«أبوالغيط» في ملتقى «الإعلام وقضايا المرأة»: نمر بلحظة خطيرة والصراعات تتصاعد

الخميس، 04 مايو 2017 02:03 م
«أبوالغيط» في ملتقى «الإعلام وقضايا المرأة»: نمر بلحظة خطيرة والصراعات تتصاعد
أحمد أبوالغيط
كتبت- هناء قنديل

قال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الإعلام العربي يتعرض لاختبار صعب في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن المنطقة العربية تمر بلحظة مرتبكة وخطيرة.
 
وأكد في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى «الإعلام وقضايا المرأة واقع ورؤى»، أن الصراعات الأهلية تتصاعد، والسُكان يُهجرون، والأزمات تتوالى، وتماسك الأوطان يتعرض للتهديد، وليست هذه كلها سوى مظاهر لأزمات أكثر تعقيدا تتعلق بالثقافة والخطاب الديني والعلاقة مع الذات والعالم، لافتا إلى أن هذه الأزمات في السياسة والفكر والثقافة، تضع الإعلام العربي موضع الاختبار.
 
وشدد «أبوالغيط» على أن الإعلام يجب أن يكون أمينا في نقل صورة حقيقية عمّا يجري، قائلا «الإعلام مطالبٌ كذلك بأن يُفتش فيما وراء الظواهر وأن يسعى لالتماس الأسباب والعلل خلف ما يجري، وأن يتقصى الجذور العميقة للمُشكلات التي انفجرت في وجه المجتمعات.. بالاختصار إعلامنا مطالبٌ بأن يكون مرآة أمينة تعكس الواقع كما هو، بلا تزييف أو تجميل بغير تهويل أو تأجيج، هذا هو الاختبار الصعب، وتلك هي المسئولية الكبيرة».
 
وأوضح أن الأزمات التي يواجهها العالم العربي مُستفحلة وضاغطة، ولكن الأخطر منها أن يكون الوعي بها مغلوطا أو غير قائم على أساس.. الإعلام العربي يلعب الدور الأكبر في تنوير الإفهام بالواقع القائم بكل صعوباته وتحدياته بجوانبه المُضيئة والمعتمة معا.
 
وتابع «أبوالغيط»: «لقد تغير المشهد العربي جذريا منذ دخلت القنوات الفضائية على حياة المواطن في تسعينيات القرن الماضي.. الوعي بالوضع العربي تصاعد والإلمام بالقضايا والمُشكلات تنامى وتعمق والفضل بلاشك يرجع لهذه القنوات في خلق حالةٍ أوسع من المعرفة بالشأن العام، على أن المشهد لم يكن كله إيجابيا.. بعضُ هذه القنوات الفضائية تتبنى أجندات سياسية بعينها.. البعضُ الآخر انغمس في التحريض وأسهم في تأجيج المشاعر وإثارة المُشكلات بين الدول ومواطنيها، وبين الدول وبعضها البعض». 
 
وأكد أن التحدي الحقيقي الذي يواجه الإعلام التقليدي المرئي والمسموع والمقروء، يتمثل -من وجهة نظري- في تنامي دور ما يُسمى بـ «إعلام المواطن».. الأجيال العربية الشابة لا تقرأ الجرائد في نسخها الورقية كما اعتادت الأجيال السابقة، الصحافةُ الورقية تُعاني أزمة طاحنة على مستوى العالم كله، والأزمة مُضاعفة في منطقتنا التي ما زالت تشكو من معدلات متدنية من الإقبال على القراءة. 
 
واختتم حديثه قائلا: «إذا كنا ندعو لإعلامٍ يتصدر الصفوف في معركة التنوير والتحديث، فإن هذا الإعلام لا بد أن يتبنى قيما تنويرية.. عليه أن يُسلط الضوء على الفئات الأكثر مُعاناة في المجتمعات العربية إنني أتحدث هنا بالخصوص عن المرأة التي أظن أن قضاياها الحقيقية وشواغلها الأصيلة ما زالت غائبةً إلى حد كبير عن شاشاتنا وجرائدنا وموجات بثنا الإذاعي.. إن إعلام المرأة ليس رفاهية أو ضربا من ضروب التسلية، بل هو إعلام يستهدف بالأساس الطفلة والفتاة والشابة والأم والجدة.. المرأة العاملة وربة المنزل.. لكل من هذه الفئات همومها الخاصة وقضاياها .. الإعلام الذي ننشده من واجبه أن يطرح هذه القضايا على ساحة الجدل العام، من دون مواربة أو تجميل.. إن إعلام المرأة لا يستهدف المرأة وحدها، وإنما يُشرك الرجل أيضاً في القضايا التي تشغل النساء، ذلك أن هذه القضايا  -كما نعلم جميعا- لا تخص المرأة وحدها، وإنما هي مُعضلات مجتمعية تعكس مُشكلات يُعاني منها الجنسان، أو ترتبط بالعلاقة بينهما.
 
وتمنى  أن يكون يوم الإعلام العربي مناسبة لمُراجعة الرسالة الإعلامية وتطويرها لتصير كلمة حق وتنوير وبناء من أجل المُستقبل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق