أقلام الحبر السري.. من مسلسلات الجاسوسية إلى لجان الامتحانات

السبت، 06 مايو 2017 03:09 م
أقلام الحبر السري.. من مسلسلات الجاسوسية إلى لجان الامتحانات
لجان الامتحانات - أرشيفية
تحقيق / أحمد جمال الدين ومصطفي مكي وريم محمود

 

ممرات الفجالة تبيع القلم الواحد  بـ80 جنيهًا.. وسط إقبال كبير من الطلاب على شرائها.

أدمن حملة«تمرد على المناهج التعليمية»: المناهج العقيمة التي تعتمد على حفظ والتلقين سبب رئيسي في ظاهرة الغش

كمال مغيث: أقلام الحبر السري تطور خطير في وسائل الغش.. ويجب تجريمها مثل المخدرات

رئيس امتحانات الثانوية: أقلام الحبر السري تهدد الأمن القومي المصري.. وسنقوم بإبلاغ الجهات السيادية لمنعها من التداول

 

«الحبر السري» جملة اعتدنا سماعها في الدراما التلفزيونية وتحديدًا المسلسلات التي تتناول قصص الجاسوسية، ولم يكن من المتصور انها سوف تنتقل بسهولة بين أنامل الصغار قبل الكبار بعد انتشارها داخل عدد من مكتبات شارع الفجالة التي تعلن عن بيع أقلام بكتابة «فوسفورية»،غير مرئية يتم قراءتها من خلال كشاف صغير ملحقة بتلك الأقلام  بسعر يصل إلى 65 جنيه للقلم الواحد والتي زادت سعرها خلال هذه الفترة لتصل إلى 80 جنيهًا مع بدء الامتحانات.

داخل  سوق الفجالة أحد اشهر  أسواق المنتجات المكتبية  والدراسية وتحديدًا في الشوارع الجانبية يقف «م.م»، أمام مكتبته الصغيرة المكونة من ارفف خشبية صغيرة  معلقة على احد الجدران ممسكًا بعدد من الأقلام المزكرشة  والتي يقوم بعرضها  بحرص شديد بشكل لا يتناسب مع مظهرها الطفولي  وتتراوح قيمتها من  65 إلى 80 جنيهًا.

«الأقلام ديه سعرها كل يوم في الطالع  ومكسبها حلو قوي»،هكذا تحدث الشاب العشريني  عن تجارة الأقلام  السحرية التي بدأ في بيعها بسبب الركود الذي أصاب تجارته نتيجة عدم مقدرته على مجاراة المكتبات الكبرى التي تتمتع بقدرة مالية ضخمة بجانب مكسبها المادي المرتفع، نتيجة الإقبال المتزايد عليها من الشباب الذين  يحرصون على شرائها للتهادي فيما بينهم، أو من الطلاب باعتبار أن هذه الأقلام يمكن استخدامها كوسيلة للغش.

 

لم يقتصر تواجد تلك الأقلام على  المكتبة السابقة فعل بعد 10 أمتار منها كان يتم بيع وتداول تلك الأقلام بكميات ضخمة داخل إحدى المكتبات الشهيرة هناك  وقال أحد العاملين بها«أن تلك الأقلام يتم تصنيعها في الصين ويقوم أحد كبار التجار في الفجالة باستيرادها»مضيفًا: على الرغم  أن تلك الأقلام حققت شعبية ورواج هائل داخل «الفجالة»، نظرًا للإقبال الكبير على شرائها ، إلا أن هناك من يخشى التعامل بها وبيعها خوفًا من «المشاكل» على حد قوله.  

 ومن جانبه قال الدكتور كمال مغيث، الخبير بالمركز القومي للبحوث التربوية: إن الاهتمام بالطلاب صغار السن هو أمر هام جدًا تهتم به جميع الدول الآخري، وأكد مغيث في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» أن هذه الفئة من الطلاب هما أكثر حساسية وعرضه للمؤثرات المختلفة، وأكد أن في عصر التكنولوجيا الحالي تم استحداث وسائل كثيرة للغش منها القلم ذات الحبر السريمؤكدًا ان هذه الاقلام تطور خطير في وسائل الغش ويجب تجريمها مثل المخدرات.

 

وأكد مغيث أن ظاهرة الغش ترجع إلى الصراع القائم الآن بين جيل الستينات وجيل التكنولوجيا الحديثة الآن والذي يخرج علينا دائما قائلا:« لو الامتحانات موجودة فين برضوا هسربها»، بجانب أن منظومة الامتحانات الحالية أصبحت عاجزة، فهي تقيس مدى تقييم الطالب من خلال ورقة لآخر العام في ساعات قليلة مؤكدا أنه يجب أن يكون التقييم تراكمي وليس التقييم بناء على ساعة في أخر العام الدراسي.

 

وقال طارق نور الدين معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إن  الغش في الامتحانات أصبح ظاهرة يجب التصدي لها بكل قوه خاصة  مع الابتكارات الحديثة التي تسهل إتمام  هذه العملية، وهو ما يستتبع بالأساس تغيير المنظومة التعليمية والابتعاد عن مناهج الحفظ والتلقين إلى البحث والابتكار.

عفاف العدوي، أدمن حملة «تمرد على المناهج  التعلمية»، قالت: إن انتشار وسائل الغش يرجع بصفة أساسية إلى المناهج الدراسية العقيمة التي يتم تدريسها للطلاب  خلال مدة زمنية قليلة لا تتناسب مع مساحة المناهج، التي تعتمد على الحفظ والتلقين، فضلًا عن اتساقها مع الواقع.

 وفي نفس السياق قال الدكتور رضا حجازي، بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وزارة التربية والتعليم تعمل  جاهدة على محاربة ظاهرة الغش في الامتحانات من أجل تقييم عادل لجميع الطلاب وهو ما يستتبع على الوزارة القيام بمجهود مضاعف نظرًا لأن وسائل الغش تتطور وتتخذ اشكال متعددة .

 وأوضح «حجازي» في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»،  إنه سوف يتواصل مع الجهات السيادية المسؤولة عن تأمين امتحانات الثانوية العامة لكي لا يتم استخدام هذا القلم السحري في عمليات الغش الحديثة، وكذلك يعمل على إبلاغ جميع الجهات المعنية لسحبه من الأسواق ، لأن استخدام تلك الأقلام أمر بالغ الخطورة لا يتوقف عند استخدامه في الغش الدراسي فقط ، وإنما يهدد الأمن القومي المصري..

وأكد رئيس امتحانات الثانوية العامة، أن حصول الطالب علي درجات بالغش ليس لها أي قيمة قائلاً:« لو جاب مجموع حلو دلوقتي في المستقبل مش هيكون بني أدم جيد».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق