حادث المنيا.. لا تجلدوا سالم وحده

السبت، 27 مايو 2017 10:53 ص
حادث المنيا.. لا تجلدوا سالم وحده
كتب طلال رسلان

 
 

(هذا يذبح بالتوراة.. وذلك يذبح بالإنجيل
وهذا يذبح بالقرآن!.. لا ذنب لكل الأديان.. 
الذنب بطبع الإنسان) - أحمد مطر
 
 
 
نعم... لا تجلدوا سالم عبد الجليل، صحيح أن الرجل نصَّب نفسه يد الله في الأرض، وأوقد فتنة، والمؤكد لو نال سماحا من الزمن لن يخرج موضوع حلقته عن "هل يصح للحائض لمس القرآن؟" أو "حكم المس على الجوارب أثناء الوضوء"، وبالتأكيد سيظل يحتفظ بلقب شيخنا الجليل سالم عبد الجليل... ولكن.
 
 
اجلدوا كل من صعد منبرا، وقال إني داع فأمنوا "اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأهلك النصارى الكفرة أعداء الدين"، لا تتعجب هناك كثيرين منهم!!، ومعه من قال آمين.
 
اجلدوا أستاذ مادة الدين – إذا صح وصفه بلقب أستاذ - الذي أوسع زميلي المسيحي المقرب إلى قلبي ضربا أمامنا وقال له بالفم المليان وضحكة غسان مطر تملأ وجهه "قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنا أسيبك"، وأخبرنا أن المسيحيين يضعون رائحة كريهة ومن يقترب منهم تكون رائحته مثلهم (أقسم بالله هذا حدث)، أتذكر كيف زرع "من نقف له ونفيه التبجيل" الكراهية في قلوبنا تجاه زميلنا، والأكيد كراهية الأخير لنا، أتذكر من كثرة خوفه لم ينطق بكلمة واحدة لناظر المدرسة ولا حتى لأهله.. يا إلهي كم شخصا في مدارسنا مثل هذا؟.
 
احرقوا – إن استطعتم - المئات من كتب التراث التي ملأت عقولنا عفنا وقلوبنا كراهية، ولا تلقوا الرحمات على قبور أصحابها، وقبل كل هذا اجلدوا من سمح بطباعتها وتوزيعها.
 
اجلدوا من أطلقوا على أنفسهم مثقفين – أعرف عددا لا بأس به من هؤلاء - وتركونا عرضة لأفكار داعشية، وتفرغوا للشو الإعلامي، ونسوا أنه "لا يفل الفكر إلا الفكر.. كما لا يفل الحديد إلا الحديد".
 
اجلدوا كل من وصفوهم بالنشطاء – هؤلاء أكثر من الهم على القلب - كتبوا على شبكة العالم الافتراضي بوست أو تويتة ساند بها الإرهاب، أو أوقد بها نار الفتنة، أو هاجم بها وطن أقام فيه مسيحيون موائد إفطار للصائمين في رمضان. 
 
اجلدوا كل من يقتل الأمل، ويصدر الوهن، ويفرق الجدعان، ويؤلب الفتن، ويستبيح الدماء.
 
حسنا.. المسألة إذا ليست في سالم وما قاله، في الواقع إن بداية نهاية الإرهاب من بيوتنا، علموا أولادكم ترك الدين لرب الدين، علموهم كره الإرهاب ومن يستبيحه أو يتعاطف معه، واجعلوهم يلعنوا ما استطاعوا من يستبيح دماء الأبرياء باسم الدين، علموهم تقديس الوطنية.
 
(إذا اكتفينا بهؤلاء فقط.. غالبا سنجلد أكثر من نصف المجتمع).
 
قبل كل هذا اقرأوا الفاتحة وأقيموا الصلوات - أنتم ومن ترعوهم - على الدماء الطاهرة التي سالت في حادث المنيا الإرهابي الغاشم الذي استهدف إخواننا المسيحيين، وادعوا لمصر وأهلها بالسكينة والطمأنينة والإيمان والنصر.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق