«انقلب السحر على الساحر».. الانشقاقات تضرب «داعش» و«القاعدة»

الثلاثاء، 28 مارس 2017 03:14 م
«انقلب السحر على الساحر».. الانشقاقات تضرب «داعش» و«القاعدة»
داعش - أرشيفية
كتب- محمد حجاج

«خناقة» بين أكبر طرفين للإرهابى يعيشها تنظيمي «داعش والقاعدة»، بعد من الشتائم خاضه الأول ضد للثاني، بقيادة أيمن الظواهري، وفرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، وعلى رأسه محمد الجولاني، حيث وصفهم أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، بـ«السفية الخرفة»، معتبرًا أن التنظيم تحالف مع الصحوات خلال الفترة الماضية، ويعمل على محاربة «داعش».
 
المعركة الدائرة الآن بين «داعش والقاعدة» ليست الأولى، فسبقها معارك كثيرة، حيث اعتبر محللون في الشأن الجهادي، أن هذه المعارك «حلاوة روح»، بين التنظيمين الذين يعيشان حالة من الانكسار، نتيجة الهزائم المتتالية في العراق والشام. تقارير جهاز مكافحة الإرهاب العراقي. يأتي ذلك في الوقت الذي تفيد فيه عدد من التقارير، أن قيادات تنظيم داعش الإرهابي، في العراق تراجعوا عن بيعة الولاء التي أعطوها لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، وينوون توحيد تشكيلاتهم العسكرية معًا.
 
ومن بين قادة «داعش» المنشقين على البغدادي كل من: أبو عبدالله الشامي قائد التنظيم في شمال الموصل، الذي أكد عدم جدارة البغدادي للاستمرار في قيادة التنظيم لإثارته الفوضى والذعر في مناطق سيطرتهم، ما شكل عامل ضعف زعزع من قدرة «داعش» على الصمود أمام قوات مكافحة الإرهاب العراقية، والتحالف الدولي والجيش السوري.
 
ووجّه تنظيم داعش، سيلا من الشتائم لزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، والقائد العسكري لجبهة النصرة أبو محمد الجولاني، ووصف التنظيم، الجولاني بـ«الغادر الناكث، حبيب الصحوات وحليفهم»، فيما وصف الظواهري بـ«السفية الخرفة».
 
حديث التنظيم جاء خلال إصدار باسم «علي أبواب الملاحم». والذي تحدث أيضًا عن معارك التنظيم في محيط دير الزور، معتبرا أن فصائل المعارضة عميلة للغرب وتركيا، قائلا: «إنها خرجت ذليلة من حلب الشهباء عبر الباصات الخضراء، وعادت لقتال الدولة في ريف حلب الشمالي عبر الباصات التركية».
 
وقال إن الشمال السوري شهد تشكيل نحو 600 فصيل، غالبية أمرائه لا يفقهون في الدين، ولا الدنيا، معتبرا أن «هيئة تحرير الشام» لا تختلف عن بقية الفصائل، وأنه كلما أخزاهم الله بانتكاسة جديدة، سارعوا إلى الدعوة لاندماج وتوحد، كلهم يناديبه، والجميع يتهرب منه، فلا قائد ولا أمير يرضى بالتنازل عن منصبه.
 
وتابع التنظيم إن جميع الفصائل في سوريا، لم تجرؤ طيلة الست سنوات الماضية على «تطبيق شرع الله»، ذلك من أجل إرضاء المجتمع الدولي، والداعمين، وعلّق التنظيم على الانشقاقات التي تحدث بين عناصره، قائلا: «إن قسما من عناصره (ولّوا الأدبار، ولحقوا بمعسكر الكفار)»، متابعًا إنهم «دخلوا في صف المجاهدين وليسوا منهم»، وهو اعتراف نادر من التنظيم بوقوع انشقاقات في صفوفه.
 
وبحسب موقع السومرية نيوز، وثق التنظيم انشقاقه على كافة الأفكار والعقائد التي يتبعها، من خلال ذبح قاضيه الشرعي لولاية دجلة.
 
وكان موقع، أكد اليوم الثلاثاء، أن أحد المسؤولين الأمنيين في محافظة نينوي العراقية، أكد أن تنظيم داعش ذبح قاضيه الشرعي لولاية دجلة التابعة للتنظيم الإرهابي.
 
ونقل عن المصدر ذاته القول إن «تنظيم داعش أقدم على ذبح ما يسمى بالقاضي الشرعي لولاية دجلة بقطع رأسه أمام الأهالي». وقال إن هذا الاجراء جاء، «بعد رفضه المشاركة في عملية انغماسية ضد القوات الأمنية في الموصل».
 
ومن جانبها قالت داليا زيادة، مدير المركز المصري لدراسات الديمقراطية الحرة، إن «داعش» تعاني من حالة ضعف شديدة لسببين، أولها: «أن العمليات العسكرية الروسية ضدها أشتدت قوتها بعد رحيل أوباما من البيت الأبيض، ما أتاح فرصة أكبر للقوات الروسية والسورية بقيام بعمليات ضد داعش دون تدخل أو معارضة من أطراف أخرى، وأدى ذلك لضعف القيادات وفقدانهم لاحترامهم أمام القواعد المقاتلة في التنظيم.
 
وقالت داليا زيادة فى تصريح خاص لـ«صوت الأمة»: «أما السبب الأخر فهو خاص بتمويل التنظيم الذي تقلص بشدة بسبب الارتباك السياسي الحادث في تركيا وهذا ما جعل التنظيم في الفترة الأخيرة يحاول أن يكسب أرض جديدة له في سيناء ويعلن الجهاد منها على المسيحين وعلى إسرائيل في محاولة لكسب قواعد جديدة ومصادر تمويل من أطراف داخل المنطقة مثل حماس».
 
وتابعت: «تسبب ذلك في عدم قدرة القيادات على الصرف على القواعد المقاتلة، وبدأت هذه القواعد تتمرد على القيادات»، كما أن «البغدادي» حاول أن يشغل أتباعه عن هذه الصعوبات بإدعاءات أن هناك خونة في صفوفهم، وقام بتكليف بعضهم بقتل بعضهم الأخر، بمبدأ فرق تسد، فما كان إلا أن انقلب السحر على الساحر، ووجد البغدادي نفسه مهددًا هو شخصيًا.
 
وأضافت: «في النهاية، تنظيم داعش تنظيم ضعيف، لولا ما كان لديه من موارد مالية ودعم أمريكي تحت إدارة أوباما، كيداً في روسيا، ما كان استطاع أن ينفذ أي شيء الفترة الماضية، وأكبر دليل أنه بمجرد أن فقد هذه الموارد بدأ في السقوط التدريجي».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق