مختار نوح يكشف تفاصيل «تفجير الكنائس» ويفجر مفاجأة عن أسباب تحريم السلفيين تهنئة الأقباط (حوار)

السبت، 24 ديسمبر 2016 07:22 م
مختار نوح يكشف تفاصيل «تفجير الكنائس» ويفجر مفاجأة عن أسباب تحريم السلفيين تهنئة الأقباط (حوار)
مختار نوح يكشف تفاصيل «تفجير الكنائس» ويفجر مفاجأة عن أسباب
هبة شورى

أعاد حادث تفجير الكنيسة البطرسية ذكريات مؤلمة إلى أذهان المصريين، فلم يكن الحادث الأول أو الأفجع، وكشف الباحث في الحركات الإسلامية صاحب موسوعة الحركات الإسلامية المسلحة وعضو المجلس القومي لحقوق ختار نوح في حوار خاص لبوابة «صوت الأمة» عن أسرار حول تاريخ الجماعات الإرهابية مع «تفجير الكنائس»، كما فجر مفاجأة في أسباب تحريم السلفيين تهنئة الأقباط، وإلى نص الحوار:

- بعد حادث البطرسية.. هل يمكننا القول أن ثمة تطور نوعي في فكر الحركات الإسلامية المسلحة؟
الحادث الأخير ليس غريبا، ولم يكن الأول من نوعه أن يستهدف عمل إرهابي الكنائس، فمنذ عام 1979 ومسلسل استهداف الكنائس لم ينقطع، كان أول تفجير على مستوى محترف عام 1976، تفجير شكري مصطفى عندما وضع قنبلة أمام سينما سفينكس، وبعدها قام بمحاولات اغتيال لعبد الحميد رياض، ثم محاولة اغتيال الشيخ الذهبي، وكان هذا أول عملية اغتيال عبر عملية تفجير، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر توقفت الأعمال الإرهابية تماما، ولكن بالإفراج عن الإخوان في عهد أنور السادات خرج الإخوان القطبي منهم (نسبة إلى سيد قطب) والمعتدل وعندما تولى عمر التلمساني قلت التفجيرات قليلا، لكنه لم يتمكن من السيطرة تماما، أما الكنائس بالذات فكان نصيبها حظ الأسدأ أكثر من 79 كنيسة تم تفجيرها، ولعل جميعنا يذكر أول عمل إرهابي استهدف كنيسة مسرة في 1979، بعدها ثار سجال خفي داخل المدارس التكفيرية لأن إلقاء قنبلة على كنيسة في منطقة روض الفرج أثناء إقامة أحد الأعراس راح ضحيته بالإضافة إلى المسيحيين عدد كبير من المسلميين الذين كانوا يهنئون ويباركون أصحاب الفرح، ودار الجدل آنذاك حول حرمة تفجير الكنائس أو تحريم ومنع المسلمين من دخولها لأغراض التهنئة والمؤازة ومن هنا كان موقف بعض السلفيين من تحريم تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد.

- لكن لأول مرة يكون التفجير من خلال انتحاري بحزام ناسف؟
التفجير والتفخيخ صلب الفكرة الإرهابية للحركات الإسلامية التكفيرية، وهي فكرة قديمة في فكر السلفية الجهادية، وهناك فصل كامل في كتاب الفريضة الغائبة الذي أسس لفكرة الجهاد في التنظيمات الإسلامية باسم «جهاد تفجير الكنائس» وهو مجال جدل واسع لم تنجح المراجعات الفكرية لمعتقلي الجماعة الإسلامية من دحضها، والجديد في حادث البطرسية أن الحزام الناسف هو الموضة السائدة للأعمال الإرهابية ضد المدنيين هذه الأيام، وفي الـ 79 كنيسة التي طالتها العمليات الإرهابية على مدار 50 عاما من الصراع كان يتم تفجير الكنائس عن طريق البوابات عبر الخديعة، فيبدأ في زيارة الكنيسة الهدف لمرات مدعيا أنه مسيحي ثم يدخل بحقيبة المتفجرات في لحظة الصفر، ويقع الانفجار لكن الكنائس تنبهت لذلك فيما بعد، وأقامت السواتر الحديدية وتوقفت بعدها العمليات إلى أن قامت ثورة 25 يناير التي أخرجت عناصر السلفية الجهادية والإخوان من السجون وأقحمتهم في الحياة العامة وبدأوا في تخريب البلد، وكان أسهل شيئا لديهم قبيل الانتخابات ليحصدوا أصواتا هو تفجير الكنائس واضطهاد الأقباط، ظنا منهم أن ذلك سيروعهم ويرهبهم، ويمنعهم عن التصويت لغيرهم، وبذلك عادت العمليات من جديد، لكن الأمر الجدير بالإشارة أنني خلال البحث والتنقيب في تاريخ الحركات استطعت أن أصل إلى إحصاء لعدد المسلمين الذين قتلوا في تفجيرات الكنائس والذي بلغ 40 ضعف عدد المسيحيين، أعداء مصر يريدون لها أن تتحول لعراق أو سوريا تتفتت أجساد المواطنين يوميا في الأسواق والشوارع، ولكن الجيش المصري لهم بالمرصاد.

- لاتزال هناك حلقة مفقودة.. من أين تؤمن الحركات الجهادية المواد المتفجرة؟
هذا ليس بالأمر الصعب، تجارة المتفجرات عابرة للقارات، وهي ثالث أكبر تجارة غير شرعية بعد تجارة المخدرات والسلاح ربحية، يتم تهريب البارود والمواد الكيماوية المصنعة، لاتزال هناك عصابات لتهريب المتفجرات من السودان وغزة وعبر الأنفاق وعبر حدود مصر الغربية، وهناك محور لتجارة المتفجرات يبدأ بتركيا ويمر بالعراق وسوريا إلى شمال إفريقيا، وفي العام الذي حكم فيه مرسي جعل البلد منخل كان يدخلها المتفجرات والأسلحة ولايزال هناك قدر كبير منها حيازة العناصر الإرهابية برغم الجهود الأمنية العالية، إلا أن مسألة الحصول على متفجرات ليست بالأمر الصعب.

- هل يجب أن نقلق من تطور فكر الإرهابين لتنفيذ تفجيرات في مرافق عامة؟
مصر في خضم معركة ضد عدو مستتر وغير واضح، ومن طبيعة المعارك أن كل شيئ ممكن فيها ومتوقع ويجب الابتعاد عنه وقوعه، وهناك معادلة عكسية تحكم معارك الإرهاب تقول إنه كلما زادت الدولة قوة وسيطرة وبسطت نفوذها وقوتها كلما تراجع وضعف الإرهاب، لذلك من المهم أن تتخذ الدولة إجراءاتها لتأمين المرافق العامة، لأن المعركة الفكرية الآن لم تعد ضد الكنائس، هناك ضمن الجماعات التكفيرية من يكفر الدولة وينادي بوجوب الجهاد ضدها وهو ما يتخذ في البداية عمليات استهدافية للكمائن أو قوات الأمن، ثم صعدوا في عملية تفجير حرم مسجد الهرم وهو ما يمكن أن يتطور مستقبلا، لكني على يقين من أن الأمن يحبط المئات من العمليات الإرهابية.

- البعض اعتبر التفجيرات الأخيرة ردا على حكم إعدام الإرهابي عادل حبارة، فهل توافقهم؟
لا أعتقد ذلك، حادث الكنيسة البطرسية مراقب منذ أكثر من نصف عام وهذا الحدث يجرى الإعداد له والتجهيز له من شهور، وحبارة ليس له أصدقاء أو خلايا تابعة، وفكرة أن يعدم من عدمه أمرا لا يهم أحد في الحركات الجهادية لأنهم يعرفون أن جميعهم أو بعضهم سيناله مصير مشابه.

- كيف يمكننا تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على خلاياه؟
القضاء على خلايا الإرهاب تحتاج لخطة مجتمعية لا يجب أن تترك المسؤولية على الأمن وحده، يجب أن نبدأ سريعا بتجديد الخطاب الديني وتغيير مناهج الأزهر، ولابد من ترسيخ قيم مدنية الدولة، ثم مدنية الإعلام بحيث يخدم الإعلام المصلحة العامة وتختفي الولاءات المختلفة لصالح الولاء للمصلحة العامة للدولة، وأخيرا الدعوة لاجتماع موسع لما يقرب من 40 عالما من علماء مصر في الفلسفة والاجتماع الاقتصاد والقانون.

- كيف تقيم دعاوى المصالحة مع الإخوان في ظل إلزام دستوري بإنجاز قانون العدالة الانتقالية والمصالحة؟
محض هراء، المصالحة مع الإخوان من رابع المستحيلات، الإخوان الآن يعانون ما يشبه عزلة شعبية، بات المجتمع يلفظهم، وأعتقد أن الإخوان سينتهي بهم الأمر تماما إلى العيش في أبراج عاجية ولن يمكنهم العودة إلى الشارع أو طرح أفكارهم عن الإصلاح وجميع قياداتهم يدركون ذلك تماما أنهم باتوا منبوذين مجتمعيا وفكريا وأن الإخوان انتهت تماما حتى مع النص الدستوري بقانون عدالة انتقالية ومصالحة إجرائية، وفي اعتقادى هو محض نص عابر لن يتم الالتزام به، فلم يعد وجود للإخوان سوى في الصراع ضد الدولة ولن يقبل أحد أن يتصالح مع الإخوان ولو بعد مئة عام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة