الحدود بين الوطن العربي.. «نزاع مستمر» (تقرير)

الإثنين، 03 أبريل 2017 05:20 م
الحدود بين الوطن العربي.. «نزاع مستمر» (تقرير)
تيران وصنافير
كتب- أحمد جودة

الحدود السياسية بين دول الوطن العربي، هي أشبه بخطوط وهمية، استغلها الاستعمار الإنجليزي والفرنسي بعد سقوط الدولة العثمانية ليوزعوا تركتهم، لم يتصوروا يوما بعد رحيلهم عن الوطن العربي أن تخلق هذه الحدود نوعا من الصراعات والنزاعات بين الدول الأشقاء في اللغة والدين، لم يفلح الغزو الاستعماري في مهمته مثل ما قدمته الحدود من مشاكل بين الشعوب والدول.

لا يمكن إغفال أهمية الحدود وترسيمها بين الدول، والتي تحدد لكل دولة تضاريسها وملامحها لاكتشاف خيراتها من مناجم للذهب والفحم، وحقول البترول، واستثمار الأراضي الشاسعة الخاوية، وتكمن المشكلة في نزاع بعض الدول على النقاط الحدودية سواء في البحر تتمثل في الجزر والمياه الإقليمية، أو على الحدود في مناطق.


الجزائر والمغرب

حدود مغلقة بين البلدين لأكثر من ربع قرن، وبدأ النزاع بينهما منذ الغزو الاستعماري الفرنسي، بهدف اكتشاف حقول النفط والمناجم في المنطقة الحدودية بين البلدين، ويعتبر النزاع الجزائري المغربي من أطول النزاعات بين الدول المتجاورة في العالم، تفشل كل محاولات الصلح بين البلدين، ويختفي الصوت الهادي، ويلاقي الخلاف بظلاله حتى يومنا هذا.

وتعود أصل المشكلة بين الجزائر والمغرب، بعد مطالبة الأخيرة باسترجاع سيادته على منطقتي «الحاسي البيض، كولومب بشار»، بعد نيل استقلالها من الاحتلال الفرنسي، وهو ما رفضته الجزائر وطالبت بعدم المساس بالحدود التي رسمها الاستعمار الفرنسي.


الإمارات وإيران

في كل مشكلة حدودية في الوطن العربي تعود جذورها للاستعمار الغربي، فبعد انسحاب بريطانيا من دول الخليج العربي، سارعت إيران للتدخل عسكريا وفرض سيطرتها على ثلاث جزر إماراتية وهي «طنب الكبرى، والصغرى، وأبو موسى»، وتكمن أهمية هذه الجزر التي تطل على مضيق «هيرمز»، ووقوعها علي سواحل إيران، والعراق، والسعودية.

تتزايد الخلافات بين دول الخليج العربي وإيران، بسبب سيطرتها علي هذه الجزر وتوغلها في منطقة الشرق الأوسط، رغم محاولات المصالحات بين البلدين بعقد مباحثات ثنائية في عام 1999 لتهدئة الخلافات والتوصل إلى حل، إلا أن إيران تصر علي المماطلة حتى لا تتنازل عنها في ظل ما يشهده العالم من تغييرات جذرية.


السودان وجنوبه

رغم انفصال إقليم الجنوب عن السودان الأم، إلا أن النزاعات المسلحة بين البلدين تشهد أوج صراعها، في المناطق الحدودية تتمثل في منطقة «ابيي»، الغنية بالنفط، ما أدى إلى صراع بين قبائل «المسيرية» التابعة للشمال و«الدينكا نوك» الجنوبية.

كما انتقل الخلاف على الحدود بين قبائل «الدينكا ملوال» في شمال بحر الغزال والرزيقات في جنوب دارفور، ومطالبة الجنوب باستعادة منطقة «كفيا كنجي وحفرة النحاس» من ولاية جنوب دارفور، وفقا لما جاء علي شبكة «بي بي سي».


تفكك الاتحاد الأوروبي

ظهرت بوادر تفكك الاتحاد الأوروبي جليا، وذلك بعد إعلان بريطانيا الانفصال، التي كانت أحد القوى الاستعمارية المؤثرة في تقسيم البلدان العربية، وإصرارها على الخروج من دائرة الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر المقبلة، ما قد يدفع بعض الدول إلى الانفصال وإعادة تشكيل الحدود من جديد بينهم، ما تزيد من دائرة الصراع، فهل تكون «بريطانيا» سببا في تأجيج النزاعات الحدودية من جديد في قلب القارة العجوز.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق