متى نرى أنفسنا كما يرانا عدونا؟

الإثنين، 29 مايو 2017 09:00 ص
متى نرى أنفسنا كما يرانا عدونا؟
كتب حمدي عبد الرحيم

استوقفتنا فى الملخصات التى نشرت للوثائق ثلاثة أمور:
الأول: ذلكم السؤال الخالد عن وثائقنا نحن، أين هى الوثائق الرسمية المدونة بيد الدولة المصرية؟.
 
كل المتاح هو شهادات من قادة شاركوا فى المعركة أو من سياسيين كانوا على ضفافها أو من مغرضين لا يخلو منهم وطن، وكلها لا تقوم مقام الوثيقة التى تسجل الوقائع أولًا بأول ولا تدع فرصة لتلاعب الذاكرة أو هوى القلوب. 
 
متى سنعرف يقينًا ما حدث وكيف حدث؟.
 
الوثيقة وإن كانت سجلًا للماضى إلا أنها تخطط للحاضر وتشير إلى المستقبل، ولكن رغم كل هذه الأهمية فلم نعرف جدية فى التعامل مع وثائقنا ولا عصمة لها.
 
الأمر الثانى الذى أكدت عليه الملخصات المنشورة للوثائق أن سياسة الكيان تجاهنا هى هى دون زيادة أو نقصان، سياسة قائمة على قصفنا معنويًا أولًا، تلخص صحيفة معاريف مضمون وثيقة قائلة: «إن الوحدة 640 استخدمت المنشورات ومكبرات الصوت فى استهداف المعنويات العربية، فقد استخدم أكثر من 100 ألف منشور خلال فترة الحرب وعلى الجبهات المختلفة، لقد عرف الجيش الإسرائيلى أن قطاعًا كبيرًا من جنود الجيشين المصرى والأردنى هم من المزارعين البسطاء الذين يتغذون على الشائعات والحكايات الخرافية عن قوة عدوهم، لهذا تم استخدام أسلوب الترهيب بشكل ملحوظ».
 
ونشرت «معاريف» منشورًا من زمن الحرب كان نصه يقول: «أيها الجندى، جيش الدفاع الإسرائيلى ينقض عليك بكل قواته، فوز إسرائيل أمر مؤكد، نحن كثيرون وأقوى منك، إذا وقفت ضدنا سنبيدك، الق سلاحك كى تتمكن من العودة إلى منزلك ولحضن عائلتك سالمًا، ولن يحدث لك مكروه، هل تريد الحياة أم الموت، القرار بيدك».
 
هل يحدث معنا الآن غير الذى كان يحدث من خمسين سنة مضت؟
إنه القصف المعنوى ذاته الذى يفرز مواقف وكتابات وسياسات خائفة مرتعشة تهون من شأننا وتهول من قدرات العدو، تلك القدرات التى تكشف الوثائق أنها كانت منذ البدء مزعومة ولا تقوم على حقيقة غير حقيقة تراجعنا نحن لا قوتهم هم، وهذا كان الأمر الثالث الذى استوقفنى فى الوثائق التى كشفت حقيقة رؤية العدو لنا، فقد تحدث رئيس الأركان وقتها إسحاق رابين، عن أن تجميع القوات المصرية فى الـ 17 من مايو 1967 دفع رجال المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية إلى الاستنتاج أن هناك وضعًا جديدًا يتشكل فى الشرق الأوسط، فى الأيام التى أعقبت ذلك كانت هناك مخاوف لدى تل أبيب بأن الجيش المصرى سيتخذ خطوة من اثنتين؛ إمّا استهداف مفاعل ديمونة أو إغلاق مضيق تيران. 
 
وكان رابين يرى: «أن هناك سيناريوهين، الأول هو أن توجّه لنا كل الجيوش العربية ضربة قوية، تدمرنا اقتصاديًا، ما كان يستلزم مننا البدء بالهجوم، أمّا السيناريو الثانى فهو أنه حتى إذا لا يوجد تخطيط لشن الحرب، فإن ما يحدث يُجبرنا على اتخاذ إجراءات هجومية، لم أكن أعتقد أن الأمر سينتهى بسلام ونعود إلى منازلنا».
 
أما الجنرال آهران ياريف، فقال: «إن إسرائيل توصلت لمعلومات أن مصر تسعى لقطع النقب وفصل شماله عن جنوبه من خلال غزوها بالقوات الخاصة، مؤكدًا أنه لولا المساعدات الأمريكية والغربية قبل الحرب وشراء الجيش الإسرائيلى لعشرات الطائرات المقاتلة والمروحيات، ما كان تحقق هذا الإنجاز العسكرى».
 
أما وزير الحرب الإسرائيلى الأسبق موشيه ديان، فقد كانت توقعاته أن تنتهى المعركة بنجاح الجيش المصرى فى السيطرة على إيلات، إضافة إلى سيطرة الجيش الأردنى على القدس الغربية، وأن تتسلل فرق من الجيوش المصرية والعربية إلى تل أبيب وتقتل الآلاف من الإسرائيليين. 
 
لو نظرنا لأنفسنا كما ينظر لنا عدونا لتغيرت أشياء كثيرة، على رأسها احترامنا لقدراتنا ولتاريخنا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة