جدل حول الإعلانات الممخصصة للمرأة..ومصممة إعلان إنتي عانس: حملة جديدة من واقع تجارب حقيقية

الإثنين، 06 مارس 2017 08:57 م
جدل حول الإعلانات الممخصصة للمرأة..ومصممة إعلان إنتي عانس: حملة جديدة من واقع تجارب حقيقية
صورة لاعلان انتى عانس
كتبت: مرفت رياض

أثارت حملة إعلانية لإحدي شركات الزيوت ضجة في أوساط المجتمع المختلفة وعلى مواقع التواصل الإجتماعي التي استخدمت ألفاظا وأمثالا إعتبرها البعض تمثل إهانة للمرأة والتقليل من قيمتها بل وتحريض على العنف ضدها، وتمثلت في «أنتي عانس» ، و«إكسر للبنت ضلع يطلعلها 24»، «أم البنت مسنودة بخيط وأم الولد مسنودة بحيط»، «ضل راجل ولا ضل حيطة»، و«عريس في البيت ولا شهادة على الحيط» ،

 

ماهي محمود الأشرم، صاحبة الفكرة الإعلانية على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت لـ«صوت الأمة»، أن الشركة صاحبة الإعلان  كانت تهدف إلى توجيه رسالة للفتاه وهي  كوني أنت المثل، وكلفتني الشركة بالعمل عليها بمواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت بالأمثال الخاطئة مثل عريس في البيت ولا شهادة على الحيط، والموجودة بمجتمعنا التي تعود على  الفتاه بطاقة سلبية تؤذي نفسيتها، وأردنا أن يكون هناك تواصل مع الفتيات بحيث تروي كل فتاه قصتها التي تؤكد إصابتها بالضيق والإحباط جراء تعامل المجتمع معها بهذا الشكل وأولهم أسرتها وأقاربها.

 

وأضافت: قمنا بتحويل قصصهم لأمثال جديدة إيجابية، هذه الفكرة تطلبت جهد غير عادي سواء في البحث عن الأمثال السلبية من خلال الكتب المخصصة لذلك، وتحويل القصص السلبية لأمثال جديدة إيجابية، ومن أسوأ الكلمات التي تقابلها الفتاه داخل أسرتها وأقاربها «هاتبوري»، و «قطر الجواز هايفوتك»، بالإضافة لأن مجتمعنا قرر أن البنت بداية من العشرينيات إلى الثلاثينيات لابد أن تكون مخطوبة أو متزوجة، وكلما مر عليها عام فهي في مرحلة الخطر، لذلك كان الهدف من الحملة ألا تنكسر الفتاه وأن ترفض هذا الفكر وألا يؤثر عليها سلبا، وهذه الأمثال أرفضها بشدة ولابد من تغييرها .

 

وأكدت أن الانتقادات التي وجهت للحملة حققت هدفها من انتشار الحملة، حيث أن هناك 211 موقع إليكتروني بمصر كتبوا عن الحملة وهو ما يدل على نجاحها، وقد حصد الفيديو الخاص بالحملة 2863 مشاركة .

 

وتابعت: قمنا برفع الإعلانات من الشوارع  لأن الناس غضبت، ولأن  الهدف من الحملة تحقق وهو لفت نظر المجتمع بأن  يغير فكرته ويمتنع عن ذكر هذه الأمثال، ونحن الآن سنبدأ بحملة جديدة إيجابية وسنقوم بتغيير الأمثال  لأمثال تبث روح التفاؤل والإيجابية ومن هذه الأمثلة« بالصبر والثقة هتعدي أي مشكلة»، و«أنتي معني كلمة الكمال فيكي قوة تهد جبال»، و« التعليم دا سلاحك وخللي أولادك سبب كفاحك».

 

وأشارت إلى أن ما ذكر عن الحملة أنها تحرض على العنف غير حقيقي بل على العكس تماما فنحن نرفض ذلك  ومن أدعى ذلك يؤكد أنه لم يفهم الهدف من الحملة .

ويعلق الدكتور إبراهيم مجدي، استاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس على هذه الحملة ويقول ما علاقة الزيت بالعنوسة؟ وماذا يفيد المنتج من رصد آلام الفتيات؟، وكلمة عانس لها تأثير مؤلم على الفتاه قد تصل لحد الانتحار والعزلة والإكتئاب، والإعلام له دور منذ القدم في ترسيخ هذه الفكرة في أذهان الناس، ونحاول أن نمحو هذه الكلمة من قاموسنا لنفاجأ اليوم بإعلان ينتشر في عدة أماكن بالعاصمة ليعيد هذه الكلمات للأذهان، وهناك قوانين خاصة بإعلانات الطرق فهناك مواد تمنع وتجرم أي إعلان لا يحترم الآداب العامة فكيف تم تمرير هذه الإعلانات؟

 

أما الدكتور محمود ناجي السيسي استاذ علم الإجتماع بمعهد الخدمة الاجتماعية بالقاهرة أوضح أن الفتيات التي تنزعج من هذه الكلمة تحاول أن تتناساها وتتظاهر بذلك فكيف بإعلان تراه كل يوم يذكرها بهذه الكلمة السيئة التي يكون لها الأثر السئ على نفوسهن  على عكس ما يدعيه أصحاب هذا الإعلان، ولابد من نزع هذه الإعلانات والرقابة على أي إعلان قبل سطوعه للناس .

 

وأوضح  اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، أن الحملة الإعلانية الصادرة من إحدى شركات زيوت الطعام والتي تحض على العنف ضد المرأة وتحمل عبارات وأمثلة شعبية، تمثل إهانة للفتاة و المرأة المصرية.

 

وأشار إلى أن الجهاز كان اتخذ قرارا بأنه سيتم تحويل رئيس مجلس إدارة الشركة ورئيس الشركة المعلنة للنيابة العامة في حال عدم حضورهم لجهاز حماية المستهلك ورفع هذه الإعلانات والتي وصفها بـ«السخافة».

واستنكرت مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة إعلان «إنتي عانس»، مؤكدة أنها اتصلت هاتفيا باللواء  عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك فور مشاهدة الإعلان بشوارع مدينة القاهرة، مؤكدة أنها ترفض كل الألفاظ التي استخدمها الإعلان ولو كانت حملة أنت عانس تهدف للتوعية فالطريقة خاطئة .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق