السلفيون.. ما تركوا بابا للعودة إلى الحياة السياسية إلا ودخلوه

الخميس، 13 أبريل 2017 01:00 م
السلفيون.. ما تركوا بابا للعودة إلى الحياة السياسية إلا ودخلوه
السلفيون
كتب - محمد الشرقاوي

ما ترك السلفيون بابًا للعودة إلى الشارع إلا وطرقوه، بعدما قضى المصريون بالعزل على كافة التيارات الإسلامية في 30 يونيو 2013، رغم إعلان وقوفهم بجانب الدولة ورفضهم لجماعة الإخوان الإرهابية إلا أن الباطن كان خلاف ذلك.
 
أصحاب اللحى الطويلة كانوا في حال «زواج» مع الإخوان فقسموا كل شيء بينهم حتى المناصب والوزارات بعد 25 يناير 2011، غير أن الحاضنة الشعبية كانت داعمة للجماعة حتى بعد العزل، وهو ما دفع قيادات الحزب إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد من أعلن دعمه للإخوان.
 
فالتغييرات التي طرأت على الساحة السياسية، واختراق جماعات الإخوان والجماعة الإسلامية والجهاد والتكفير، كان واجبًا على التيار السلفي الاختفاء ليضمن وجوده، خاصة وأن أدبياتهم تعتمد على منهج عدم الصدام مع الدولة.
 
السلفيون تعرضوا لضربة قاصمة خاصة أن انخراطهم في العمل السياسي قلل من نشر دعوتهم وبالتالي انخفضت شعبيتهم في الشارع، إضافة إلى أنهم تعرضوا لحرب نفسية وتشويه من التكفيريين والإخوان، لكي لا يكون لهم تواجد سياسي، خاصة وأن العداء بين تلك الجماعات عقائدي وفقهي وسياسي، وتزامن ذلك مع اختفاء شيوخهم خاصة محمد حسان، وحسين يعقوب، ومنعهم من الظهور.
 
لم يكن أمام الجماعة السلفية غير العمل الاجتماعي والخدمي للعودة، فانتشرت شوادر الغذاء والسلع التموينية وجلسات الصلح والتي زادت حدتها بعد الهزيمة الكبيرة التي تعرض لها حزب النور السلفي في انتخابات حزب الشعب الماضية، بعدما كان يمني نفسه بالأغلبية البرمانية وتشكيل الحكومة.
 
حدد التيار السلفي مجموعة من الاتجاهات يعمل بها في أوقات متزامنة عبر المساجد والتجمعات الشعبية ومخاطبة كافة الشرائح المختلفة في المجتمع.
 
في المساجد، تصدرت مساجد أنصار السنة المحمدية كمنابر رسمية للتيار السلفي رغم مزاعم وزارة الأوقاف السيطرة عليها، وامتد التوغل أيضًا إلى الجمعيات الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة – كان يسيطر عليها الإخوان قديمًا، وجمعيات دعوة الحق والدعوة السلفية، وكلها جمعيات تابعة للتضامن الاجتماعي.
 
التيار السلفي يعلم تمامًا من أين تؤكل الكتف فالاعتماد على شيوخ مشهورين في المحافظات الإقليمية قادر على حشد الأغلبية لصالح الحزب، على رأسهم «مصطفى العدوي» وشيوخ الدعوة السلفية وعلى رأسهم محمد إسماعيل المقدم، وسعيد عبدالعظيم، وأحمد فريد.
                                       جلسات شيوخ السلفية للأطفال
 

كل ذلك بالتزامن مع شوادر وخيام خدمية في القرى والنجوع لبيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة كذلك الملابس عبر مكاتب الدعوة السلفية، كذلك جلسات الصلح وحل النزاعات بين الأهالي وخصصوا لذلك لجان «إصلاح ذات البين – الدعوة السلفية».

                                    اللجنة الشرعية
 

بدا التحرك السلفي الخدمي واضحًا في السيول التي ضربت مناطق بالأحمر الأحمر نوفمبر الماضي، حيث تحركت مجموعات كبيرة من شباب الحزب لرفع الأضرار، ونشرت منابر الحزب الإعلامية تقارير صحفية مرفقة بصور تقول «نرصد جهود حزب النور التي أخفاها الإعلام»، كان من الممكن تناول تحرك المجموعات دون دعاية كما فعل المجموعات التابعة لكيانات مختلفة كالأزهر الشريف.

  النور في أزمة السيول       
 
وعن مخاطبة الشرائح المختلفة بالمجتمع، دشن الحزب بداية الأسبوع الجاري المؤتمر الأولي لذوي الإعاقة، برعاية نواب النور بالعامرية وبرج العرب، بعنوان «نحن بك و أنت بنا ومصر وطنٌ لنا»، بقصر الثقافة - مدينة برج العرب الجديدة.
 
ويولي الحزب السلفي اهتمامًا خاصًا بشباب الجامعات واتحادات الطلاب، وتشهد جامعتي الأزهر والأسكندرية تحركًا كبيرًا للشعب الاتحادية التابعة للدعوة السلفية وبتوجيهات من أساتذة تابعين للحزب.
 
التفجيرات الأخيرة للحزب أظهرت تواجدًا لأبناء الحزب السلفي، بدون القيادات، ففي مراسم العزاء الجماعي الذي نظمته مديرية أمن الإسكندرية أمس الأربعاء، بساحة مسجد القائد إبراهيم، فحضر وفد من الحزب السلفي لتقديم واجب العزاء.
 
أعضاء التيار السلفي
 
رغم أن قيادات الحزب أكدت رفضها للتفجيرات غير أنها غابت عن تقديمهم العزاء، فغاب ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس الدعوة السلفية، وأحمد الشريف وأحمد خليل خيرالله أعضاء مجلس النواب عن الحزب في الدائرة واللذين اعتادا حضور بعض المناسبات الاجتماعية والرسمية التي تحضرها رموز بالدولة وكان آخرها زيارة الدكتور على عبد العال رئيس البرلمان في حفل تأسيس المبنى الجديد بمستشفى العامرية العام في مارس الماضي، كذلك قيادات الحزب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق