المياه الجوفية كارثة تهدد منطقة صان الحجر اﻷثرية بالشرقية

الثلاثاء، 28 مارس 2017 05:00 ص
المياه الجوفية كارثة تهدد منطقة صان الحجر اﻷثرية بالشرقية
منطقة صان الحجر الأثرية
كتبت - سها الباز

ﻷول وهلة لدخول منطقة آثار صان الحجر تشعر وكأنك رجعت آلاف السنين، حيث العراقة والهيبة واﻷجداد ورائحة الماضي بأصالته والمساحات الواسعة، وما أن تقع عيناك على اﻷرض حتى تُصدَم من صور اﻹهمال، فهنا آثار آمون على اﻷرض، وهناك مسلة ملقاة وبعض التماثيل المتكسرة، وتتساءل أهذه حقا أشهر أحد عواصم مصر السياسية في العصر القديم؟!
 
يقول أحمد عامر، الباحث اﻷثري والمفتش بوزارة اﻵثار: على بُعد 80 كم تقع مدينة تانيس القديمة أو صان الحجر حاليا، وتضم هذه المدينة منطقة أثرية عاصرت اﻷسرتين الواحدة والعشرين والثانية والعشرين.
 
وأضاف عامر، يجب أن توضع صان الحجر على الخريطة السياحية لما تحتويه من آثار مهمة؛ حيث تضم معابد كثيرة لآمون، وبها بحيرتان مقدستان؛ إحداهما اكتُشفت في 2009، واﻷولى في مطلع عام 1928، مشيرًا إلى أن صان الحجر تتعرض، مثل آثار كثيرة في مصر، لعوامل التعرية وارتفاع نسبة المياه في اﻷرض التي تؤدي إلى اﻹضرار وتلف اﻷثر، ومع الزمن تؤدي إلى تآكلها وانهيار القيمة اﻷثرية.
 
من جانبه يقول د.أحمد عبد اللطيف، عضو مجلس النواب عن دائرة الحسينية: قدمنا مذكرة عن إنشاء كلية آثار بصان الحجر، وتمت الموافقة المبدئية من جامعة الزقازيق تمهيدا لرفعها للسيد رئيس الوزراء.
 
وأضاف عبد اللطيف، أن القيمة اﻷثرية لصان الحجر يحق لها أن تكون على الخريطة السياحية وهي من المعالم الهامة لمحافظة الشرقية.
 
 وعن التعديات التي تعرضت لها المنطقة اﻷثرية من حيث اقتطاع أجزاء منها، سواء بالزراعة أو البناء، قال: يجب أن يضرب القانون بيد من حديد على كل من يتعدى على أراضي المنطقة اﻷثرية.
 
من ناحية أخرى يقول يوسف عبده، وكيل اﻹدارة التعليمية بالحسينية سابقا: نحن نجهل قيمة هذه المنطقة اﻷثرية الهامة، لذا أهملنا في بناء الفنادق والكافتيريات للسياح، فسياحة اليوم الواحد ﻻ تكفي لتلك المنطقة الواسعة التي تتراوح مساحتها ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آﻻف فدان.
 
ويضيف «عبده»، كنت ذاهبا للزقازيق في صيف 92 ووجدت أناسا متجمعين حول شخص في البداية، لم أتبين جنسيته بالتحديد، ولكن حينما جلس إلى جواري بالباص حدثني بلغة عربية غير سليمة، وعرفت منه أنه مدرس تاريخ ياباني أتى إلى مصر لزيارة صان الحجر، ليعود لتلاميذه ويشرح لهم أهمية تلك المكان، مشيرا إلى أن هناك مثل صيني يقول «خير للإنسان من أن يرى مرة على أن يسمع مرات».
 
وتابع: ﻻبد أن يكون هناك متحف يضم تلك القيمة الثمينة من آثارنا الفرعونية الهامة، والتي تحكي للأجيال القادمة قصص وتاريخ اﻷجداد، ويجب أن تزداد نسبة الرحلات المدرسية لتعريف الطالب بأهمية المكان وكذا الرحلات الجامعية.
 
ومن ناحية أخرى قال د.تامر عبد الله، خبير وباحث أثري، يجب أن تكون هناك استراتيجية جديدة للتعامل مع الآثار، فهناك آثار هامة، مثل صان الحجر ليست على الخريطة السياحية، كما أن الطرق غير الممهدة وعدم وجود أماكن لاستضافة السياح تجعل هذه المنطقة الأثرية خارج حسابات برامج شركات السياحة والسياح.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق