سر رجالي جدا
الخميس، 18 مايو 2017 12:31 م
-نفسي نتفسح سوا يا فتوحي ..
-عنيا يا فزفوزتي ..
خدها و طلع علي بلطيم بلبطوا سوا مع عشوة سمك فل ..
وفي نفس المكان من الكرة الارضية كان نفس الحوار بيدور لكن بطريقة تانية :
-أي ويش وي ريللي تيك ا كبل اوف دايز اوت أوف إني ثينج يا ماي بيبي فتحي ..
- عيوني ماي بيبي فوزية ..هيير إن إيجيبت أوك .. بت أي كانت ترافل اوت ناو ..
خدها و طلع علي هاسيندا.. مارينا واحتمال تلال ..عزمها علي أضواء الشموع في سي جل ..
المهم في المشهدين,
رجعت فوزية ( مستكنيسة ) وهي في حضن فتوحي حبيبها فارس أحلامها, ياه!! أخيرا شافت نظرات حبه لها القديمة ..
شاف هو في عيونها نظرات تقدير وامتنان ..
ولما رجعوا تخيلت ان هما خلاص رجعوا تاني زي زمان حيث الحب و الوَلَهَان..
وهوووب فجاة بتكلمه لقته منفّض لها ..وبأسلوب جاف بيقول لها :
-معلش حبيبتي مش قادر اسمع دلوقتي ..فبعدت ورجعت تاني مستغربة تسأله السؤال الأكثر إستفزازا لأي فتحي أصيل :
-مالك ..
-مافيش يا ستي..
- ماحنا كنا كويسين..يا حبيبي إيه اللي جري ؟
-وحد قال أننا دلوقتي وحشين!!
-امال بتكلمني كده ليه يا فتحي ؟ ( وبدأت يبان علي وشها علامات بداية المعركة والنكد الفوزاني الاصيل )
شافها داخلة عليه بزعابيب أمشير .. قام رد قالها :
-انا فيه ايه ..ااااه انتي بتدوري علي النكد مش كده .. وحشك صح ؟؟
أحضر حقيبته وفر هاااربا وبسرعة من ساحة المعركة ..
أما فوزية اللي لسه يا عين والدتها راجعة من يومين غرقت فيهما في الحب حتي أذنيها, فبالطبع لم تفهم لماذا تغير فتوحي معها ..
فالكائن الفوزية لا تبعد عن الرجل ابدا, إلا إذا كانت لا تثق فيه أو لم تعد تحبه ..وبالتالي القاموس الفوزاني لا يفهم إبتعاد فتوحي الفجائي ..
طيب إيه السر الرجالي العظيم ؟
شوفي يا سيدتي الجميلة .. الحب عند الكائن الفتحي غريب بالنسبة لنا .. ( هووبة يقرب : - "بحبك " ..هووبة يبعد وتلاقيه بيقولك : -" إبعدي شويتين كده ")
فيما يطلق عليه ( دورة الحب الفتحاوي الرجالي ) زي البرفان الرجالي والبنطلون الرجالي والحزام الرجالي وهكذا ..
وعلي ذكر الحزام يقول الكاتب جون جراي في كتابه ( الرجال من كفر عبده ..النساء من كفر أبو زعبل ).. أن الرجل زي الحزام المصنوع من المطاط .. لما يبعد عنك, إطمني راجع زيه زي المطاط كده ..
فحقيقة الأمر أن الرجال يخافون الإقتراب الشديد من المرأة .. هذا الذي يشعرهم بالخوف من فقدان مساحتهم الخاصة .. من إحساس ما ذكوري بحت ..موجود بعمق داخله منذ أن كان يعيش مع قبيلته الفتحاوية قبل أن يلتقي بفوزية ..
أما المراة الفوزية فهي تعشق الإقتراب الشديد من الرجل .. والإهتمام بتفاصيله الصغيرة ..بتحب أنها تحبه وتهتم بيه ..وتراعيه .. وكأنها في قبيلتها الفوزاوية, عندما كانت أيضا تعتني بزميلاتها ..
يمعني آخر :
الرجل يحب .. ثم يبتعد . .عشان يرجع يحب من تاني ..
إنما المرأة تحب .. فتقترب أكثر وأكثر واكثر .. وإذا بها متفاجئة أن حبيبها – منفض لها – فتنهار ..
وكل المصيبة عندما تفسر بعده عنها علي النحو التالي :
1-أن بعده راجع لخطأ إرتكبته هي في حقه ..وهنا يبقي ضروري تلاحقه عشان تفهم زعلته في إيه ..
2-أن بعده راجع لفقدان ثقته فيها .. (عنده موضوع شاغله ومبيثقش فيها فمش حيقولها ) ..وهنا يبقي ضروري تعاقبه علي عدم ثقته ..
3-إن بعده راجع لكونه إنسان وحيد الخلية لا يصون الحب ولا له في العشرة الحلوة ..
وفجأة تدق طبول المعركة .. و يعلو النكد في المنزل .. وتغلطوا في بعض والحقيقة ان بعده ليس كما فسرتيه هو بس :
-كان عايز يبعد شوية عشان يعرف يرجع لك تاني ..
ويتبقي بينكم خلافات أكبر بكتير من مجرد (دورة حب رجالي ) ..
هل كل الرجال يعرفون هذا السر العظيم عن أنفسهم ؟؟
الحقيقة لا . .فتنشئة الرجل الصحيحة هي الأساس ..
أما لو شُوِهت تلك الدورة وأرتبطت لا واعيا لدي فتحي وهو صغير بالألم .. مثل أنه شاهد امه منهارة بسبب بعد أبيه عنها او ما إلي ذلك ..
فلن يدري للأسف أنه لكي يرجع له من جديد شوقه وحبه لفوزية, فسيحتاج أن يبتعد ..
هذا الرجل الحساس الذي إعتاد (ملاصقة زوجته ) ومشاركتها في كل شيء .. هو يتضاد مع طبيعته ..
وبالتالي سيكون عصبي المزاج ..حاد .. سلبي في طريقه تفكيره لأنه مش مرتاح ولا مريح نفسه ولا اللي حواليه ..
هو إنسلخ عن طبيعته فصار غير قادرا علي السيطرة علي نفسه وإستعادة شعوره الغريزي بالرغبة في الإستقلال ..
هذا رجل فتحاوي لكنه لم يعيش في قبيلته الذكورية .. التي تعشق الحرية والإستقلال ..
وأسألوا أي كائن فتحاوي عن قسمه الذكوري الذي لا يفرط فيه ابدا ولا يميل مهما كان :
- أصون حريتي وإستقلالي .. وأبذل في سبيل ذلك كل غالي ونفيس .. وعلي جثتي لو حد هوووب ناحية حريتي ..
( هو ليه الفوزيات مبيعملوش كده هما كمان ؟؟ .. سؤال إعتراضي ليس له إجابة حتي الآن )
وهناك أيضا الرجل الفتحاوي من نوعية صارمة جدا .. يعرف جيدا كيف يبتعد عن فوزيته سواءا سمحت له أم لم تسمح .. لكنه في نفس الوقت لا يعرف كيف يقترب منها من جديد ..ولا كيف يحرك مشاعرها نحوه ..
والنوعان السابقان من الكائنات الفتحاوية, متطرفة ..
والصح إن فتحي لما يحس برغبته في الإبتعاد عن فوزيته إنه يقولها :
-فزفوزتي .. محتاج أبقي لوحدي شوية .. سيبيني من فضلك ..
وتتفهم هي وقتها (بعقلها الواعي وليس بأحاسيسها ) أن فتوحها مازال يحبها, لكنه – ولأنه من كوكب كفر عبده - يحتاج أن يلملم كيانه ليشعر من جديد بالتحرر والإستقلال ..
طيب مش مقتنعة وعايزة تغيريه ؟؟
أوعدك أنه سيبعد عنك طول حياتك .. وأعدك بإنك هكذا تسيرين بحياتك الزوجية تجاه منحدر الفشل .. أو الخرس الزوجي والملل ..
لأنك – إن لم تقتنعي – ستسلكين طريقا من إثنين :
1-إما الجري وراء فتوحك لأنه في إبتعاده عنك غياب لأمانك الشخصي .. أنتِ معتمدة عليه نفسيا تماما ..
وبالتالي : تلاحقيه أمنيا من غرفة لأخري أو تليفونيا حتي تشبعي لدي ذاتك إحساسك بالأمان المُفتَقد في غيابه ..
او تسهبين في ذكر محاسنه (يعني يمكن يكون فاهمك غلط ولا حاجة ) ..
أو تتقمصي وتلعبي دور الضحية (الست المجروحة الوحيدة اللي جوزها سابها في عز ما كانت حاسة معاه بالأمان ..
أو لو كنتي شخصية منطقية عقلانية تبدأين رحلة (ال ليه ؟؟ ) .. ليه بتبعد عني ؟ ليه متغير من ناحيتي وهَلُم جرا ) ..
2-وإما معاقبته أَّيّما عقاب عندما يرجع لكِ محبا كما كان سابقا بسوط اللوم علي إبتعاده أو رفضه ..
ووقتها سيدرك أنكِ لا تتقبليه كما هو ..
وسيشعر تجاهك بالفتور والخوف من تكرار إبتعاده ..
وشيئا فشيئا سيرفضك لانك سترتبطين لا واعيا في عقله بالألم ..
عزيزتي كل فوزية :
مؤلم هو وقاس هذا الكائن الفتحي أعلم ذلك ..
فكلما صرنا متحابين .. كلما خاف علي إستقلاله وجري مبتعدا خشية هذا الإلتصاق, الذي تعشقه كل فوزية وتري فيه منتهي الأمان ..
ولكن قليل من العقل .. يصنع بعضا من التَفّهُم .. ليدوم بينكما الحب يا فوزيتي الجميلة ..
وخليكي عارفة :
(كل ما حتجري وراه وقت إبتعاده عنك, كل ما حيجري منك وحيحس إنك بتخنقيه ) والعكس بالعكس ..
(وكل ما حتعاقبيه وقت رجوعه لكِ, كل ما سترتبطين في عقله بالألم فبيتعد عنك وقتها لأنه لم يعد يحبك فعلا ) والعكس بالعكس ..
وهذا سيتطلب منك ان تكوني أنتي ايضا مستقلة ..
أن تكوني أنتِ ..
أن يكون لديك إستقلالك النفسي وكيانك ومشاغلك التي تشغل كل وقتك في غيابه ..
أن تكوني شخصية حرة لها كيانها الخاص الذي تستمتع به إن كان فتحي قريبا أو بعيدا ..
عزيزي الكائن الفتحي :
عندما تجد نفسك يتملكك الشوق من جديد لفوزيتك اللي تَفّهمّت علي مضض كونك من كوكب تاني..
دمه تقيل ولا يقدر فيضان المشاعر الفوزاني الأصيل ..
متنساش وقتها تاخد بالك أنك تديها وقتها عشان هي كمان تقدر من جديد تستشعر حبها لك..
لانها غالبا عشان تعرف تتعامل في فترة بعدك عنها, حتشغل نفسها بأشياء غيرك .. حتبقي هيه كمان مستقلة ..
وده حيخلي مشاعرها تبرد . .لانها مش زيك من نفس الكوكب ..( البعد بالنسبة لها معناه = جفاء ) فالدور هنا عليك إنك تقرب ..
كيف نترجم هذا السر الرجالي الاعظم في صورة عملية ؟؟
الإجابة بسيطة .. أجازة زوجية أسبوعية ليوم واحد ..
أجازة من الزواج نفسه .. حتي لو فضلتوا في بيت واحد ..لكن إجعلوا هذا اليوم وكأنكما في فيلم (غريب في بيتي ) ..
علّقوا بينكم ( ستارة ) نفسية .. كأنه مش موجود بالنسبة لك .. وكأنك مش موجودة بالنسبة له ..
عشان ميبقاش فيه ملل زوجي .. عشان متنتهيش قصة حبكم ..
عشان تفضلي في عيونه فزفوزته حبيبته .. ويفضل في عيونك فتوحي فارس أحلامك ..
عشان الحب أساسه لكِ وله هو :
( حريتكِ و حريته )