تزامنا مع ذكرى ميلاده وعيد الأم.. تفاصيل عقدة نزار قباني مع والدته

الثلاثاء، 21 مارس 2017 01:36 م
تزامنا مع ذكرى ميلاده وعيد الأم.. تفاصيل عقدة نزار قباني مع والدته
نزار قبانى
كتبت- إسراء سرحان

«وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر، ولم أعثر على امرأةٍ تمشط شعري الأشقر، وتحمل في حقيبتها، إلىّ عرائس السكر، وتكسوني إذا أعرى، وتنشلني إذا أعثر، أيا أمي، أنا الولد الذي أبحر، ولا زالت بخاطره، تعيش عروسة السكر». هكذا تحدث الشاعر السوري الشهير نزار قباني عن والدته، في إحدة قصائده.
 
والمفارقة أن ذكرى ميلاد نزار قباني تأتى بالتزامن مع عيد الأم، الذي تحتفل به معظم دول العالم، 21 مارس من كل عام.
 
والدة الشاعرالراحل كانت تدعى «فايزة اقبيق» وظلت ترضعه من صدرها حتى بلغ السابعة من عمره، وتطعمه الطعام بيدها حتى بلغ الثالثة عشرة، حتى قيل عنه، إنه يعاني من عقدة أوديب «عاشق أمه»، وفق كتابات استعرضت حياته.
 
وسبق أن أهدى نزار والدته هديه لم تحصل عليها أم من قبلها، حيث أهداها «الربيع» حين شبهها به قائلا: «يوم ولدت في 21 آذار- في إشارة إلى شهر مارس - في بيت من بيوت دمشق القديمة كانت الأرض هي الأخرى في حالة ولادة، وكان الربيع يستعد لفتح حقائبه الخضراء، الأرض وأمي حملتا في وقت واحد هل كانت مصادفة يا ترى».
 
كتب أيضا نزار ديوان أسماه «خمس رسائل لأمي»، حيث كانت لا تفارق مخيلته، فكان يبعث لها صباحًا من مدريد، يدعوها إلى فنجان قهوته، يشكوا لها وحدته، وبحثه عن امرأة تشبهها. وجاءت إحدى قصائده كالتالى:
 
صباح الخير يا حلوة
صباح الخير يا قديستي الحلوة
مضى عامان يا أمي
على الولد الذي أبحر
برحلته الخرافية
وخبأ في حقائبه
صباح بلاده الأخضر
وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر
وخبأ في ملابسه
طرابينًا من النعناع والزعتر
وليلكةً دمشقية
أنا وحدي
دخان سجائري يضجر
ومني مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ
تفتش – بعد- عن بيدر
عرفت نساء أوروبا
عرفت عواطف الإسمنت والخشب
عرفت حضارة التعب
وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر
ولم أعثر
على امرأةٍ تمشط شعري الأشقر
وتحمل في حقيبتها
إلى عرائس السكر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشلني إذا أعثر
أيا أمي
أيا أمي
أنا الولد الذي أبحر
ولا زالت بخاطره
تعيش عروسة السكر
فكيف. فكيف يا أمي
غدوت أبًا
ولم أكبر؟
صباح الخير من مدريد
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق