دعك من ترامب فتلك نصباية متكررة.. السؤال  الآن: من هو الحرامى الذى يهدد الرئيس؟!  

الثلاثاء، 30 مايو 2017 11:00 ص
 دعك من ترامب فتلك نصباية متكررة.. السؤال  الآن: من هو الحرامى الذى يهدد الرئيس؟!  
كتب محمد حسن الألفي

  لا يمكن بطبيعة الحال والمال، معا، حال المنطقة ومال العرب، أن يميل القلم متغاضيا عن  زيارة الرجل البرتقالى وامرأته وابنته إلى السعودية، تلك الزيارة المدفوعة، باهظة الثمن، متداعية النتائج، متناهية الأثر
 
فزيارة الرئيس الشاطر التاجر الأمريكى دونالد ترامب شغلت الرأى العام العربى والفارسى والأمريكى، والأوروبى بالطبع، لا بما حققته من نتائج سياسية وأمنية فى الناحيتين الخليجية أو الأمريكية ، بل لما روعت به الدول الخليجية العالم العربى، والغرب، وأكيد روسيا، بكمية الأموال المليارية الهائلة، التى  تم التوقيع على تدفقها فى صورة استثمارات وتمويلات وصفقات  وتحالفات، أكثر من أربعمائة مليار دولار سوف تنعش بيوت ومصانع الأمريكان فى عهد ترامب، على مدى عشر سنوات مقبلة،  وفى إيجاز بالغ، حتى لا نتوغل فى هذه المكرمة العربية الفادحة، فإن التاجر باع للعرب بضاعة الاحتمال، وقبض الثمن نقدا بالمليارات!  باع الخوف والتخويف من إيران، وقبض نصف تريليون دولار! 
 
ما علينا.. هى فلوسهم وثرواتهم، ومن حكم فى ماله فما ظلم، الذى ظلم حقا هو مَن يسرق مال الشعب المصرى وأرض الشعب المصرى، ويترسم على الشعب المصرى، ويتأله على الشعب المصرى، وهم بضعة لصوص وحفنة متاجرين لا صناع! هؤلاء أيضا باعوا الاحتمال وقبضوا الأرض قبضا ووضعا.
 
ويمكن القول، وبصراحة، أن المناسبات التى يفتتح فيها الرئيس مشروعات قومية، يراجع فيها المسئولين لحد المحاسبة، بل والإحراج أحيانا، صارت من الفرص المفتوحة التى ينطلق فيها الرئيس على سجيته، ليحذر أو ليكشف أو ليشرح أو ليباكت! كنا كتبنا فى هذا الموضع العزيز من العزيزة «صوت الأمة»، الأسبوع الماضى، نتساءل عما سيفعله السيد رئيس الجمهورية  تجاه الذين سرقوا أراضى الدولة من البشوات والبكوات وأصحاب السيادة والمعالى والشماخة والروانق، إن وجد، فضلا عن المماليك الجدد فى مصر؟ 
 
واضح أنه وجد مقاومة، بلغت حت التهديد ضده!
كان أمر الرئيس بانتزاع أراضى الدولة ممن وضع يده عليها، ولم يزرعها، أو زرعها زراعة صورية، وزيّف الواقع، حاسما  قاطعا، فى لهجة عسكرية استخدم فيها كلمة «عايز تمام آخر الشهر» بالإنجاز، وأعطى مهلة تنتهى بعد  ساعات، مع نهاية شهر مايو الجاري. 
 
على الفور ظهرت الهمة كالطفح على الجلد، وجرت البلدوزرات، وهرولت الكواسح، وتبارى المحافظون ومديرو الأمن، يكسحون، ويعلنون أرقام الفدادين المسترجعة.. طبيعى وقعت مظالم لأراضٍ تتمتع بالوضعية القانونية، وطبيعى دمرت زراعات، ووقعت تجاوزات، نرجو التحقيق فيها، ورد الحقوق لأصحابها وتعويضهم عن التدمير والتكسير والتجريف للأراضى وللنفوس، ولا أظن أن توجيه الرئيس كان موجها نحو ذلك البتة، لكن السباق المحموم، والولع المصرى بطريقة «هيا بنا ندمر، هيا بنا نحطم، هيا بنا نكسر»، هو الذى يصنع أعداء، ويخصم أصدقاء، من قائمة الرئيس، تلك فئة عليها إثبات حقها بالأوراق والمستندات، أما الفئة الأخرى فمنها مَن جرؤ أحدهم، أو أحدهما، أو هم مجتمعون، على أن يهدد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى! 
 
أيحسبونه «مرسى»؟! 
فى مناسبة افتتاح مدينة الأثاث بدمياط، كشف الرئيس وسط كلامه مع الدكتور مصطفى مدبولي الهمام وزير الإسكان، عن أنه لا يخاف التهديد! ووصف  مَن يأخذ أراضى مصر دون وجه حق باللص، بل قال «هو حرامى، آه حرامى» وأكد أنه لا نفوذ لأحد مهما بلغ نفوذه، ولا قوة فوق القانون! إنه حق ربنا وسيأخذه لأنه مؤتمن عليه أمام الشعب.
 
من قلبه كان يتكلم ويتألم، ومتعحبا من أن هناك تقاعسا، بل قال إن الدولة لا تزال غائبة، حين شاهد مَن يأخذ أراضى ويبنى عشوائيات، بينما سياسة الدولة هى إنهاء وجود هذا العار الاجتماعى القومى تماما، كاد يقول ألا يرى المحافظون ومديرو الأمن ما يجرى؟! 
 
أقولها أنا يا سيادة الرئيس إنهم عمى، وإن إيقاعهم لا يواكب إيقاعك، وأرجلهم ثقيلة خدلانة وهمتهم ميتة، لكن ألسنتهم فى التضليل الإعلامى أبلغ قولا، ليسوا هم وحدهم، بل من الحكومة وزراء آخرهم إدارة كشك مياه غازية، هم جثث فى بدل على كراسى سلطة أكبر منهم، يحرقون دمك ودمنا بأداء التنابلة التاريخى.
 
ولا بد أن ما كشف عنه الرئيس من تهديد هو حقيقى، وأن هناك من ثرثر بتهديد، أو أبلغ رسالة بتهديد، أو اعترض مهددا، ولا بد أن هناك من رصد وسمع ونقل، ولا بد أنه سيكون هناك رد فعل، أن تسرق فتلك جريمة، وأن تسرق وتحتج على مَن يسترد منك المسروقات، فتلك جريمة أخرى، أما أن تسرق وتهدد بمعاقبة مَن يعاقبك على أنك سرقت، فذلك يعنى فقط أنك لص بجح وعصابى وقح، وأما أن تهدد رأس الدولة، فماذا تظنك فاعلا به؟! هل سيخافك مَن لم يخف من أفاعى الإخوان؟! وهل فى طبع الرئيس، بل أى رئيس الحقيقة، أن يخشى ردة فعل لص أراضى مهما بلغ من القوة والتأثير؟ منذ وصم الرئيس ذلك اللص المهدد له بأنه حرامى، والرأى العام يضرب الودع، ويُخمن: ترى مَن هو؟! أهو من عصر الإقطاع الثانى فى عهد الرئيس مبارك؟ أم هو من عصر الفتة واليغمة فى عهد مرسى وبديع والشاطر؟ أهو من نجوم الفساد فى الحزب الوطنى، وخارج الحزب، فى مؤسسات كبرى؟ أهو من الكبار جدا  الذين امتلكوا الأرض والهواء والفضاء؟! 
 
مَن البجح حقا؟ الأسماء كثيرة، والعناوين معروفة والسوابق تملأ صحائفهم السوداء، ومنهم الهارب، ومنهم المقيم، ومنهم الفاجر، ومنهم العابد، يخادعون الله والوطن وهم حرامية سفلة!، هى ليست مجرد معركة لرئيس الجمهورية ضد عصابة سرقة أراضى مصر، بل هى حرب، ينبغى فيها أن يقف الشعب كله صفا واحدا خلف الرجل، ليسترد ملايين الأفدنة والأمتار، اقتطعها اللصوص، وعملوا علينا بشوات ورجال أعمال، ليس كل الأخيرين كذلك، لكن يوجد منهم  مَن هو كذلك!، إن موعدنا بعد ثلاثة أيام، وسيقف الرئيس أمام الشعب وأمامه المحافظون ومديرو الأمن ليعلن للرأى العام حصيلة الأراضى والمليارات المنهوبة التى استردت بالقوة أو بالذوق، ولعله يكشف قوائم بأسماء مَن نهب أراضى مصر، من الحرامية، حتى نبصق عليهم، وحتى ينكسوا الرءوس.. لن يأخذ السيسى شبرا مما يستعيده لمصر من خيراتها، وهو يعلم علم اليقين كما  قال عرضا فى  دمياط، الثلاثاء الماضى، أن الشعبية قلت وأن الحب قل، لكنه موقن أن شفاء المريض التام وعودة العافية إليه سوف تنسيه آلام الجراحة وصلابة الجراح، ولسوف يحتضن الشعب رئيسه بالحب والتقدير، حين تظهر النتائج ويتحقق الخير بعد الصبر وآلام التحمل.. هل سنعرف مَن هدد الرئيس؟ أم سيبقى السؤال فزورة عهد بأكمله؟! 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق