الاستيطان وقرارات قمة عمان يضعان إدارة ترامب أمام اختبار حقيقي

الثلاثاء، 04 أبريل 2017 05:50 ص
الاستيطان وقرارات قمة عمان يضعان إدارة ترامب أمام اختبار حقيقي
الرئيس السيسي والملك عبد الله والرئيس أبو مازن
كتب - مصطفى مكي

2017-03-30_339782374
 
يشهد البيت الأبيض هذه الأيام ثلاثة لقاءات مهمة جدا على صعيد تنشيط عملية السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب سياسة الاحتلال الاستيطانية وجرائمه التي ترتكب بحق المدنيين الفلسطينيين.
 
لقاءات واشنطن ستضع الإدارة الأمريكية الجديدة أمام اختبار حقيقي، خاصة بعد القمة العربية والتي عقدت بالمملكة الأردنية الهاشمية في 29 مارس الماضي، فقد التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومن المقرر أن يلتقي الأربعاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وبعد فترة الرئيس محمود عباس.
 
كل ما سبق ومع مخرجات قمة عمان التي أكدت أن حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وكذلك على التمسك بالمبادرة العربية لتحقيق السلام العادل والشامل ومطالبة مجلس الأمن الدولي بتطبيق كافة قراراته المتعلقة بالقدس ورفض نقل سفارة أي بلد إلى مدينة القدس المحتلة، ورفض كل الخطوات الإسرائيلية الأحادية التي تستهدف تغيير الحقائق على الأرض وتقوض حل الدولتين، ومطالبة المجتمع الدولي تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وآخرها قرار 2334، والتي تدين الاستيطان ومصادرة الأراضي، نجد أن هذا الشهر سيكون حاسما على صعيد القضية الفلسطينية.
 
وفي هذا الصدد حاورت «وكالة قدس نت للأنباء» الكاتب والمحلل السياسي الدكتور مازن صافي، للوقوف على أهمية تطبيق قرارات القمة العربية، كونها ستكون اختبارًا حقيقيًّا لإدارة ترامب في ظل استمرار البناء الاستيطاني وأهمية اللقاءات الثلاثة التي سيتم عقدها كما ذكرنا سابقا.
 
وأوضح صافي أن التوصيات والقرارات الختامية للقمة العربية اعتبرت بل أكدت أن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على اأراضي التي احتلت في 1967 هي الطريق الآمن لجميع دول المنطقة. وفي نفس الوقت أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن ذلك ما أبلغ به الرئيس الأمريكي ترامب في اتصاله الأخير به وأن اللقاء القادم سيركز على ذلك.
 
تحويل الصراع السياسي إلى ديني يفجر المنطقة
 
مواصلا حديثه، واعتبرت الإدارة الأمريكية أن المستوطنة الجديدة التي ستقام على أراضي نابلس، تعتبر عامل سلبي أمام الجهود التي تصر اﻻدارة اﻻمريكية أن تنهي الصراع وتقود لعملية سلام في المنطقة، وبذلك يمكن التأكيد على أن الاستيطان اﻻستعماري هو جريمة حرب على المجتمع الدولي القيام بما يلزم لإلزام إسرائيل بوقفه، وكما أن ازدواجية المعايير والانحياز السافر اﻻمريكي مع اﻻحتلال يشجع الحكومة الإسرائيلية على تدمير ما تبقى من بصيص امل لعدم تحويل الصراع السياسي إلى ديني يفجر المنطقة.
 
وأوضح صافي أن اﻻستيطان وتكريس اﻻحتلال وقانون شرعنه اﻻستيلاء على الأرض الفلسطينية هو سلوك وفعل عنصري إسرائيلي مبرمج ومستمر الهدف منه تقويض السلطة الفلسطينية وتدمير المشروع الوطني وإمكانية قيام الدولة الفلسطينية.
 
وهنا يجب على الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي واﻻرادة العربية إلزام الإحتلال الإسرائيلي بإنهاء احتلاله ويجب تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير بما يشمل حقه في تجسيد دولته المعترف بها دوليا.    
 
لقاءات واشنطن همامة و مفصلية
 
وقال الرئيس محمود عباس، في تصريحات لـ«وكالة فرانس برس»، قبل أيام أن «إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفكر جديا بإيجاد حل للقضية الفلسطينية».
 
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن «الحوار متواصل مع الإدارة الأميركية، وهناك عدد من القضايا التي كانت تريد رأينا فيها أو إجابتنا عليها، ونحن قدمنا لهم موقفنا من كل تساؤلاتهم».
 
وقال «نريد دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 أي تنفيذ حل الدولتين وتطبيق المبادرة العربية للسلام التي أعيد التأكيد عليها» في القمة.
 
وتنص مبادرة السلام العربية على إقامة علاقات طبيعية بين العرب وإسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
 
وجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الأمريكية في أبريل 2014، ويبقى حل الدولتين، أي وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام، المرجع الأساسي للأسرة الدولية لحل الصراع.
 
القضية الفلسطينية ستظل الرئيسية لمصر
 
هذا وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد، «إننا نُعول كثيرا على زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن، وكذلك زيارة جلالة الملك الأردني عبد الله الثاني المقررة خلال الأيام المقبلة، اللذين سيطرحان الموقف العربي الذي تم التوافق عليه في لقاء القمة بين الزعماء الثلاثة على هامش اجتماعات القمة العربية في عمان».
 
وأكد الأحمد، في تصريحات صحفية، أن التنسيق بين الزعماء على أعلى مستوياته حول كافة القضايا المشتركة.
 
يذكر أن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير علاء يوسف، أكد في تصريحات للصحفيين بالعاصمة الأمريكية واشنطن، أن القضية الفلسطينية ستظل القضية الرئيسية لمصر، وتحتل مرتبة متقدمة في السياسة الخارجية المصرية، مشيرا إلى أن مصر لم تألُ أي جهد على مدى سنوات طويلة، من أجل العمل على التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة تقوم على قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967.
 
وأوضح المتحدث، أن الاجتماع الثلاثي التنسيقي الذي عقده الرئيس السيسي على هامش القمة العربية في الأردن مع الملك عبد الله الثاني، والرئيس محمود عباس، كان فرصة للتشاور بشأن سبل دفع عملية السلام".
 
وحول ما يثار بشأن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، قال "إن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيطلع الجانب الأميركي على موقف مصر، ورؤيتها لكافة جوانب المسألة".
 
انسجام في الموقف الثلاثي                  
 
وفي معرض رده على سؤال هل يمكن اعتبار اللقاء الثلاثي الفلسطيني المصري الأردني سلاح قوه في لقاءات ترامب فقال صافي: «لقاء الرئيس أبو مازن بالرئيس المصري السيسي والملك عبد الله فإن هذا اللقاء والذي تم عمان في نفس المؤتمر فقد جاءت لتنسيق المواقف السياسية والخروج بموقف موحد وفاعل أمام الإدارة الأمريكية الجديدة خاصة أن الملك عبدالله قد التقي سابقا مع ترامب وسيكون هناك لقاء بين الرئيس المصري وترامب اليوم الاثنين ومن المتوقع لقاء الرئيس أبو مازن بترامب بعد أسبوعين.
 
وأضاف صافي، وأيضا كان هناك وضوح في جملة المطالب العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها التمسك بالمبادرة العربية 2002 وأن العرب على استعداد للعمل على الذهاب إلى سلام تاريخي مع إسرائيل على أرضية قيام دولة فلسطينية في اﻻراضي التي احتلت 1967 وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وإيجاد حل دولي لهم وفق كل القرارات الدولية ذات الصلة.
 
وأكد أنه سيكون هناك انسجام في الموقف الثلاثي من حل الدولتين والسلام مع إسرائيل وأهمية أن تعمل اﻻدارة الأمريكية على إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان، كما سيؤكدون رفضهم الكامل لنقل السفارة الأمريكية للقدس لما لذلك من خرق للقانون الدولي وتفجير الصراع وتأزم المواقف كافة وتهديد امن المنطقة كلها .
 
كما كان هناك استعراض للحلول الممكنة والإجراءات التي يمكن العمل بها في حال تم الوصول إلى طريق مسدود وردود أو مواقف أمريكية سلبية ومرفوضة. 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق