‎الخجل و الحياء

الجمعة، 05 مايو 2017 02:44 م
‎الخجل و الحياء
عمرو يسري يكتب:

كثير من الناس عالقين في الخجل ومنهم من يعلم ومنهم من لا يعلم.. وللخجل أشكال وأنواع، فبداية نقول من الخجل ما هو صحي وما هو مرضي وله مرادفات في اللغة فيرتبط الخجل بالخوف ويرتبط بالحياء ويرتبط بالكسوف وله أشكال عديدة.
 
فمن الخجل ما هو اجتماعي فيرتعب الشخص من التحدث أمام الآخرين، ما يتسبب في إضاعة فرص نجاح في الدراسة أو فرص توظيف في العمل أو الظهور بمظهر غير لائق وبمستوى أقل من المستوى الحقيقي للشخص في تقديم محاضرة وشرح للآخرين، ومنه ما يضيع على الشخص حقوقه بعدم القدرة وأحيانًا التعفف خُلُقًا عن المطالبة بِالْحَق ومن الخوف ما يضَيِّع على الخائف فرص كثيرة للإستمتاع فالخوف من السفر بالطائرة يضيِّع الفرصة على القادر من الإستمتاع بالحياة والخائف من الإرتباط يضيع على نفسه فرص كثيرة للإنتفاع والإكتمال والسعادة والخائف من التوبة لكثرة المعاصي شكًَّا في سعة رحمة الخالق أذى نفسه أكثر من نفعه لها.
 
ومن الخجل والحياء ما يمنع الإنسان من التعلم بأن يستحي من السؤال فيعمل بدون علم فيأذي نفسه وآخرين، ومن الخجل ما هو وسواسي المذاق فلا تنفك فكرة الخجل والشئ المتعلق بها تُلِّح على الشخص حتى تتسبب في شلل تام عن التفكير أو الحركة أو كلاهما معًا ومع تكرار الاستسلام للخجل من الشخص وعدم مواجهته بالأسباب الصحيحة لإدارته إدارة صحيحة نافعة يتتطبع الإنسان بطبع الخجل.
 
‎والخجل والحياء المنطقي من أسمى وأرقى وأجمل صفات بني البشر يصون الإنسان من الإنتقال إلى طبقة مخلوقات الخالق من الحيوان في المأكل والتزاوج ويستحي الشخص من أكل المال الحرام ويصون بالخوف حياته فيحسب الحسابات ويأخذ بالأسباب ويحضِّر دائمًا بحركته في الحياة لما هو أفضل وأنجح فيسمو ويرتقي.
 
‎والخجول الحيِي صاحب إحساس بالأشخاص والأحياء والأصوات وحتى الجمادات لا يعرفه ضعيفي ومعدومي الحياء يعود على صاحبه بمتعة لا يختبرها ويشعر بها الآخرون فيقدر الشئ المعنوي الحسي تقديره للمواد والعكس غير صحيح ويعيش الحياة بأكملها لا يشعر بحصار الدنيا وسجنها الذي يحيا فيه من لا يخجلون ولا يستحون.
 
‎وعلى كل منا مراجعة درجة الخوف والخجل والحياء بداخله وضبطها على ما ينفع ويُتِم الحياة وعلى كل من يحيا بدرجة عالية من الخجل والحياء وربما الخوف الإنتباه لأن لا يقعوا فريسة معدومي الإحساس والذين يهوون إستغلال أصحاب الحياء والخجل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق