«ديسك مان» رئيس البرلمان

الخميس، 23 مارس 2017 12:31 م
«ديسك مان» رئيس البرلمان
مصطفى الجمل يكتب:

 
تظل وحدة " الديسك "، المسئولة عن المراجعة التحريرية واللغوية، للمادة الصحفية بمعظم الجرائد المصرية، ركن ركين لا يمكن الاستغناء عنه، ولا التهاون في اختيار أعضائه، حرصاً على جودة وسلامة المادة المنشورة، من نواحيها اللغوية والإنشائية والقانونية، بعد القصور المهني الذي أصاب غالبيتنا – نحن معشر المحررين ــ  .
 
محرر الديسك، أو "الديسك مان"، كما يدلع العاملون بهذه الوحدة أنفسهم، يجب أن تتوافر فيه مجموعة من المواهب والقدرات، أهمها كظم الغيظ، إنكار الذات، تذوق الحديث ومعانيه، اتقان اللغة بصرفها ونحوها، اللباقة في التعامل، الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، الحسم عند الحاجة، والقدرة على الاختصار والإيجاز. 
 
الدكتورعلي عبد العال، رئيس البرلمان، قامة قانونية ودستورية ورمز مصري، ينوب عن كافة طوائف الشعب، نجله ونحترم مكانته، ولا نقصد من حديثنا هذا تقليلاً من شأنه، هي فقط ملاحظات، لسنا أول من يعددها، فقد انتقده بسببها قبلنا عدد من المحللين وكبار الصحفيين، وآن الأوان أن تختفي بعد مرور أكثر من سنة على اعتلائه كرسي رئيس مجلس النواب. 
 
أٌخذ على الدكتور علي عبد العال تفريطه، في ضبط بعض الجمل، أثناء حديثه للنواب، لدرجة أن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلفهم بعض المواقع الالكترونية، عدوا عليه في خطابه، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالية مرور 150 عام على تأسيس مجلس النواب، ما لا يقل عن 150 سقطة لغوية، أفسدت الاحتفال، الذي كان يحضره عدد من رؤساء البرلمانات العربية، وسفراء وممثلين لكافة دول العالم.
 
نظراً للظرف الضاغط، والأحداث المتعاقبة، تجد في بعض الأحيان الدكتور علي عبد العال، يميل إلى استخدام ألفاظ عامية، يستجدي بها النواب حيناً، ويرغبهم حيناً ، ويتوعدهم حيناً آخر، وكان منها " انت عامل عبيط، وعد شرف ترجعوا، أنا مش ناظر مدرسة، بتتغدوا وتمشوا، احنا في عرض نائب " .
عرف عن الدكتور علي عبد العال، قبل توليه منصب رئيس البرلمان، أنه ليس كغيره كارهاً الإعلام، بل مثمناً لدوره في نهضة الأمم، شارك بفعالية محمودة في صياغة بعض القوانين المنظمة له، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت توتراً شديداً بينه وبين عدد من المحررين البرلمانيين، بعد المضايقات التي يتعرض لها محرري المجلس، من آن لآخر سواء من قبل هيئة المكتب أو باقي النواب، بالإضافة إلى الهجوم الذي  شنه الدكتور علي عبد العال على الكبيرة الأهرام، بسبب ما ينشر على بوابتها الالكترونية من أخبار تنتقد مجلس النواب، الأمر الذي أثار عاصفة صحفية ضده، انتهت سريعاً بعدوله عن تصريحاته، وتأكيده على اعتزازه بالمؤسسة الصحفية الأعرق بالشرق الأوسط.
 
البرلمانيون داخل ائتلاف دعم مصر، والواقفون على الجانب الآخر من الائتلاف، يشتكون من محاباة هيئة مكتب المجلس، لعدد من النواب باختيارهم لأكثر من سفرية بالخارج، سواء كان موضوع السفرية في سياق تخصصهم، أو بعيداً عنهم. 
 
لم يستطع أن يفرق الدكتور علي خلال الفترة التي مضت من عمر البرلمان، بين أنه قادم من ائتلاف " في حب مصر"، الذي تحول فيما بعد إلى "دعم مصر"، وأنه الآن رئيس لمجلس النواب بكافة طوائفه واتجاهاته، لدرجة أنه قال ذات مرة " لا، احنا بنسمعكم والله " في سياق رده على شكوى أحد نواب المعارضة من تجاهل الأغلبية لهم، ولملاحظاتهم على القوانين التي تتقدم بها الحكومة.
 
كل تلك الأمور، وغيرها تدفع في اتجاه توسيع الدائرة الاستشارية لرئيس مجلس النواب، والتي ستأتي بمهام شبيهة جداً لمهام " الديسك مان"، تضبط وتصحح، تدقق وتوثق، من أجل الخروج بصورة هي الأوضح للرجل ومنصبه، والأكثر جذباً للكارهين قبل المحبين، والأقدر على تحقيق التوافق المطلوب تحت قاعة البرلمان.  
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق