بعد تشكيل «مرجعية سنية».. حرب الهوية الدينية تظهر مجددا بالساحة العراقية

الجمعة، 10 مارس 2017 05:40 م
بعد تشكيل «مرجعية سنية».. حرب الهوية الدينية تظهر مجددا بالساحة العراقية
ارشيفية
كتب - محمد الشرقاوي:

«المرجعية ليس لك وحدك».. مبدأ تعاملت به الأطراف الدينية العراقية، فالطائفة الشيعية تعتمد في مرجعيتها السياسية إلى إيران، والطائفة السنية بدأت في الآونة الأخيرة تبحث عن مرجعية سياسية لها، بدأ التحضير لها من مؤتمر «جنيف» الذي نظمه المعهد الأوروبي للسلام، في فبراير الماضي لأبرز الشخصيات السياسية السنية في العراق.

الأمر الذي أثار وقتها غضب النواب الشيعة بالبرلمان العراقي، ووصفوا المشاركين بأنهم «مجرمين»، تجب محاكمتهم بتهمة التآمر على العراق، إلا أن الأمر أثار خلافًا مجددًا بعد سلسلة اجتماعات شهدتها «تركيا» بين شخصيات سياسية ورجال أعمال عراقيين، لمدة يومين، انتهت إلى تشكيل تحالف سياسي جديد يعد بمثابة مرجعية سياسية للسنة، برعاية أطراف دولية وعربية.

مؤتمر جنيف لزعماء السنة العراقيين

 

أسباب التحالف

مواقع عراقية أكدت أن التحالف السني نابع من رؤية تركية وقطرية ودعم أردني إماراتي سعودي، وأن الهدف من تلك المرجعية إعمار لمناطق السنية التي كان يسيطر عليها «داعش» وعودة النازحين إليها مرة أخرى، للرد على دعم الإدارة الإيرانية لكافة الميليشيات الشيعية في انتهاكاتها ضد السنة في الشمال العراقي، وساعدتها في تحقيق مصالح كبيرة، أخرها دمج «هيئة الحشد الشعبي» داخل الجيش العراقي، وإصدار قانون من البرلمان باعتبارها قوات رسمية، وهو ما أكدته مراكز بحثية.

الباحث العراقي هشام الهاشمي، المتخصص في شئون حركات الإسلام السياسي، فند أسباب المشروع السني الجديد لمجموعة من المعطيات، قال إن تلك الخطوة تأتي برعاية دولية، وذلك لأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحاول تشكيل تحالفًا سنيًا جديدًا بمساعدة حلفائها السنة في تركيا والسعودية والأردن والإمارات وقطر، وليس بديلًا عن الوجوه التي أنشأتها ظروف المرحلة السياسية الحالية ولا السابقة، وأن واشنطن عادت للعراق نهاية عام ٢٠١٤ لقتال داعش، ثم بدأت تخشى من خروجها في مرحلة ما بعد داعش، حتى لا يتكرر الخطأ الذي حدث بعد عام ٢٠١١، والذي مثل السبب الرئيسي في انحدار العراق أمنيًا واقتصاديًا وسياسيًا.

هشام الهاشمي .. باحث عراقي

 

 

عرقلة الخطر القادم

‏الباحث العراقي أوضح على صفحته الرسمية على «الفيسبوك» أمس الخميس، أن التحالف السني الجديد يشمل المعارضة السنية بشقيها السياسي والمسلح، وجاء لعرقلة الخطر القادم بسبب الصراع على تعزيز السلطات وتقسيم الثروات على حساب السنة والأقليات، أطلقته الضرورة الدولية لجمع الساسة السنة تحت سقف بيت واحد مع شركائهم في العراق، وكل من يراقب يعلم أن حرب «كردية- كردية» أو «شيعية- حكومية» أو «كردية- شيعية»، قد تكون هي القادمة بين الأطراف المنتصرة في الحرب على داعش.

«الهاشمي» ‏ أشار إلى أن التحالف السني الجديد يسبب قلقًا لإيران التي تستعد للمجهول وهي تدرك أنها سوف تخسر نفوذها في سوريا واليمن، ولم يبق لها من أوراق للتفاوض عدا ولاء بعض حلفائها في العراق، ولعلها تسارع لشن هجمات إعلامية استباقية لإفشال تلك المساعي، إلا إذا كانت جزءًا منها، وهذا صعب جدًا مع إدارة «ترامب» التي تتحفظ كثيرًا على «طهران».

وتابع: «ما نفهمه أن إدارة ترامب تدعو إلى سرعة تشكيل تحالف سني سياسي لاستعادة زمام الأمور من تأثير إيران، وحتى لا تضعف الزعامة السياسية السنية أكثر فأكثر حتى تذوب بما يعرف بالتشيع السياسي أو الاستكراد السياسي، وبالتالي تبدأ حرب الهوية التي صنعت لداعش وأخواتها حواضن هددت العالم كله، رغم أنه يمثل سياسة ضغط على إيران».

 

 

هيكل التحالف

بحسب مواقع عراقية فإن التحالف يضم وجوه سنية - وصفها الهاشمي بأنهم سبب في انحدار العراق، ‏على رأسهم اللجنة التنفيذية يمثلها النائبين محمد الكربولي ولقاء وردي، والشيخ عبد الله الياور ونائب رئيس الوزراء السابق صالح مطلك ونائب الرئيس الحالي أسامة النجيفي، إضافة إلى رجلي الأعمال سعد البزاز وخميس الخنجر».

ويمثل الهيئة القيادية للتحالف، رئيس البرلمان الحالي سليم الجبوري، والنائب أحمد المساري، والشيخ وضاح الصديد، إضافة إلى أسامة النجيفي، وصالح مطلك، وخميس الخنجر، ولقاء وردي، والشيخ عبد الله الياور.

سليم الجبوري - رئيس البرلمان العراقي

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق