الحرس الثوري.. أفعى الإرهاب السامة في الشرق الأوسط

الإثنين، 24 أبريل 2017 05:26 م
الحرس الثوري.. أفعى الإرهاب السامة في الشرق الأوسط
معسكرات تدريب الحرس الثوري
كتب - محمد الشرقاوي

أناشيد دينية على وقع مارشات عسكرية يغنيها جنود حملوا على أجسادهم «أوشحة» مكتوب عليها «السلام عليك يا أمير المؤمنين»، في صفوف متراصة ينظمون عروضًا قتالية بين الحين والأخر، فهم كما يسمون أنفسهم «جيش الإمام».

                                   زز
 
على أكتاف هؤلاء «شعار» اشتمل عدة دلات تدور حولها حول فكر المقاومة المسلحة، يسمون أيضًا «حرس الباسداران»، و«حرس الثورة»، غير أنهم عرفوا إعلاميًا بالحرس الثوري الإيراني.

تم تشکیل الحرس الثوري عام 1979 بقیادة روح الله الخميني، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، ومع مرور الوقت لعب دورًا رياديًا في المنطقة إبان حرب الخليج الأولى، حيث قاد العديد من المعارك والهجمات التي أدى بعضها لإعادة السيطرة على بعض المدن الإيرانية من يد الجيش العراقي.

                                            الخميني

على مدار السنوات الأخيرة لعبت ميليشيات الحرس الثوري الإيرانية دورًا في إثراء حالة الصراع التي يعيشها الوطن العربي خاصة في العراق وسوريا، وهو ما كشفت عنه دراسة أجرتها «اللجنة الدولية للبحث عن العدالة والرابطة الأوروبية لحرية العراق».

الدراسة قالت إنه وبعد نحو 38 عامًا على تشكيلها إثر استلام الخميني الحكم عام 1979، باتت ميليشيات الحرس الثوري أقوى نفوذًا من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية في إيران، خاصة وأنها تتبع مباشرة المرشد الإيراني.

شكلت الميليشيات، عقب الإطاحة بحكم «الشاه»، عنصر ضمان لبقاء نظام الحكم الإيراني، وذلك لأن «ولاية الفقيه» تعتقد أن ولاء قيادات الجيش الإيراني غير مضمون، وبالتالي فإن الاعتماد على ميليشيات تدين بالولاء سيكون باستطاعتها ضد أي محاولات ضد دولة «الخامنئي».

الانتشار العسكري داخل إيران

قوات الحرس الثوري تلعب دورًا كبيرًا في قمع المعارضيين الإيرانيين، حيث خصصت حكومة النظام الملالي «فيلقًا» لكل محافظة بهدف التصدي لأي انتفاضات شعبية وسرعة إخمادها.

وتنتشر تلك القوات بالشكل التالي:

 

• أفواج اللواء صابرين وحدات القوات الخاصة لقوات الحرس.

• أفواج من الفرقة 5 نصر من محافظة خراسان رضوي.

• وحدات من اللواء المدرع المستقل 21 الإمام الرضا.

• وحدات من الفرقة 17 علي ابن ابي طالب من قم.

• وحدات من الفرقة 14 الإمام الحسين من أصفهان.

• وحدات من اللواء الأول حجت واللواء الثالث كرخه من الفرقة المدرعة 7 وليعصر من أهواز.

• وحدات من اللواء أنصار الرسول من الفيلق نبي أكرم من محافظة كرمانشاه.

• وحدات من الفرقة 19 فجر واللواء المحمول جوا 33 المهدي من محافظة فارس.

• بعض من وحدات فيلق القدس في جيلان.

•  بعض من وحدات الفرقة 25 كربلاء من محافظة مازندران.

• بعض من وحدات الفيلق (سيد الشهداء) من محافظة طهران.

• بعض من وحدات اللواء الأول (نينوى) واللواء المدرع 60 واللواء 45 (جواد الأئمة) من محافظة كولستان.

• بعض من وحدات الفرقة 41 (ثار الله) من محافظة كرمان.

• فوج 161 من الفيلق (أنصار الحسين) وفوج 164 مغاوير (علي أكبر) من محافظة همدان.

• مجموعة مدفعية 56 (يونس) من محافظة فارس.


كيان الحرس  

مع الوقت أصبحت قوات الحرس، أشبه بالجيوش النظامية فهي تتكون من فرق وفيالق قتالية وفيما يلي عرضًا لتلك القوات.

يضم الحرس الثورة، أركان رئيسية على رأسها:


فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني

هو وحدة القوات الخاصة المسؤولة عن عمليات خارج الحدود الإقليمي، وتعتقد تلك الوحدات أن بإمكانها تغيير خريطة الشرق الأوسط لصالح إيران، وهو ما تفعله في الوقت الحالي في سوريا وتغيير الخريطة السكانية وتقسيمها على أساس طائفي.

القائد الحالي لتلك الوحدات الجنرال قاسم سليماني، تولّى قيادة الفيلق عام 1998، حيث اشترك بعد عام مع قوات الحرس الثوري وجماعات الضغط المتطرفة المقربة من المرشد خامنئي والأنصار المتشددين لنظام إيران الديكتاتوري في قمع انتفاضة الطلاب في يوليو 1999.

مع مرور السنوات، بنى الفيلق شبكة أصول دولية، بعضها مستند إلى الإيرانيين في الشتات الذين يمكن استدعاؤهم لدعم المهمات وآخرين من حزب الله والميليشيات العراقية التابعة للحرس الثوري، تتمثل في تصفية المعارضين الإيرانيين في الخارج ومهاجمة أهداف في دول عربية وغربية.

                 قاسم سليماني
 

انتشار وحدات الفيلق في سوريا

تتراوح أعداد فيلق القدس في سوريا مابين 8 إلى 10 آلاف مقاتل، يخضعون لأوامر العميد جواد غفاري ويتولى قيادة حلب العسكرية والجبهة الشمالية السورية، ووتتمركز تلك القوات في شمال شرق حلب.

 

 


قوات القمع «الباسيج» بقيادة العميد غلام حسين غيب برور

تتركز مهام الباسيج حول أعمال الدعوة والترويج وتنفيذ التدريب للسكان المدنيين، وقت السلم، وفي حال العمليات القتالية ينخرطون في وحدات الحرس الثوري.

تتولى الباسيج قمع المعارضين السياسيين، كما حصل عندما نظم الطلاب المؤيدون للتيار الإصلاحي تجمعات احتجاجية في الجامعات الإيرانية عام 2002 ورفعوا بعض المطالب «الإصلاحية»، إذ هدد المرشد الأعلى علي خامنئي باستدعاء القوى الشعبية (أي الباسيج) لقمع أي اضطرابات».

وفي عام 2009 نزلت قوات الباسيج بقوة وكثافة إلى الشوارع الإيرانية لقمع عشرات آلاف المتظاهرين الذين رفضوا نتائج الانتخابات الرئاسية في ذلك العام وأطلقت عليهم الرصاص الحي فقتلت بعضهم، وهو ما أدى في النهاية إلى توقف احتجاجاتهم التي عُرف بـ «الحركة الخضراء» واعتُبرت الانتفاضة الشعبية الأبرز على حكم ولاية الفقيه في إيران.

وفي الخارج، تدخلت قوات الباسيج لحماية المصالح الإيرانية في العراق تحت ذريعة «حماية الأماكن المقدسة»، وشاركت في «مهمات استشارية» لدى الجيش العراقي وخاضت معه معارك متعددة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، خاصة إثر سقوط الموصل وفي معركة الفلوجة عام 2016 التي قـُتل فيها القائد السابق لـ«كتائب عاشوراء» في الباسيج علي رضا بابايي.

                                    عناصر الباسيج
 

القوات البرية 

هي القوة التي يحتفظ بها الحرس بالتوازي مع الجيش النظامي لإيران، إضافة إلى دورها العسكري التقليدي، فإن القوات البرية للحرس الثوري أكثر توجهًا نحو الاضطراب الداخلي من الجيش النظامي، وهناك قوات جوية وبحرية.


القوة العسكرية للحرس الثوري

حسب تقديرات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن، يتألف الحرس الثوري الإيراني من 350 ألف عنصر، في حين يرى معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن أن عدد أفراده لا يتجاوز 120 ألفًا.

النشاط الإرهابي

صدّرت ميليشيات الحرس الثوري، الأسلحة والمتفجرات إلى 14 دولة في المنطقة، وتدخلت مباشرة في ثمانية منها، في حين شملت أنشطتها الإرهابية 13 بلدًا، يكمل مركز «اللجنة الدولية للبحث عن العدالة والرابطة الأوروبية لحرية العراق»، أن تلك الميليشيات موزعة على 14 مركزًا حسب الجنسيات ونوع التدريب، بينما بلغ عدد عملائها عام 2007 32 ألف عميل في العراق وحده، حيث أسسوا ميليشيات الحشد الشعبي واعتبروا حلها خطا أحمر.

وقتل من ميليشيات الحرس الثوري 10 آلاف في السنوات الماضية، بينهم 1500 سقطوا في سوريا التي اعتبرها بعض قادة الحرس المقاطعة الخامسة والثلاثين.

وامتدت ذراع الحرس الثوري إلى اليمن، فحين تعذر عليهم تحقيق طموح الدخول إلى النادي النووي فكانوا بحاجة لتوجيه الأنظار إلى بقعة أخرى، فأفرزوا ميليشيات الحوثي على غرار ميليشيات حزب الله اللبناني وتم تدمير أركان الدولة.

والدور الإرهابي في المنطقة يجد أسسه في ميثاق هذه الميليشيات، حيث تتحدث المواد عن ضرورة تنظيم قوى شعبية جميعها تحت «ولاية الفقيه»، وتعزيز البنية الدفاعية لإيران بالتعاون بين الحرس الثوري والقوات المسلحة الإيرانية.

الجيش الشيعي الحر

على مدار العامين الماضيين اتجهت ميليشيات «الحرس الثوري» إلى تأسيس حلف عسكري جديد، يجمع الشيعة في العالم، تحت شعار «الجيش الشيعي الحُر»، وذلك للتعامل مع أي أهداف قد تهدد الدولة الإيرانية، كما هو الحال مع المليشيات الأفغانية والشيعية في سوريا و«الحشد الشعبي» في العراق، وحركة الصابرين في فلسطين.

ونشرت مواقع إيرانية ناطقة باللغة العربية، معلومات عن عزم قيادات الحرس الثوري الإيراني، تشكيل قوات عسكرية «عابرة للحدود»، تضم كلًا من مليشيات حزب الله في لبنان، وحركة الصابرين في فلسطين والشيعة الأفغان، والحشد الشعبي في العراق، والحوثيين في اليمن.

الجيش الشيعي الحر، يتشكل أيضًا من الأذرع الشيعية المقاتلة في كافة دول العالم، منها «لواء زينبيون» الذي يتشكل من شيعة باكستان، و«لواء حيدريون» الذي يضم شيعة العراق، وهناك «لواء حزب الله» الذي يتفرع إلى جناحين؛ حيث يتشكل الجناح الأول من شيعة لبنان، والجناح الآخر من شيعة سوريا، وأغلب عناصر حزب الله في سوريا ينحدرون من شيعة دمشق ونبل والزهراء، وجميع هذه الأولوية العسكرية الشيعية تعدّ النواة الأولية لتشكيل الجيش الحر الشيعي بقيادة سليماني في المنطقة، وأغلب تلك المليشيات تقاتل في سوريا.


معسكرات التدريب

 

في هذا السياق، يدرب الحرس الثوري الخلايا الإرهابية من جنسيات عربية في معسكر «الإمام علي» في شمال طهران، ومعسكر «أمير المؤمنين» في كرج غرب طهران، وفي معسكر «مرصاد» شيراز الذي يعتبر من أهم مراكز تدريب المقاتلين الأجانب.

                                 معسكرات تدريب الحرس
 

قوائم الإرهاب

هناك العديد من الدول تعتمد ميليشيات الحرس الثوري على قوائم الإرهاب على رأسها المملكة الأردنية والسعودية، ورغم وجود مشاريع قوانين داخل الكونجرس الأمريكي بشأن إدراجها على قوائم الإرهاب، إلا أن الإدارة ترجئ ذلك.

واعتبر مراقبون أن تأجيل مثل هذا القرار، فإن الإدارة الأمريكية لن يبقى لديها مجال لزيادة الضغط على طهران، وستفقد واشنطن فى هذه الحالة إمكانية التفاوض مع الإيرانيين حول أى مسألة.

وكانت وكالة «رويترز» أفادت فى وقت سابق بأن البيت الأبيض قد يصدر أمرا تنفيذيا، يطلب من الخارجية الأميركية دراسة إمكانية إدراج الحرس الثورى الإيرانى على قائمة المنظمات الإرهابية. وجرت مناقشة هذه الخطة خلال عدة أسابيع، وكان من المتوقع صدور وثيقة بهذا الخصوص فى فبراير الجاري.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق