محمد ثروت يكتب

شهادة أبو الغيط.. بين عصرين وبطلين

الأربعاء، 05 أبريل 2017 09:02 م
شهادة أبو الغيط.. بين عصرين وبطلين

كل المذكرات التاريخية فيها بطل واحد هو صانع الحدث، غير أن أحمد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وآخر وزير خارجية لمصر في عهد مبارك (2004-2011) جعل اثنين من رجال الأمن القومي المصري والعربي هما حافظ إسماعيل وعمر سليمان وآخرين أبطال لمذكراته.   

شهادة أبو الغيط  التي سيلقيها في محاضرة بمقر منظمة الألكسو بتونس مساء الخميس،  تناولت عصرين وشخصيتين:

الأولى: عصر السادات وشخصية محمد حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومي لمصر ذلك اللقب الوحيد الذي عرف أيام الرئيس السادات واختفى بعده اللقب.

كان أبو الغيط أصغر مساعد في مكتب حافظ إسماعيل الذى عمل فيه ألمع رجال الدبلوماسية فيما بعد أحمد ماهر، وعصمت عبد المجيد وعمرو موسى. كان مطلوبا من إسماعيل وقتذاك أن يساعد الرئيس السادات في إدارة الشق السياسي الدبلوماسي لضربة أكتوبر‏1973 . 

وصف أبو الغيط  حافظ إسماعيل بأنه  كان يمارس دوره بقدر كبير من الهدوء والسيطرة والتيقظ وبشكل أكد لدي خبرته الكبيرة وتجربته العريضة ويقول أبو الغيط فى شهادته «ويجب أن أعترف هنا بأنه ورغم صغر سني ودرجتي بالمقارنة به، فقد كان لي معه الكثير من الأحاديث والمناقشات التي تناولت تجارب الدول ومسئوليها في حروب متعددة وفي مقدمتها الحرب العالمية الثانية والتي كان لحافظ إسماعيل كتابات فيها أمتعتني كثيرا في سنوات الخمسينيات وقبل خدمتي تحت رئاسته في السبعينيات‏..‏ وأقول إن قراءته للتاريخ العسكري والاستراتيجية العامة للدول التي دخلت هذه النزاعات التاريخية كان لها ولاشك تأثيرها في أسلوبه المتعمق في أدائه لمسئولياته ومثلما تتطلبها المواقف».

أما المرحلة الثانية في شهادة أبو الغيط فهي عن عصر مبارك وكان بطلها شخصية اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة الراحل، والذي شغل منصب نائب الرئيس مبارك في الأيام الأولى لثورة يناير2011.

يؤكد  أبو الغيط في شهادته، إن عمر سليمان  كان ذا تأثير واضح في عملية اتخاذ القرار في مصر منذ عام 1992 وتزايد تأثيره بعد فشل محاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا في عام 1995، ويروي في الكتاب أنه ومنذ توليه مهام وزارة الخارجية في يوليو 2004 أدرك دور سليمان في عملية صناعة القرار وقيادة الأمور في الكثير من ملفات الخارجية المصرية وبخاصة فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الأمريكية وملف مياه النيل وبالطبع ملف القضية الفلسطينية والعلاقة مع إسرائيل.

تختلف أو تتفق مع أحمد أبو الغيط، إلا أنه يعتبر رجل دولة ودبلوماسي محنك، أما التاريخ القريب فلا يزال يحتاج إلى قراءات أخرى ووثائق فى ومؤرخين منصفين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق