المعارك والغزوات الإسلامية «6 - 30» معركة القادسية

الخميس، 01 يونيو 2017 08:00 ص
المعارك والغزوات الإسلامية «6 - 30» معركة القادسية
معركة القادسية
أمل عبد المنعم

هي إحدى معارك الفتوحات الإسلاميّة، وقد وقعت في تاريخ الثالث عشر من شهر شعبان، للعام الخامس عشر من الهجرة، وتمّت المعركة الشهيرة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في موقع القادسيّة بالعراق، وقد انتهت بانتصار المسلمين وهزيمة الفُرس، ومقتل قائدهم رُستم هُرمُزد، وكانت القادسيّة إحدى أهمّ المعارك التي أدّت لفتح العراق؛ فعندما لم تستجب الإمبراطورية الفارسيّة لرسل المسلمين، ودعوتهم إلى الإسلام، ودخول العراق دون إراقة الدماء، كان ردّ المسلمين حازماً بإعلان الجهاد عليهم. 
 
لم تكن معركة القادسيّة، إلاّ واحدةٍ من المعارك الخالدة في التّاريخ الإسلاميّ، حيث سطّر فيها المسلمون أروع النّماذج في البذل والتّضحية، وعلى الرّغم من شراسة العدو الذي كان يتربّص بهم، إلا أنّ المسلمين بعزيمتهم وتوكّلهم على الله تعالى قهروا هذا العدو الفارسيّ، لتكون تلك المعركة الخالدة مقدّمةً لفتح المدائن ودخول إيوان كسرى.
 
ولمّا عَلم ملك الفرس يزدجرد بقوّة المسلمين بعد الغزوات التي خاضوها وانتصروا فيها، وبعد أن أبهرتهم الفتوحات التي تمّت على يد المسلمين شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، قام يزدجرد بالاجتماع مع قادة جيوشه للتّباحث في كيفيّة التّعامل مع هذه القوّة الصّاعدة في المشهد العالمي حينئذ، وقد اجتمعت آراؤهم على أن يشنّوا حربًا على المسلمين.
 
وعندما علم والي العراق المثنّى بن حارثة بشأن نوايا الفرس قام بإرسال كتاب إلى الخليفة عمر بن الخطّاب يخبره فيه بخبر اجتماع الفرس ونيّتهم في غزو العراق ومباغتة المسلمين، فسارع سيّدنا عمر رضي الله عنه إلى الاجتماع بالمسلمين وحشدهم، وقد كان ينوي أن يقود المعركة بنفسه، إلا أنّ المسلمين أشاروا عليه أن يبقى بالمدينة وأن يكلّف أحد من الصّحابة بقيادة تلك المعركة، فوقع الاختيار على الصّحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ليقوم بهمّة قيادة الجيش الإسلاميّ، ونتيجة الحشد والنّفير لهذه المعركة تجمّع ما يقارب من ستّة وثلاثين ألفًا من المقاتلين المسلمين الذين أتوا من كلّ صوبٍ وحدب تلبيةً لنداء الجهاد في سبيل الله.
 
وقد عيّن ملك الفرس رستم كقائد لجيشه، وعندما علم رستم بحشود المسلمين راسل سعد بن أبي وقّاص فأرسل إليه ربعيّ بن عامر رضي الله عنه الذي دخل على رستم بكبرياء المؤمن وعزّته، حيث دخل عليه رافعًا رأسه ممسكًا رمحه يخرق به نمارق قصر رستم، وقد أذهل هذا الصّمود رستم، وكانت لكلمات ربعي بن عامر صدى مزلزل في نفس رستم وحاشيته حين قال أنّنا جئنا لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، ومن ضيق الدّنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، وأمرنا أن نقاتل من أبى دعوة الله تعالى حتّى نرى موعود الله وهو الجنّة.
 
وقد أصرّ رستم على قتال المسلمين فكانت المواجهة على أرض العراق بين الجيشين وتحديدًا في منطقة تسمّى القادسيّة في العراق حيث مني الجيش الفارسي بهزيمةٍ نكراء وقُتل الآلاف من الفرس وفرّ آخرون، لتكون كلمة الله تعالى هي العليا وينتصر المسلمون.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق