صلاح الدين الأيوبي بين الواقع والسينما

الجمعة، 12 مايو 2017 05:46 م
صلاح الدين الأيوبي بين الواقع والسينما
صلاح الدين
كتب- حسن شرف

 
بعد نقاش ساخن بين قائد المعركة صلاح الدين الأيوبي (أحمد مظهر)، وعدد من رجاله المقربين، حول ضرورة شن هجون على الصليبيين، في المساء، لتلقينهم درسا قاسيا حتى لا يفكروا في تكرار الغزو مجددا، رفع سيفه استعدادا لإعطاء إشارة الهجوم.. إلا أنه بعد لحظات أغمده، وذهب حيث يقف رجله المسيحي عيسى العوام (صلاح ذو الفقار)، وهنأه بعيده:«كل عام وأنت بخير»، ووجه حيثه إلى رجاله في الزاوية الأخرى من الخيمة منتظرين قراره بشن الهجوم لإبادة الغزاة، قائلا لهم:« أهنأتم أخاكم عيسى وإخوانكم المسيحيين بعيد ميلاد السيد المسيح».
 
download
 
ليتجه الجميع نحو العوام وفي أعينهم ونبرات صوتهم فرحة العيد، وكسهامهم التي يطلقونها في الحرب وجهوا إليه التهنئة:«كل عام وأنت بخير يا عيسى.. كل سنة وانت طيب يا عوام».
 
وبعدها نظر الناصر صلاح الدين، إلى زاوية الكاميرا، حيث يقف خلفها المخرج الراحل يوسف شاهين، وقال:«أعلن إلى جنودنا المسحيين، أننا لن نحارب الليلة، فلننتظر حتى ينتهي العيد».. وهو مشهد عبقري جسد من خلاله يوسف شاهين جوانب أخرى لشخصية صلاح الدين الأيوبي.
 
وحارب صلاح الدين الأيوبي الصليبيين من أجل الحفاظ على القدس إسلامية، وكانت تلك الشخصية مصدر إلهام صناع السينما حيث ظهرت فى نسختين الأولى مصرية، وهي التي بدأنها بمشهد منها،  وكانت تحمل اسم «الناصر صلاح الدين» والثانية أجنبية حملت عنوان  «مملكة الجنة» ولكن احتوت النسختان على بعض الحقائق والأحداث التاريخية الواقعية، إضافة لأشياء من وحي المعالجة السينمائية.
 
حيث احتوى فيلم الناصر صلاح الدين، بطولة أحمد مظهر ونادية لطفي وصلاح ذو الفقار، وإخراج يوسف شاهين، على بعض المغالطات التاريخية منها خلق شخصيات وهمية بعيده على الواقع التاريخي مثل شخصية فيرجينيا، ولويزا قائدة الهوسبيتاليين فضلا عن شخصية عيسى العوام حيث كانت شخصيته موجودة بالواقع ولكنه كان مسلما ومات غرقا أثناء حصار «عكا».
 
salahuddin
 
ومن بين الأحداث غير الحقيقية أيضا وفقا لما ذكرته بعض الكتب التاريخية على سبيل المثال قصة الحب بين عيسى العوام ولويزا، وكذلك إصابة ريتشارد بسهم عربى مسموم بمؤامرة من الدوق آرثر ومن الأحداث المُضافة أيضا المبارزة بين صلاح الدين الأيوبى والسفاح إرناط، فما ورد فى كتب التاريخ أن إرناط أُحضِر إلى خيمة السلطان مُكبّلاً فى الأغلال.
 
وقال له صلاح الدين:«ها أنا انتصر لمحمد صلى الله عليه وسلّم»، وذلك ردًّا على قول إرناط:«قولوا لمحمدكم يخلصكم» وهي المقولة التي قالها للأسرى المسلمين عندما ذكّروه بالهدنة الموقعة بين صلاح الدين وملك بيت المقدس، بعد خرق إرناط لها ومهاجمة قوافل الحجاج المسلمين الآمنة وأسرهم وفى هذا اللقاء عرض صلاح الدين على إرناط اعتناق الإسلام، ولكنّه أبى، فأخذ صلاح الدين خنجره المعقوف وضرب ذراع إرناط ففصله عن كتفه، ثم قامت حاشية صلاح الدين بقطع رأسه، وكانت نهايته.
 
كانت المواجهة مع الملك ريتشارد ومعاهدة الرملة آخر أعمال صلاح الدين، إذ إنه بعد وقت قصير من رحيل ريتشارد، مرض بالحمى الصفراوية يوم السبت في 20 فبراير سنة 1193م، وأصابه أرق فلم ينم الليل إلا قليلاً، وأخذ المرض يشتد ويزيد، حتى قال طبيبه الخاص، إن أجل السلطان أصبح قاب قوسين أو أدنى، واستمر المرض يشتد حتى انتهى إلى غاية الضعف، وبعد تسعة أيام حدثت له غشية وامتنع من تناول المشروب، وتوفي صلاح الدين فجر يوم الأربعاء في 4 مارس سنة 1193م، الموافق 27 صفر سنة 589 ه، ودفن في دمشق.
 
 وقال الكاتب تقي الدين المقريزي، في كتابه «خطط المقريزي»: «كان هناك عدد كبير من الأهرامات في منطقة الجيزة، هدمها صلاح الدين بأكملها وأخذ حجارتها ليبني بها قلعته المعروفة باسمه تحت سفح جبل المقطم، والسور المحيط بالقاهرة، ولم يتبق منها سوى أعظمها والمعروفة حاليًا باسم هرم خوفو، وهرم خفرع، وهرم منقرع، وهي التي لم يقو الزمن ولا صلاح الدين على تدميرها».
 
 وكانت قد أثارت المقابلة التي أجراها الإعلامي المصري، عمرو أديب، مع الكاتب، يوسف زيدان، في برنامجه «كل يوم» ضجة كبيرة عبر وسائل الإعلام.
حيث تحدث زيدان، عن مواضيع عدة مثيرة للاهتمام، حيث قال في اللقاء الذي عرضته فضائية «ONE»، إن التنوير في تراجع شديد، حيث بدأت حالة الانحدار في الثقافة المصرية منذ عام 1952، مشيرا إلى أن الثقافة، صناعة ثقيلة وتحتاج جهدا وعناية ووعيا عاليا من الجميع.
 
 وأوضح يوسف زيدان أن قصة «وا إسلاماه» تزيد إحساس العنف عند الأطفال، وكلها مغالطات تاريخية، مضيفا: «صلاح الدين وقطز والكلام ده.. التاريخ الحقيقي مش كده».
 
 وأشار زيدان، إلى أن صلاح الدين الأيوبي، ليس بالشكل الذي قدمه الفنان، أحمد مظهر، موضحا أن ذلك الفيلم من خلق مؤسسة الحكم، في الفترة التي قدمت فيها، يوسف شاهين ووظفته.
 
وطالب عمرو أديب، الكاتب يوسف زيدان، بتوضيح هذه الفكرة بشكل أعمق، ليرد بالقول: "صلاح الدين الأيوبي من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني"، ذاكرا أن هذه الجملة ستشكل ضجة إعلامية كبيرة.
 
وقال يوسف زيدان، إن مُؤسس الدولة الأيوبية (التي وحدت مصر والشام والحجاز واليمن في ظل الراية العباسية)، «قام بجريمة لا إنسانية ضد الفاطميين، حيث عزل الرجال في مكان والنساء في مكان، بحيث أن الذكور لا يروا أنثى، فانقطع النسل، كما أنه حرق مكتبة القصر الكبير». 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق