هل الدين ضرورة؟

الخميس، 27 أبريل 2017 07:23 م
هل الدين ضرورة؟
خالد عبد الغفار يكتب:

لقد أثبت التاريخ أنه لم يكن هناك قط عامل أقوى و أعظم أثرا من الدين فهو الأصل فى جميع حركاته الكبرى.
 
ذلك أن قوة الدين تتمثل فى العلاقة بين الإنسان و بين الوجود، ظاهره وباطنه، فمدركات الدين تفوق مدركات الحواس و العقول فهى تتطلع إلى أصول الوجود و أسرار الخليقة و ما وراء هذا العالم المحدود. 
 
خاطب الله جل شأنه كل العقول فى كل الأزمنة بآيات كونية تشهد بألوهيته ووحدانيته وجعل آلة إدراك وجوده هى العقل، لكن مهمة العقل فى هذا الوجود محدودة، فبالعقل ندرك وجود خالق مبدع قادر، و لكننا لا ندرك ماذا يريد الخالق منا؟ ولماذا خلق الكون؟ ولماذا خلقنا؟  وماذا أعد لنا من ثواب و عقاب؟، فالعقل بمفرده لا يستطيع أن يجيب على هذه التساؤلات فأرسل الله الأنبياء و الرسل وشرع الدين لينير به طريق الوصول إليه، وقرر العقائد المنوط بها السعادة فى الدنيا والفلاح فى الآخرة، ثم ختم بالإسلام إماما للأديان، فالمؤمنين بديانات أخرى لا يستطيعون أن يذكروا أسبابا عقلية لتفضيلهم الدين الذى يعتقدونه على غيره من الأديان، و غاية تعليلهم عقيدة نبيهم، وينكرون ما سواه بلا سبب.
 
فالإسلام هو دين التفكير أمام الأديان الأخرى، لكن علينا أن نفرق فيه بين العقيدة و الشرع و بين الفقه حتى يستقيم أمر الدين فى أذهاننا.
 
واستمرأ الكثيرون التشكيك فى الدين للنيل منه، بدعاوى باطلة مرتكنين فيها إلى حرية الفكر وإن كانت حرية الفكر وإن تتطلب غزارة معرفة، واتساع أفق، و عمق بحث، وسلامة منطق، وتنزها عن الهوى !
 
وقد ذكر الإمام الغزّالى : «إن رد المذهب قبل فهمه و الإطلاع على كنهه رمى فى عمايه».
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق