خبراء أمريكيون: واشنطن تستخدم قطر لتهديد موسكو

السبت، 18 فبراير 2017 09:56 ص
خبراء أمريكيون: واشنطن تستخدم قطر لتهديد موسكو
رادارات - أرشيفية

أثارت صفقة بيع رادارات أمريكية متطورة لقطر، جدلًا بين خبراء الشؤون العسكرية والاستراتيجية في الولايات المتحدة الذين يرون أن للصفقة أهدافًا خفية تدعو للريبة وتستوجب التساؤل.

ففي العاشر من ديسمبر من العام الماضي، وقع أشتون كارتر وزير الدفاع في إدارة أوباما اتفاق بيع رادارات للإنذار المبكر لقطر يصل مداها إلى 5 آلاف كيلومتر، وذلك تحسبًا لأي هجمات صاروخية إيرانية تستهدف الأراضي القطرية، لكن الخبراء الأمريكيون يرون أن مدى تلك الرادارات البالغ 5 آلاف كيلومتر يتجاوز بكثير احتياجات الدفاع القطرية حيث لا تبعد إيران عن قطر سوى بمسافة 821 كيلومترًا، كما لا تتعدى المسافة بين قطر وتركمانستان 1700 كيلومتر مرورًا بالأراضي الإيرانية.

ولا يستبعد الخبراء أن يكون السر وراء تزويد قطر برادارات إنذار مبكر بمدى 5000 كم هو في الأساس موجه إلى روسيا التي تبعد عن قطر بمسافة 3550 كم، ويرون أن هذا قد يكون هو التفسير الوحيد لتزويد قطر برادارات إنذار مبكر من هذا المدى الطويل الذي لا تتطلبه احتياجات قطر الدفاعية والأمنية.

وكان مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية نصح الإدارة الأمريكية في كتابه السنوي للعام 2017 ببناء شراكات استراتجيية مع حلفاء واشنطن في المنطقة العربية، بما يؤكد التزام واشنطن بأمن الخليج وحمايته من أي تهديدات إيرانية، وكذلك معادلة الدور الروسي في سوريا وتمدد نفوذ روسيا سياسيًا وعسكريًا في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك معادلة التمدد الصيني استراتيجيًا في ذات المنطقة، والذي وصل إلى جيبوتي، وهو الأمر الذي ترصده دوائر الاستخبارات الأمريكية بعين القلق.

على الجانب الآخر، ترى الإدارة الأمريكية أن منظومة الرادارات المباعة لقطر ستكون جزءًا من شبكة متكاملة أوسع للتغطية الرادارية لمنطقة الخليج ضد أي عدائيات صاروخية إيرانية، وكشفت مصادر أمريكية أن صفقة الرادارت المبرمة مع قطر يعود تاريخ أول حديث بشأنها بين البلدين إلى شهر يوليو من العام 2013 عندما طلب القطريون شراء منظومة رادارية من طراز «Raytheon AN/FPS-132 Block 5» ذات المدى الطويل ولأغراض الإنذار المبكر، وذلك بفاتورة قيمتها 1.1 مليار دولار أمريكي.

وفي ديسمبر 2014، أبرمت قطر اتفاقًا مع المؤسسة الأمريكية ذاتها، اشترت به منظومة للدفاع الجوى بقيمة 2.4 مليار دولار أمريكي، وأعلنت الإدارة الأمريكية أنذاك أن تلك المنظومة سيتم ربطها بمنظومة الدفاع الجوي الأمريكية التي تضم بطاريات باتريوت وشبكة رادارات الإنذار المبكر الأمريكية، وشبكة الرصد والإنذار المبكر الأوروبية للدفاع الجوي والمعروفة اختصارًا بشبكة «THAAD»، وجميعها مرتبطة بمركز للعمليات يقع في قطر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق