هل يسير ماكرون على خطى «ديجول» في فرنسا؟

فاز إيمانويل ماكرون بالانتخابات الرئاسية أمام منافسته ماري لوبان، ليصبح أصغر الرؤساء الفرنسيين سنًا، الأمر الذي يطرح عده تساؤلات عن شخصيته وبرنامجه الاقتصادي والسياسي المعلن من قبل، حيث ترصد «صوت الأمة» في هذا التقرير كافة المعلومات عنه بعدما حصل على 65.5% من الأصوات في النتائج الأولية بحسب الصحف الفرنسية.

ويبلغ إيمانيول ماكرون من العمر 39 عاما، ورفع شعار في حملته الانتخابية «إلى الأمام»، ولد بمدينة آميان الفرنسية، وعمل كمصرفي لدى بنك روتشيلد في فرنسا قبل دخوله عالم السياسة، كما شغل منصب نائب الأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية للرئيس فرانسوا هولاند، في عام 2012 ، وبعد ذلك، تولى منصب وزير الاقتصاد والصناعة والاقتصاد الرقمي في حكومة مانويل فالس الثانية.

ويحمل الرئيس الفرنسي الجديد على عاتقه فكر مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة شارل ديجول ففي رده على سؤال بشأن الشخصيات التاريخية التي قد تكون قريبة منه فى السلوك، قال «ماكرون» إنه معجب بعمل الجنرال شارل ديجول، لكنه لا يريد أن يشبه نفسه به، حيث إنه لا يملك تاريخه أو شخصيته.

وأسس «ماكرون» حزب «إلى الأمام»، وهو حزب سياسي وسطي وليبرالي اجتماعي فرنسي، في حين تمثلت أهداف الاقتصادية التي وضعها في حملته الانتخابية في خفض الإنفاق العام بقيمة 60 مليار يورو وعمل خطة تحفيز اقتصادي بـ 50 مليار، وحماية الصناعات الأوروبية، من خلال تعاون أكبر مع الاتحاد الأوروبي، وتسريع دراسة طلبات اللجوء والترحيب بالمهاجرين.

وفيما يخص الإسلام فإن ماكرون فلديه نظرة مختلفة عن منافسته الخاسرة ماريان لوبان، حيث أكد قبل ذلك أن فرنسا لديها عدو وهو داعش، لكن التنظيم ليس الإسلام، مشددًا على «تساوي مكانة جميع الأديان في المجتمع الفرنسي».

وفيما يخص محاربة الإرهاب، قال إنه لن يتخذ أي خطوات جديدة فيما يتعلق بالإرهاب، واستبعد ما وصفه بالسياسات الرمزية، مثل سحب الجنسية الفرنسية من المتورطين في أعمال إرهابية من ذوي الجنسية المزدوجة، وهي سياسات قال إنها ستقسم البلاد.

وأضاف أنه لن يقبل أبدًا أن يوسم الناس بناء على دينهم أو معتقداتهم، كما أنه يرفض أي تعصب على أسس دينية، وقال إن الأمر المهم هو جعل الإجراءات الأمنية المتخذة حاليًّا أكثر فعالية.

ولكنه وعد أيضًا بتجنيد 10 آلاف عنصر شرطة جديد، كما ركز ماكرون على ضرورة إصلاح العلاقات بين الشرطة والمجتمعات التي تعمل فيها، وعلى وجه الخصوص العلاقات بين الشباب والشرطة.

ويعد فوز ماكرون مهم جدًا للاتحاد الأوروبي، فمن المؤكد أنه سيبقى على مصالح اليورو، اعتبرت صحيفة «التليجراف» البريطانية، أن فوز ماكرون، ربما سيغير من سياسة بريطانيا، ومحادثاتها للخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، يأتي ذلك تزامنا مع استطلاع رأي أجرته مؤسسة «أوه أر بي» أن ثلث الناخبين في المملكة المتحدة يستعدون للتصويت في  الانتخابات العامة الشهر المقبل، وذلك لمنع خروج صعب لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبدروه ستحرم رئيسة الحكومة تريزا ماى من تحقيق فوز كبير، على الرغم من انتصار المحافظين في الانتخابات المحلية.

موضوعات متعلقة: