«المراجعات الفكرية» خديعة «الإخوان» للهروب من السجون (تقرير)

السبت، 28 يناير 2017 10:08 ص
«المراجعات الفكرية» خديعة «الإخوان» للهروب من السجون (تقرير)
صورة أرشيفية
محمد الشرقاوي

شهدت العديد من جماعات الإسلام السياسي، على مدار الـ3 سنوات الأخيرة، تحولات فكرية ومراجعات لبعض القضايا الفقهية على مستوى الممارسة كمعارضة أو كأحزاب سلطة، وهي ممارسة اتسمت بالعنف والدموية بشكل غير مسبوق في التاريخ العربي الحديث خصوصا خلال سنوات ما يسمى «الربيع العربي».

ونشر مركز «السكينة» البحثي، المتخصص في شئون الإسلام السياسي، دراسة جديدة للدكتور إبراهيم أبراش، الباحث الفلسطيني، بعنوان «نظرة في مراجعات الجماعات والتنظيمات».

وأكد الباحث في دراسته أن جماعة الإخوان الإرهابية قادت مراجعات مجددا بعد سقوط حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وبداية محاكمة قادتها، وإن كان البعض يشكك بجدواها ومصداقيتها حيث ينظرون لها كمناورة للخروج من السجن أو كممارسة باطنية تميز بها الإخوان.

وتحدث الباحث في دراسته عن المراجعات عند جماعات الإسلام السياسي، ومراجعات حركة «حماس» الفلسطينية.

واعتبر الباحث مراجعات الإسلام السياسي ظاهرة ليست جديدة؛ لكنه أرجع المراجعات الأخيرة إلى تراجع شعبية تلك الجماعات وفشل تجربتها في الحكم في بعض الدول وتحميلها مسؤولية فوضى الربيع العربي وما صاحبها من مظاهر عنف، وانكشاف علاقتهم بالغرب وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية.

المراجعات الفكرية جاءت نتاج لاجتهادات فكرية، بحسب الباحث، والذي اعتبر أول الاجتهادات التي يمكن إدراجها في سياق المراجعات المعاصرة عند المرجعيات الدينية وداخل جماعات الإسلام السياسي إلى أحد علماء الأزهر علي عبد الرازق، الذي اعتبر أن نظام الخلافة نظام دنيوي وليس دينيا، وقد تعرض في حينه لانتقادات كثيرة وأصدر الأزهر بيانا قال فيه إن أقوال علي عبد الرزاق لا تمثل الأزهر.

وتطرق الباحث إلى تاريخ المراجعات الفكرية في مصر، فقال: ما بين عامي 1997 و1999 أقدمت بعض قيادات الجماعة الإسلامية أثناء وجودها في السجن، على مراجعات أثارت كثيرًا من الجدل داخل الجماعة وخارجها، وهي مراجعة اقتصرت على التراجع عن نهج العنف والأسس الفكرية الفقهية التي يستند إليها.

وتابع: مع أن جدلا ثار لاحقا حول مصداقية وجدية مراجعات السجون إلا أننا نعتقد أن أهم قيادات الجماعة الإسلامية كانت صادقة في مراجعاتها ومنهم ناجح إبراهيم ونبيل نعيم وغيرهما من القيادات المنشقة.

وتطرق الباحث إلى المواجهات الفكرية بين تنظيمي القاعدة والإخوان، قائلا: بالنسبة لتنظيم «القاعدة» العنوان الأبرز للإسلام السياسي المتشدد، فقد مارست القاعدة نقدًا عنيفًا لجماعة الإخوان، وأخذت عليها نهجها البراجماتي المفرط بل وصفت الجماعة بأنها «مرجئة العصر».

وأضاف: إلا أن تنظيم «القاعدة» لم ينج بدوره من مراجعات من داخله بدءا من عام 2007، وكان أشهرها مراجعات سيد إمام الشريف مفتي المجاهدين في العالم، المشهور بـ«الدكتور فضل»، وقد دوّن مراجعاته في ثلاثة كتب، أولها «وثيقة ترشيد العمل الجهادي» وثانيها «التعرية» وآخرها «الصراع في أفغانستان».

وأهم ما جاء في مراجعات مفتي الجهاديين: الدعوة لترشيد العمل الجهادي في مصر والعالم، كما استنكر ظهور صور مستحدثة من القتل والقتال باسم الجهاد انطوت على مخالفات شرعية، ويرى أن الجهاد في الإسلام فريضة مستمرة وباقية، لكن «الجهاديين» مارسوا أخطاء عديدة، وصلت إلى حد المفاسد.

كما قال «إن سفك الدماء وإتلاف الأموال بغير حق، من أكثر الأشياء التي تجلب سخط الرب»، بالإضافة إلى مراجعات الأردني أبي محمد المقدسي، في كتابه «وقفات مع ثمرات الجهاد» ورسالته «مناصرة ومناصحة» الموجهة لأبي مصعب الزرقاوي قبل وفاته سنة 2006.

وعن مراجعات حركة حماس حول إشكالية الوطني والديني، قال إن جماعة الإخوان وجماعات الإسلام السياسي الأخرى أحزاب سياسية لها مصالح بشرية ودنيوية حتى وإن رفعت شعارات دينية أو اتكأت على الدين في تبرير سلوكياتها، وقادتها ليسوا منزهين عن الخطأ، كما أنها أحزاب معرضة للزوال في أي لحظة.

واستطرد: لو عدنا للتاريخ السياسي الإسلامي لوجدنا آلاف الفرق والجماعات والأحزاب التي كانت تدعي بأنها تمثل الإسلام، وكلها اندثرت ولم تترك إلا الخراب ومزيدًا من فُرقة المسلمين ومن تاريخ دامٍ أسود.

وتابع: أدركت فروع جماعة الإخوان في مصر والأردن وتونس والمغرب خطورة المأزق الناتج عن كونها فروعًا لجماعة أممية ترفع شعار الخلافة وأيديولوجية سياسية شمولية عن الإسلام، متجاهلة الحالة الوطنية كثقافة وهوية وروابط يؤسسها العيش المشترك في كيان سياسي متمايز عن غيره، من جانب، والحاجة للانخراط في الحياة السياسية الوطنية المحكومة بدستور وقوانين والمؤسسة على مفهوم المواطنة من جانب آخر.

وأوضح أن المشكلة الرئيسية بالنسبة للإسلام السياسي في فلسطين وخصوصا مع حركة حماس، لا تكمن في وجود اجتهادات فقهية تستدعي من حماس مراجعتها، نظرًا لغياب علماء دين مجتهدين عندها وبسبب تبعيتها الخارجية، وأن المشكلة تكمن في اصطناع مواجهة بين المشروع الوطني والمشروع الإسلامي والتبعية لجماعة الإخوان والضغوط الخارجية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق