الأبيض، وإعلان أوباما الجمعة 16 ديسمبر الجاري أنه سيعمل خلال الأيام القليلة المتبقية له في البيت الأبيض على معاقبة روسيا هذا ما سيدفع بوتين على العمل بشكل أسرع وبإصرار أكبر من أي وقت مضى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة