من كيرلس إلى كارلا.. قصة زفاف مصري متحول جنسيًا في ألمانيا (صور)

لم يكن الأمر سهلا على «كيرلس مسعود» أن يعيش في المجتمع المصري وهو مكروه منبوذ من الجميع، لا يرى في وجوه من حوله إلا الكره ونظرات الخزي والعار، خاصة بعد سن الـ18 بعد أن شعر كيرلس بتغيرات فسيولوجية وصرح بها لكل من حوله قائلاً أنه يشعر بكونه أنثى وليس ذكراً.

استمرار معاناة «كيرلس» جعل والده يصطحبه إلى أحد الأطباء والذي قام بالكشف عليه ومن هنا بدأت قصة العذاب مع الأدوية الخاصة بهرمونات الذكورة والأنوثة، فقد أستمر الأطباء بإعطاء كيرلس هرمونات ذكورة لشهور تلو الأخرى، وبالرغم من خطورة هذا الأمر صحيًا عليه إلا أن حقن الهرمونات استمرت، واستمر الضرب والإهانات لكيرلس مع كل جرعة أدوية لضبط معدلات هرمونات الذكورة  في جسده.

هرب «كيرلس» إلى ألمانيا وقام بإجراء عملية تحول جنسي ليظهر الأنوثة التي بداخله، وغير سمه إلى «كارلا» بعد أن أكد الأطباء في ألمانيا أن حالة كيرلس سابقًا، وكارلا حاليا، حالة تستوجب التغير إلى أنثى وليس من باب التحويل من أجل الرغبة، ولكنها حالة ملزمة بالتغيير نظرًا لزيادة نسبة هرمونات الأنوثة في جسد كارلا وتدني نسبة هرمونات الذكورة رغم محاولة الأطباء زيادة نسب هرمونات الذكورة.

المجتمع الشرقي بدوره لم يترك «كارلا» لتعيش حياتها الجديدة، رغم ما تعرضت لها من عذابات وإهانات من الأهل والجيران وأصدقاء الجامعة حتى الأب، فراحوا يتابعون صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» وقاموا بسبها وقذفها أكثر من مرة والعمل على اختراق حسابها، وكأنها هي المسئولة عن زيادة نسبة هرمونات الأنوثة في جسدها.

تعرضت «كارلا» إلى الإهانات التي أدت إلى تشوهات نفسية كبيرة استمرت في معالجتها على مدار سنوات من عمرها، وكانت معرضة للانتحار نتيجة لحالتها النفسية السيئة التي وصلت إليها بعد ما تعرضت له من المجتمع ومن أقاربها ومن حولها، فقد دفعت الحساب كاملاً عن كل يوم عاشته كرجل وسط مجتمع مصري شرقي، ولكن «كارلا» أعطت درسا في قوة التحمل والإيمان بالنفس، فهي الآن تعيش مع زوجها في ألمانيا، كما استخرجت جواز سفر ألماني، وهو اعتراف صريح من الحكومة الألمانية بهويتها كأنثى ورغم كل هذا إلا أن السباب في حق «كارلا» مازال مستمرًا.

موضوعات متعلقة

هل يحضر البابا تواضروس ذكرى الأربعين لشهداء طنطا والإسكندرية؟