قصة ضابط شرطة ضحى بروحه لاصطياد «الأفعى»
الجمعة، 03 مارس 2017 09:15 م
مطاردة الشرطة لمجرمين - ارشيفية
إيمان عبدالعاطي
بعد انتهائه من دارسته في المرحلة الثانوية، حلم كغيرة من ملايين الشباب الإلتحاق بكلية الشرطة، ليخرج ويدافع مثل غيرة الضباط عن حقوق البسطاء، تدرج في الرتب العسكرية ليصبح رائدا.. عرف عنه وسط زملائه بالجسارة والقسوة ومحاربته للخارجين عن القانون بشكل دائم، ليتوقع له القيادات بأن يصبح أصغر مدير مباحث في تاريخ الوزارة، لكنه لم يتوقع أن تكون نهايته مأسوية بهذا الشكل.. هذا هو مختصر قصة الرائد مصطفى لطفي، رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، الذي جاء اليوم لنحيي ذكرى استشهاده.

«أيوه يا حبايبي معلش أنا هتأخر شوية في القسم النهاردة، عايزين حاجة أجيبهلكم وأنا راجع».. هذه آخر كلمات الشهيد لطفي، مع أسرته الذين أخفى عليهم ذهابه في أخطر مأمورية للقبض على أفراد عائلة «الدكش»، الذين اغتالوا ضابطين وأمناء شرطة أثناء ضبطهم.
الساعة تدق الواحدة بعد منتصف الليل، بدأ الرائد مصطفى لطفي في التحرك من ديوان قسم ثان شبرا الخيمة، مع النقيب أحمد محمد عبدالعليم معاون المباحث وبعض أفراد القوة، للاتجاه إلى مدينة النور بالزاوية الحمراء لضبط اثنين من عائلة «الدكش»، وهما من أخطر الخارجين على القانون، ويشتهران بالإتجار في المخدرات.
قبل التحرك مباشرة من القسم حرص الرائد الشهيد مصطفى لطفي على إعطاء محاضرة إلى القوة الأمنية والمجندين، الذين تم اختيارهم لأخطر مأمورية وبدأ كلامه معهم بآية قرانية، متابعا: «دي مأمورية لإعادة حق زمايلنا اللى سبقونا إلى الجنة يا رجالة»، واصفا العملية بـ «اصطياد الأفعى».. جمل ألقاها الرائد الشهيد في محاضرة للقوة الملازمة له في تنفيذ العملية، واستطرد قائلًا: «بإذن الله نرجع بيهم عشان نبرد نار أهلهم، ونقدمهم للمحاكمه، عايزين نبقى رجالة ومانخفش غير من اللي خالقنا، ومنضربش طلقة على حد غير لو بدأوا بضرب النار»، ثم اختتم حديثه بقوله: «على بركة الله».
وفي الثالثة فجرًا، وصلت سيارات المأمورية بهم إلى مدينة النور بالزاوية الحمراء، ثم توقف قبل الشارع الذي يختبئ فيه أفراد عائلة «الدكش»، وبدأت القوة تسير في اتجاه الشارع، بعدما توصل من خلال مصادره السرية إلى مكان اختباء «كوريا» في مسكن حماته، بدائرة قسم الزاوية الحمراء التابع لمديرية أمن القاهرة، وتوجه وبرفقته معاون مباحث وشرطيان سريان، وعند طرق الباب بادرهم الشقي خطر «كوريا» بوابل من الرصاص فسقط رئيس مباحث شبرا الخيمة، قتيلًا، وأصيب معاونه وفرد شرطة وتمكن كوريا من الهرب.
ومن جانبه، قال بعض شهود العيان في المنطقة: إنهم فوجئوا بإطلاق الأعيرة النارية، وبالتوجه إلى مصدر صوت الرصاص، وجدوا أن المتهم أطلق الأعيرة النارية على رئيس المباحث، ما أسفر عن مقتله، ثم قام بإلقائه من الطابق السابع، مؤكدين أنهم عثروا عليه غارقًا في دمائه، مشيرين أنه لم تكن هناك أي قوات تقف أسفل العقار.