دويتش فيله.. «حصان طروادة» لتفتيت المجتمع المصري

الأربعاء، 12 أبريل 2017 08:33 م
دويتش فيله.. «حصان طروادة» لتفتيت المجتمع المصري
كلية الإعلام جامعة القاهرة
كتبت – أمل غريب

تحاول الآيادي الخبيثة العبث بمقدرات المجتمع المصري، بالتزامن مع «ثورات الربيع العربي»، لاسيما وقد قسمت الدول العربية وأجهزت على شعوبها بحجة الديموقراطية، إلا أن تلك الأيادي الخبيثة تأبى أن ترفع يدها عن مصر التي استطاعت أن تنجو بشعبها من براثن السقوط في فخ التقسيم الديموقراطي الذي سعى إليه الغرب، لكن مع مرور الوقت تتغير من حين إلى أخر ألاعيب العابثين، فبدأت المنظمات الدولية في رصد مبالغ مالية كبيرة لتدريب طلبة كليات الإعلام المصرية على العمل الصحفي والإعلامي، ومنها «دويتش فيله»، لاسيما وقد بدأت تنفيذ برنامجها التدريبي بإبرام برتوكول تعاون مع كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2013 لتدريب طلبة الكلية على الصحافة التكنلوجية وصحافة الموبايل وصحافة المواطن وغيرها من القوالب الإعلامية المرتبطة بصحافة التكنولوجيا الحديثة، ثم الجامعة الألمانية في مصر، في فبراير 2014، تلاه برتوكول تعاون أخر مع جامعة الأهرام الكندية في فبراير 2016، والمثير في الأمر هو تخصيص تلك المؤسسة لراتب شهري للطلبة المتدربين 1500 يورو على مدار الــ6 أشهر الأولى من مدة التدريب و1700 يورو على مدار الـ 6 أشهر الثانية، وحتى انتهاء فترة التدريب.

 

كما نشرت الصفحة الرسمية لمؤسسة دويتش فيله على صفحتها، بعد إنهاءها دورة التدريبية لطلبة كلية الإعلام جامعة القاهرة وإعلام الجامعة الألمانية، والتي أستمرت على مدار أسبوعين، وقالت «تهدف الأكاديمية من خلال هذه الدورات اكتساب الآليات المهنية لتوفير إعلام حر ومستقل بعيدا عن مظاهر التعتيم التي عاشها الصحافيون في السنوات الأخيرة في ظل الحكومة السابقة، التي سجلت غياب الحرية والشفافية»، كما قال زاهي علاوي، مدرب في أكاديمية دويتش فيله الألمانية، في إحدى حوارته الإعلامية عام 2013 «لا يمكن إغفال الثورة الكبيرة في مجال الإعلام الإلكتروني والتي باتت تمثل منافسا قويا للصحافة المطبوعة. كذلك لا يمكن التغاضي عن إسهامها مع عديد من الوسائل الأخرى في خلق رأي عام قبل وخلال وبعد «ثورات الربيع العربي». ولقد اهتمت أكاديمية دويتشه فيله بدعم تلك الثورة الجديدة في الإعلام الإلكتروني في بلدان مثل مصر وتونس واليمن، لذا فقد عقدت الأكاديمية اتفاقات شراكة وتدريب وورش عمل مع مؤسسات تعليمية وإعلامية ذات توجهات متنوعة بهدف تدريب شباب الإعلاميين على أحدث ما وصل إليه الإعلام الإلكتروني، إلى جانب التدريب على الأشكال الصحفية المختلفة، ويقوم بالتدريب خبراء من الأكاديمية».

 

ومن جانبها قالت أكدت دكتورة سهام نصار، أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة سيناء، إن المؤسسات الإعلامية الأجنبية تحمل أغراضا وأهدافا في ظاهرها التعاون وفي باطنها الهلاك، مشيرة إلى أن الهدف الحقيقي لتلك المؤسسات والمنظمات اختراق عقول شباب الإعلاميين أو طلبة كليات الإعلام المصرية، لتوجيههم إلى وجهات بعينها، مشيرة إلى أن هناك كليات يغريها المال وتنبهر بتدريب طلابها في  مؤسسات إعلامية أجنبية.

 

وقالت في تصريحات خاصة، «من الواجب على كليات الإعلام المتعاملين مع المؤسسات والمنظمات الأجنبية أمثال الدويتش فيله والسي إن إن وفريدرش نومان وغيرهم، التعامل بحذر شديد واللتعرف على أغراضهم، وهل لهم تأثير على شباب إعلام المستقبل أم لا وهذا هو الفيصل، وإذا كان سيتم تدريب هؤلاء الشباب على التكنولوجيا الحديثة لاسيما وقد أصبحت متاحة الأن في مصر، فمن الجائز التعامل لكن بحذر، أما وإذا كان سيتم غرس افكار معينة في عقول شباب الإعلاميين للتأثير على الهوية الوطنية فيجب رفض التعامل مع تلك المؤسسات على الفور ودون أدنى تفكير»، وأشارت إلى حتمية خضوع تدريب طلبة كليات الإعلام في المؤسسات الإعلامية الدولية تحت إشراف أساتذة كليات الإعلام المصرية، وشددت على أن المؤسسات الإعلامية الأجنبية الغربية لا يمكن أن تكون أهدافها سليمة قائلة «أعتقد أن مثل تلك المؤسسات لا تفعل شئ لله والغرب لا يفعل شئ لله».

 

وتابعت، الإنفتاح على الغرب بعد اتفاقية السلام، اثر على التعليم في مصر وعلى القيم داخل المجتمع بالسلب حتى أن درجة الإنتماء الوطني حدثت بها هزة قوية لم نكن نعيشها من قبل لاسيما في أشد الظروف التي مر بها المجتمع المصري، مشيرة إلى أن ذلك التأثير حدث في غيبة سيطرة الدولة، وأوضحت قائلة «أفضل مثال عايشناه الشباب الذين تم تدريبهم في صربيا وغيرها لعمل ثورات الربيع العربي، وتم اكتشافهم والكشف عنهم، ولا أستبعد أن تحاول المنظمات الغربية في غز فكر الشباب بأساليب أخرى مثل التدريب والتثقيف الإعلامي»، وأوضحت أن جامعة سيناء رفضت عمل برتوكولات تعاون وتدريب لطلبة الجامعة بالتعاون مع مؤسسات أجنبية مثل الدويتش فيله وغيرها، بسبب حساسية المرحلة التي تمر بها الدولة ومحاولات استهداف الشباب المصري.

بينما أكد الدكتور محمد سعيد محفوظ، المدير السابق لمعهد الأهرام الإقليمي للصحافة التابع لمؤسسة الأهرام، أن المؤسسة استضافت عددًا من الأنشطة التدريبية لأكاديمية دويتش فيله عامي ٢٠١٥ و ٢٠١٦، بموافقة رئيس مجلس الإدارة أحمد النجار، وأن دور الأهرام اقتصر في هذه الأنشطة على توفير القاعات اللازمة لها، مع ملاحظة المحتوى التدريبي الذي اقتصر على مهارات الإعلام الحديث، على يد مدربين مصريين معروفين، دون التعرض لأي موضوعات سياسية، ولم تجد الأهرام وقتها ما يدعوها للقلق من هذا التعاون.

وقال محفوظ، إن كثيرًا من الإعلاميين في مصر يحضرون المنتدى الإعلامي السنوي الذي تعقده الدويتش فيله في ألمانيا في شهر يونيو من كل عام، كما أن هناك شراكات عديدة بين المؤسسة الألمانية وعدد كبير من المنصات الإعلامية والقنوات والبرامج في مصر، وهناك تعاون تدريبي معلن منذ فترة طويلة بينها وبين «أونا أكاديمي» على سبيل المثال، ولو كان هناك ما يثير قلق الزملاء في هذه المؤسسات المصرية لأوقفوا هذا التعاون فورًا.
 
ونفى محفوظ علمه بأن دويتش فيله تدفع أي مبالغ للطلبة المتدربين لديها طوال فترة تدريبهم، وقال إن «المؤسسات التدريبية غير الربحية لا تثير القلق، لكن إذا ثبت أن أي مؤسسة تدفع مبالغ للمتدربين دون مبرر واضح، هنا يجب أن نتوقف ونسأل عن الهدف».

على الجانب الآخر، رفض الدكتور محمود خليل، رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، في تصريحات خاصة، التعليق على تدريب طلبة كلية الإعلام بالجامعة في مؤسسة دويتش فيله، مشيرا إلى أن برتوكول التعاون يتم على مستوى الكلية وليس على مستوى الأقسام، وقال « ليس لدي أي فكرة عن برتوكول مؤسسة دويتش فيله مع جامعة القاهرة، ولم ندعى إليه كقسم صحافة، ويسأل في هذا عميدة الكلية»، مشيرا إلى أن برتوكول التعاون تم إبرامه أثناء تولي الدكتور حسن عماد مكاوي لعمادة الكلية عام 2013.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة