أصحاب "الخوذ البيضاء".. صناع الأمل وأصحاب قبلة الحياة يفوزون بجائزة محمد بن راشد

الأربعاء، 24 مايو 2017 03:00 م
أصحاب "الخوذ البيضاء".. صناع الأمل وأصحاب قبلة الحياة يفوزون بجائزة محمد بن راشد
جائزة محمد بن راشد
كتبت أمنية فايد

من وسط اليأس المحدق، وتحت القنابل التى تهطل بغزارة، فتقتلع الحجر والبشر، وتشيع الموت والخراب، يلوح أمل بحياة ممكنة، أمل متدثر ببعض البياض، يسارع لانتشال بقايا روح أو أنفاس لاهثة من تحت الأنقاض.. هؤلاء هم رجال الدفاع المدنى السورى، هؤلاء هم صناع الأمل، أو "الخوذ البيضاء" كما يعرفهم العالم، الذين يقتنصون الحياة اقتناصاً من بين ركام الأنقاض ونزيف الدماء في سوريا الجريحة. هؤلاء مقدرون من كل الجهات لعطاءهم  الكبير من دون حساب ومؤخرا فازوا بجائزة صناع الأمل التي تطلقها مؤسسة محمد بن راشد  نائب رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة حاكم دبي 
 
تأسس الدفاع المدنى السورى فى العام 2013، كمنظمة تطوعية حيادية غير منحازة لأى جهة سياسية، حيث تركز نشاطه فى البداية فى منطقة حلب وريفها قبل أن يمتد ليشمل مختلف مناطق الصراع فى سوريا، البداية كانت مع 25 ناشطاً، تطوعوا لإنقاذ حياة من وقع تحت أنقاض القصف العنيف الذى كانت تتعرض له مدينة حلب آنذاك، وسرعان ما أصبح لهم دور أكبر، خاصة مع انضمام عدد متزايد من المتطوعين لهم، متخذين من الخوذة البيضاء رمزاً للأمل الذى يتطلع إليه ملايين السوريين.
 
اليوم، يعمل مع "الخوذ البيضاء" أكثر من ثلاثة آلاف متطوع، تركوا مهنهم التى عرفوها قبل الحرب، كمعلمين ومهندسين وخبازين وخياطين وكهربائيين وغيرهم، لتصبح مهنتهم المشتركة إنقاذ الحياة بأى ثمن، حتى وإن دفعوا حياتهم ثمناً فى سبيل ذلك، سباقين إلى مواقع القصف، نابشين بأيديهم العارية عن أى حياة أو نبضات واهنة تحت أكوام الحجارة والرمال، حتى إذا نجحوا فى انتشال رضيع على قيد الحياة بكوا تأثراً وابتهجاً، شعارهم فى ذلك قوله تعالى: "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جميعا".
 
فى كل يوم، يودع رجال الدفاع المدنى السورى أسرهم مدركين أنهم قد لا يرونهم ثانية، فالموت يتربص بهم فى كل وقت، والقصف الوحشى لا يستثنى بالضرورة من يعتمر خوذة بيضاء، فقد فقدوا حتى اليوم 189 متطوعاً، لكن ما يعوض هذه الخسارة المؤلمة أنهم أنقذوا أكثر من 94 ألف شخص، ما يعنى أن تضحياتهم لم تذهب سدى، وأن الأمل الذي يصنعونه يومياً يستحق الثمن الغالى الذى يدفعونه من أرواحهم ودمائهم.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق