«صغيرات على الحب»..طموحهن العريس والدبلة والكوشة

الجمعة، 12 مايو 2017 07:55 ص
«صغيرات على الحب»..طموحهن العريس والدبلة والكوشة
زواج - أرشيفية
الشرقية-سها الباز

بالرغم من حياة الشقاء اللاتي يعشنها فبعضهن يمتلكن وجوها بها مسحات من جمال، فتيات صغيرات مابين الثالثة عشر، والتاسعة عشر، والقليل منهن تجاوزن ذلك.

قرية صغيرة تسمي العزازي بالشرقية، تعمل بها كل الفتيات من سن صغير جدا، سواء في الحقل أو في المصانع، وﻻ يعبث أهلهن بتعلمهن إلا نادرا، ويتزوجن في سن صغيرة

تقول ورده.ع.م 17 عاما :«لي 5 شقيقات، ووالدي ﻻ يمتلك أرضا بل يستأجر فدانيين، وتساعده أمي واثنين من شقيقاتي، أما أنا وشقيقتي الصغري 14 عاما فنعمل بأحد المصانع، حتي نستطيع توفير، الشوار الخاص بأختي الكبرى.» 

وتروي وردة، حكايتها مع التعليم قائلة أنها لم تكمل المرحلة اﻹبتدائية، فمعظم بنات القرية، ﻻ يشغلهن سوي العمل والنقود، والزواج، فالحالة المادية ﻻ تسمح بتكاليف التعليم. 

وتبتسم محاولة وضع طرف الطرحة التي ترتديها علي وجهها ﻹخفاء خجلها:« أنا طلعت لقيت البنات في سن 14 ، 15 متجوزين وفيهم بنات في السن دا مخطوبين، ولقيت مفيش حد بيهتم بالتعليم، دائما أمي تقول، البنت مالهاش غير بيتها، واللي نصرفه علي التعليم، نزوجكم به»

أما فاطمه أوبطه 16كما ينادوها، فتقول:« اشتغلت وأنا عندي 8 سنين مع والدي في الغيط وبعدين، اشتغلت في مشاتل الفراولة، والطماطم، وشتل اﻷرز، وباخد الفلوس أشتري بيها ألمونيوم وصيني لنفسي، لحد لما أتخطب، أكون كملت إحتياجاتي، وعن تعليمها قالت مبعرفش حتي أفك الخط، هعمل ايه بالتعليم ونجيب فلوس منين للدروس، عندي اخويا الصغير، 3 إبتدائي، مش ملاحقين عليه مصاريف، وبعدين مفيش حد هنا من البنات بيفكر في التعليم، حلمنا هو العريس، الجهاز، الزواج»

وتروي وفاء 17 عاما كيف تأخرت بالزواج،قائلة:«سن الزواج هنا 16 دا العادي، و17 كدا أنا عنست، ودائما أمي تقول، فاتك القطر، وتابعت القرية كلها مفيهاش واحدة  تجاوزت العشرين ومتجوزتش، ﻻ نعلم شيئا عن العالم الخارجي، ﻻ وزير، وﻻ بنهتم سوي بالعيش والعيشة وبس.

فتيات صغيرات حظهن من التعليم قليل، ومن الوعي أقل، ومن الشقاء الكثير لذا وقعن فريسة

تروي س.ع والدة  ف.م قصة ابنتها قائلة:«كانت تعمل بأحد المصانع، فترة طويلة، وكانت  تذهب مع البنات من اهل البلدة صباحا ويأتون قبيل المغرب وذات يوم لم تأتي كعادتها، وذهبت ﻷسأل عنها، فقالوا انها لم تذهب معهم إلي العمل، وذهبنا للبحث عنها، ولكن دون جدوي، وبعد 3 أيام من الخوف والقلق، أخبرتني صديقتها بأنها تزوجت من شاب يعرفونه جيدا»

وأضافت:«ودارت بي الدنيا، وحاولنا الوصول إليها، وبعد عدة محاوﻻت، أخبرتني أنها تحبه، وﻷنها ليست جميلة،  فقد فرحت به حينما تقرب اليها، فبشرتها السمراء القاتمة والتي حالت دون تقدم أحد اليها»

وﻷنها تستمع لحكايات البنات عن الحب والزواج، وﻻ تستطيع منافستهن في ذلك، فقد استسلمت له، ونال منها، ماليس له بحق، وعندها، هربت معه وتزوجها عرفيا، حتي تكاتل الجميع وتزوجها شرعي.

الفتيات في أغلب القري الأكثر فقرا تحتاج إلي وعي وحملات توعية تخرج بهن من ظلمة الجهل والتقاليد التي تملكت عقولهن عن الزواج والبيت إلي حيث دور المرأة في المجتمع وتعريفها بحقوقها، وواجباتها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق