«الشعراوي» مفسر القرآن الذي رفض المناصب وكشف نية الإخوان مع بداية تأسيسها

السبت، 15 أبريل 2017 05:16 م
«الشعراوي» مفسر القرآن الذي رفض المناصب وكشف نية الإخوان مع بداية تأسيسها
الشيخ الشعراوي
كتبت : مرفت رياض

تمر اليوم ذكرى وفاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، هذا الرجل الذي فسر القرآن، وكان رمزًا للدعاة المتفقهين في دينهم، والذي اجتمع على حبه كل المسلمين في العالم  وعشقه جميع المصريين ، والذي فضل دينه على دنياه، و رفض المناصب السياسية ليتفرغ للدعوة الإسلامية 
 
ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي، في 15 أبريل عام 1911 بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وفي عام 1922م التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري،  ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، واختاره زملاؤه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق،  و عندما أراد والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن.
 
فما كان منه إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث، واللغة، وعلوم القرآن، والتفسير، وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية، لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلاً له: «أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم».
 
 التحق «الشعراوي»، بكلية اللغة العربية سنة 1937، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، ومقاومة المحتلين الإنجليز سنة 1919، و كان يتوجه وزملائه إلى ساحات الأزهر لإلقاء الخطب، مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، عين مدرسًا بمعهد طنطا الأزهري وعمل به، ثم نقل إلى معهد الإسكندرية، ثم معهد الزقازيق.
 
أعير للعمل بالسعودية سنة 1950، وعمل مدرسًا بكلية الشريعة، بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، ثم وكيلاً لمعهد طنطا الأزهري سنة 1960، ومديرًا للدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف سنة 1961، و مفتشًا للعلوم العربية بالأزهر الشريف 1962، و مديرًا لمكتب الأمام الأكبر شيخ الأزهر حسن مأمون 1964،  و رئيس قسم الدراسات العليا بجامعة الملك عبد العزيز 1972، وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر بمصر 1976م ،  عضوا بمجمع البحوث الإسلامية 1980م ، عضواً بمجلس الشورى، بجمهورية مصر العربية 1980، وعرضت علية مشيخة الأزهر، وعدة مناصب في عدد من الدول الإسلامية، لكنه رفض وقرر التفرغ للدعوة الإسلامية.
 
تزوج «الشعراوي»، وهو في الثانوية بناء على رغبة والده ، وأنجب ثلاثة أولاد وبنتين، وكان يرى أن أول عوامل نجاح الزواج هو الاختيار والقبول من الطرفين والمحبة بينهما.
 
حصل على العديد من الجوائز، فقد منح وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، بمناسبة بلوغه سن التقاعد عام 1976، قبل تعيينه وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر 
ثم منح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983، وعام 1988، ووسام في يوم الدعاة، وحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية.
 
واختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة،.
واختارته جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم كشخصية العام الإسلامية في دورتها الأولى عام الموافق 1998.
 
بدأت علاقة الشيخ محمد متولي الشعراوي، بالإخوان المسلمين في بداية الثلاثينات ، وبدأت خلافاته معها مبكرًا، وبالتحديد عام 1938، وكان السبب هو أنه ألقى قصيدة شعرية امتدح فيها سعد زغلول، ومصطفى النحاس، إعترض فيها الإخوان على هذا المدح، وأضاف «الشيخ»: «كان هذا الكلام جديدًا ومفاجئًا لي، ولم أكن أتوقعه، وعرفت ليلتها (النوايا)، وأن المسألة ليست مسألة دعوة وجماعة دينية، وإنما لعبة سياسية، وأغلبية وأقلية، وطموح إلى الحكم، وفي تلك الليلة اتخذت قراري، وهو الابتعاد، وقلت: سلام عليكم، ماليش دعوة بالكلام ده».
 
637
 
ومن مؤلفاته، خواطر الشعراوي ، المنتخب في تفسير القرآن الكريم ، خواطر قرآنية ، معجزة القرآن ، من فيض القرآن ، نظرات في القرآن ، الإسراء والمعراج ، الأدلة المادية على وجود الله ، الإسلام والفكر المعاصر، الإنسان الكامل محمد صلى الله عليه وسلم ، الأحاديث القدسية
البعث والميزان والجزاء ، التوبة ، الجهاد في الإسلام ، السحر والحسد ، الشيطان والإنسان، الظلم والظالمون، الله والنفس البشرية ، المرأة في القرآن الكريم ، النصائح الذهبية للمرأة العصرية ، إنكار الشفاعة
 
ويرى الشعراوى أن الله هيأ لمصر اللطف والرباط إلى يوم القيامة، وفى 17 يونيو 1997 فاضت روحه الكريمة، تاركًا لنا وصية وهي «الثائر الحق هو من يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ لبناء الأمجاد».
 
 
197308_195454200487993_2079827_n
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق