خط الإنتاج يبدأ من هناك: أما من يأخذ كرسى الله ويقضى بالقتل فذاك هو الكافر أيها الأزهر العنيف!

الثلاثاء، 18 أبريل 2017 08:50 م
خط الإنتاج يبدأ من هناك: أما من يأخذ كرسى الله ويقضى بالقتل فذاك هو الكافر أيها الأزهر العنيف!

أتمنى أن تكون الاجابة لا، لأن البكاء والحزن والحسرة كانت طعام المصريين كلهم، أما المسيحيون الذين كانوا على صيام، فأفطروا الجزع والهلع وملح الدموع.
 
أقول لا أعلم، والله الأعظم هو الأعلم، لأن الأزهر الشريف، وهو شريف، وقلعة وطنية بلا ريب، وأضف إلى ذلك آلاف الأوصاف الرائعة، لا يزال يتخرج فيه متطرفون يدرسون تراثا يعلم الله من أى سلف جاء، وفى أى ظرف تاريخى سياسى ودينى كتبه قوم فى العصور الغابرة، هو إرث الكراهية، هو ارث تكريس مفهوم التكفير تحت راية التفسير وثقافة الحكى والنقل. 
 
بالقطع، يتحدث شيخ الأزهر الإمام الأكبر عن المودة والتسامح والوطنية، ذلك هو الرأس المعتدل، والوجه الكريم الذى يطالع به العالم يريد التعريف بسماحة الإسلام، والدفاع عنه لكن المصارين عفنة ومتوحشة ومتحفزة ولا تلفظ إلا الكراهية وغازات السموم والفتنة، لا تتركوا الإمام وحده وحيدا فى معركته، وليس يكفى بضعة عقلاء علماء افاضل، لكن لا بد من طرح مناهج التكفير
والتحقير، جانبا، ولنستيقظ على الحقيقة الدامغة وهى أن الله حسم الأمر فى كتابه الكريم وهو وحده من سيقضى يوم القيامة بمن هو كافر ومن هو مؤمن، ولنصحو جيدا لنفهم أننا فى نظر العالم الآن أشر خلق الله، وأن ديننا هو دين المقت والبغضاء والذبح والخنق والشنق، الأزهر والزوايا ودروس ما بعد منتصف الليل، وصفحات التجنيد والتكريس، وخلايا السلفية، مفرخة الجهادية، كلها تعمل بلا كلل وبدأب، وبعقيدة التكفير والتفجير على إنتاج عبوات آدمية ناسفة وأحزمة بشرية ناسفة، تزلزل وتروع وتثير الفتنة. 
 
ومن اعجب الحجج يسوقها الأزهر أن من يقتل الناس، ذبحا وخنقا وحرقا وشنقا ونسفا، وهم فى مخادعهم، ومحاريب صلواتهم وفى مآمنهم، ليس بكافر، لأن سيدنا على ابو طالب لم يكفر الخوارج بل قاتلهم! أمن يصلى لله هو كافر؟!، أيا كانت عقيدته، فحسابه عند الله، ومن يقتله ويزهق روحه ويرمل زوجته وييتم أطفاله ويثكل والديه ويفجع فيه المجتمع ويحرمه من نسيم الحياة مؤمن وليس بكافر. هذا منطق كافر بكل منطق وبكل عقل. 
 
نحن لسنا فى زمن سيدنا على ابن ابى طالب مدينة العالم رضى الله عنه. نحن فى القرن الواحد والعشرين، والبشر غير البشر، والظرف غير الظرف والأدوات غير الأدوات، وسيول المعلومات، ما صدق منها وهو قليل وما كذب وهو غزير، تغمر العقول والقلوب، كل فيمتو ثانية. 
 
مع ذلك ترى الأزهر الشريف، قد تحجر وتجمد، فلا يكفر من يكفر المجتمع كله. الدواعش يرونك كافرا يا مولانا فضيلة الإمام الأكبر، ويرون أسامة بن لادن نفسه كافرا وكل المصريين كفارا، ولو وقعت بأيدى داعشى لا قدر الله، لا قدر الله سيقيم عليك الحد بوصفك، معاذ الله، اقول مخلصا معاذ الله، رأس دعاة الكفر وموالاة الكفار من المسيحيين فى الغرب، وفى بر مصر.
 
إن اعلان الدواعش كفارا ليس ترفا، ولا زيادة فى التنطع الدينى والسياسى، بل سوف يحقق نتائج مهمة منها :
التنفير من فكر التكفير والتفجير، وتجفيف منابع التجنيد، وتدعيم الفكر المتردد بالرأى الشرعى القاطع بأن التحول إلى داعشى هو تحول عن الإسلام وتدمير له ولصورته السمحة. 
 
لا يوجد فى العالم كله الآن ارهابى إلا هو مسلم، تلك فضيحة وخزى وعار، وعلينا أن نواجه أنفسنا، وديننا، الدين هو أمر الله الواحد الأحد فى سياسة حياة الناس وآخرتهم، ولا يعقل أن العقل الأكبر الأعظم، وهو الله جل جلاله، قاتل، أو داعية للذبح، على الأرض. دعا الله إلى رد العدوان، لكنه لا يحب المعتدين! العيب فينا، فقد مضينا نكرس ونقدس كتب السلفية، وهى خلفة عصرها وظرفها، وليست متفقة مع عصرنا وظرفنا، بل هى غريبة عليه ونشاز فيه وخارج زمانها. القرآن الكريم وحده، وسنة النبى الكريم الحبيب «محمد»، صلى الله عليه وسلم، هما نبع الإسلام الصحيح، لا يبليان ما دام الدهر، بأمر الله، مفتو الجهاد أيام التتار ومفتو القتل والترويع والتنفير من الدواعش وأعوانهم، مرورا بالبرهامى وغنيم وغيرهم من المتخلفين بشريا وغيرهم، هؤلاء جميعم لا يصلحون للعيش فينا، والفتيا لنا بالتحليل وبالتحريم. 
 
يا شيخنا فضيلة الإمام الأكبر، علموا الناس أن ملة المسيحيين من شأن الله، يقضى فيه يوم القيامة، وعلموا الطلاب، أن المواطنة درس من دروس النبى وإرث مما تركه النبى، وحرمة حياة البنى آدم من حرمة الكعبة وأدعى. 
 
لم ينزل الله دينا ليحقر به أهله ومؤمنيه ومحبيه، بل ينزله ليجمع به وحوله العقول والأفئدة، ويجتذب به من ترددوا أو أنكروا وجحدوا آيات الله وفضله.
 
أعياد المسيحيين فى مصر صارت مواعيد، ومواسم لقتل فرحتهم وهم يصلون فى كنائسهم لله والمحبة، لهم عقيدتهم يحاسبهم الله عليها، ولنا عقيدتنا يحاسبنا الله عليها، ومن الحق أن نعيش فى محبة وسلام وتعاون وألفة ومودة حتى نلقى الذى أنزل المسيحية وأنزل الإسلام، أما من يأخذ كرسى الله بيده، ليقضى بالقتل، فذاك هو الكافر الذى اجترأ وجرؤ، ووجد من يعتبره مجرد خارج على الملة، ذلك التعبير الدينى المتهافت كمثيله فى القانون الجنائى، خارج على القانون. مواسم للقتل هى اذن، يسقط فيها مسلمون يطوقون بأرواحهم أسوار وبوابات الكنائس، بيوت يذكر فيها اسم الله، وتمتزج دماؤهم بدماء أشقائهم المسيحيين، ولقد حان الوقت بحق أن يعلن الأزهر حربا بلا هوادة على مناهج التنفير والتحقير والنبذ والاقصاء، وعلى الأوقاف ألا تأخذها هوادة بالزوايا السرية والنائية، حيث تتم عمليات تلقيح الأدمغة والنفوس بالكراهية وفكر التفجير، لم يأمر الله بتدريس الكراهية وبث مبررات العنف.
 
قانون الطوارئ مكروه، ولا تلجأ إليه الإدارة فى أية دولة إلا مضطرة كارهة، ونحن فى زمن الاضطرار والحرب، من صان وطنه وقدم دينه الصحيح فى سلوكه، أمن عواقب الطوارئ وعقابها. 
 
أما بعض الدعاة وعلماء كل شىء فى أى شىء فى الإعلام والصحافة، فتلك قصة محزنة!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق