حادث المنيا الإرهابي| «وقاتلوا المشركين كافة».. داعش هدد في 19 فبراير

الجمعة، 26 مايو 2017 01:39 م
حادث المنيا الإرهابي| «وقاتلوا المشركين كافة».. داعش هدد في 19 فبراير
داعش _أرشيفية
محمد الشرقاوي

وجه تنظيم «داعش» الإرهابي، رسالة تهديد مباشرة للأقباط في 19 من فبراير الماضي، خلال إصدار مرئي، قال فيه إن الأقباط هم الهدف الأول والمفضل، بعنوان «وقاتلوا المشركين كافة»؛ في محاولة لفك التلاحم بين طوائف المجتمع المصري وضرب الاستقرار داخل البلاد.

knani1

الإصدار جاء بعد أحداث كنيسة البطرسية بالعباسية، وكان بمثابة إطلاق الضوء الأخضر لاستهداف الأقباط المصريين، وأعقبه حادثي تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، على شكل فيديو مدته نحو 20 دقيقة، وهو مخصص للهجوم على أقباط مصر حيث يقلل من أعدادهم، ويزعم أن لهم علاقات بما أسماه “الدول الصليبية” ودوائر النظام المصري.

map
 

في أول مايو، كان أمير ما يسمى «جنود الدولة في مصر» في حوار مع صحيفة التنظيم «النبأ»، قال: «نحذركم ونشدد عليكم بأن تبتعدوا عن أماكن تجمعات ومصالح النصارى وكذلك أماكن تجمعات الجيش والشرطة وأماكن مصالح الحكومة، السياسية منها والاقتصادية، وأماكن وجود رعايا دول الغرب الصليبية وانتشارهم ونحوها. فكل هذه أهداف مشروعة لنا ويسعنا ضربها في أي وقت».

أطلق مسلحون مجهولون، الرصاص على أتوبيس يقل عددًا من الأقباط، أثناء سيره على الطريق الصحراوي بالمنيا قادمًا من بني سويف، أسفر عن استشهاد 25 شخص وإصابة 25 آخرين حتى الآن.
 
title

واحتفت صفحات تابعة لتنظيم داعش الإرهابي بالحادث الإرهابي، زاعمين أن من أسموهم «جنود الخلافة»، رغم أن التنظيم لم يعلن في بيان رسمي عن ذلك.

على مدار الأشهر الماضية، استهدف التنظيم تجمعات للمسيحين أولها في يناير وثانيها في أبريل تفجير كنيسيتي طنطا والإسكندرية، وأعلن في بيانات رسمية عن ذلك.

هناك مؤشرات تؤكد أن داعش هو المسئول عن الوحيد عن الحادث، فالتنظيم سبق وأعلن عن وجود خلايا له في صعيد مصر، أسمها «ولاية الوادي»، وكانت تلك محاولة لإنشاء ولاية على غرار «سيناء»، غير أن قوات الأمن أحالت دون ذلك.

ولاية الوادي

ولاية الوادي مثلت أكبر أوهام التنظيم الإرهابي في مصر، الذي سعى لإيهام الرأي العام الدولي بأنه استولى على أراضي مصرية أصبحت تحت سيطرة مجموعاته المسلحة النشطة خارج نطاق محافظة شمال سيناء، التي يتمركز فيها عناصر ما تسمى بـ«ولاية سيناء».

التقارير الأمنية وفرت بنك معلوماتي للجهات القضائية، مثلت ضربة كبرى لمخططات التنظيم في مصر، ساهمت في إحباط خطة إعلان تأسيس إمارة إسلامية تتبع التنظيم الأم في العراق وسوريا، وضرب الهيكل التنظيمي في المحافظات المصرية.

ووثقت التقارير الأمنية اعترافات بعض قيادات تنظيم «داعش»، الذين سقطوا في قبضة قطاع الأمن الوطني، في مقدمتهم مسئول رحلات العناصر الإرهابية المصرية لمعسكرات التنظيم الأم في العراق وسوريا.

تأسيس ولاية الوادي

أقر (ح.أ.م.إ) أحد أبرز قيادات التنظيم في مصر، خلال استجوابه أن قيادات سوريا والعراق أرسلت إلى الأراضي المصرية قيادي يحمل اسم حركي «عبد القادر آل حرب» لتأسيس «ولاية الوادي»، يتولى مسئولية إدارتها تنظيميا بالتنسيق مع كوادر مصرية انفصلت عن مجموعات سيناء.

أقوال القيادي الداعشي أكدت أن التنظيم اعتزم السيطرة على مساحات شاسعة من الصحراء الغربية، وتأسيس شبكة إعلامية جديدة تتولي مهمة الترويج عبر شبكة المعلومات الدولية – الإنترنت - لإقامة إمارة إسلامية في مصر تحت مسمى ولاية الوادي، واستقطاب مئات من المقاتلين التابعين لـ«داعش» داخل الأراضي الليبية، وبدء مرحلة قتال ضد القوات المسلحة المصرية، وجهاز الشرطة.

تكليفات قيادات تنظيم داعش في سوريا والعراق اعتمدت في مخطط إعلان ولاية الوادي على الترويج الإعلامي، بهدف إيهام الرأي العام الدولي، أن الأوضاع الأمنية في مصر خرجت عن السيطرة، وأن التنظيم وضع يديه على أراض جديدة خارج منطقة نشاط العناصر الموالية له في سيناء، ثم تبدأ مرحلة تنفيذ عمليات إرهابية على مستوى محافظات الجمهورية ونسبها إلى الولاية المزعومة.

عداء ديني

إضافة إلى أن التنظيم يعمل وفق معتقدات دينية تعلي من العداء المسلح تجاه المسيحيين، تتلخص في وثيقة أصدرها «أبو مصعب الزرقاوي» مؤسس تنظيم الدولة في العراق عام 2007، بعنوان «إعلام المؤمنين بولاية الدولة الإسلامية»، تضمنت عداءً صريحًا للمسيحين، قال فيها: «لتحقيق خلاص المسلمين لابد أن يعيشوا في المنطقة التي تطبق فيها الشريعة الإسلامية وعدم السماح لغير المسلمين بحكمهم»، واعتمد التنظيم الإرهابي وفق أدبياته على «3 مبادئ تكتيكية وهي: الشوكة والنكاية، والتوحش، والتمكين».

وأفصح عن ذلك في فيديو صادر عن وكالته الرسمية أعماق في فبراير الماضي، وكان الأول من نوعه الذي حمل اسم (الدولة الإسلامية- مصر)، وأن أول أهدافه الكنائس وروادها، قال: «إن العملية التي ضربت كنيستكم لهي الأولى فقط، وبعدها عمليات وإنكم لهدفنا الأول والخبر ما سترون وليس ما تسمعون».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق