محمود عاشور وكيل الأزهر السابق فى حواره لـ«صوت الأمة»: الرسول أول من حقق الوحدة الوطنية فى العالم

الإثنين، 12 يونيو 2017 02:00 م
محمود عاشور وكيل الأزهر السابق فى حواره لـ«صوت الأمة»: الرسول أول من حقق الوحدة الوطنية فى العالم
محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق
كتبت- سحر حسن تصوير : صلاح الرشيدى

الإخوان والسلفيون وجهان لعملة واحدة.. والأزهر مؤسسة علمية وليس عقوبة للمتشددين
 
قال محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق: إن الدين الإسلامى يعمل على التوحيد بين المسلمين وليس فرقتهم، وأن النبى محمد صلى الله عليه وسلم، هو أول من وطد الوحدة الوطنية بين المسلمين واليهود والنصارى والمجوس، فور هجرته إلى المدينة المنورة، وأن الخلاف بين الإمام على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان، هو أساس تفرقة المسلمين وتشعبهم إلى فرق عدة.
 
محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق (1)
 
وأكد عاشور أن «داعش» جماعة تشوه الإسلام، لكن على الرغم من ذلك لا يمكن تكفيرهم إعمالا بحديث النبى «من قال لا الله إلا الله فقد دخل الجنة». 
 
هل تعدد الفرق والمذاهب الإسلامية يعد سببًا جوهريًا فى ما وصل إليه المسلمون من فرقة؟ 
- قال تعالى فى كتابه الكريم: «وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون»، ولذلك فإن النبى عندما هاجر  إلى المدينة جمع الناس على كلمة واحدة، حيث كان فيها الأنصار الذين أسلموا من أهل المدينة، والمهاجرون الذين هاجروا مع النبى من مكة، ولو أن النبى تركهم لانقسموا إلى حزبين، واحد للمهاجرين وآخر للأنصار، ولذلك فإن أول ما اهتم به النبى الإخاء بين المهاجرين والأنصار لتوحيد أمته وجبهته فى الجهاد الشاق، من خلال مجموعة موحدة وليست متفرقة، كما أن الرسول أول من وطد الوحدة الوطنية فى العالم بالحب والتواصل بين جميع الديانات الموجودة فى المدينة ومنهم النصارى واليهود والمجوس والمشركون، فعقد معهم عهدًا ينص على أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، وفى حالة الاعتداء على المدينة يهب الجميع للدفاع عنها، لذلك يجب على المسلمين الاقتداء بسلوك النبى للتوحيد وليس للفرقة كما يحدث الآن. 
 
محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق (2)
 
ما أسباب تفرق المسلمين بعد وفاة النبى؟ 
- الخلاف بين الإمام على رضى الله عنه، وبين معاوية بن أبى سفيان، وهو خلاف سياسى على الحكم وليس دينيًا، هو بداية الفرقة بين المسلمين، أدت إلى الفتنة والتفرقة بين المسلمين من خلال عدة فرق، منهم الشيعة أنصار الإمام على، والمعتزلة الذين اعتزلوا المجتمع بالبعد عن جميع الفرق الإسلامية، والخوارج الذين كفروا الجميع وخرجوا على الإسلام، وهذا كان فى صدر الإسلام ما أدى إلى استفحال وتعدد الفرق الإسلامية بين الأمويين والعباسيين والأيوبيين والفاطميين، وبالتالى زادت الفرقة بين السنة والشيعة الذين زادوا تفرقًا من خلال فرق عديدة يكفر بعضها بعضًا، ما أدى إلى انقسام السنة إلى عدة فرق منها الجماعات الإسلامية، التكفير والهجرة، والجهاد، وشباب محمد، والناجون من النار. وكذلك جماعة الشيعة التى انقسمت إلى الظاهرية، والباطنية، والإثنى عشرية، والإمامية، وبالتالى زيادة الفرقة بين المسلمين حتى المساجد يتم تصنيفها لمساجد سُنية وأخرى شيعية.
 
محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق (3)
 
ما رأيك فى تكفير السنة للشيعة؟ 
- لا يمكن تكفير الشيعة، إعمالا بقول النبى: من قال لا الله إلا الله دخل الجنة»، وقد استدرك سيدنا أبو ذر الغفارى على النبى قائلا: «وإن زنا وإن سرق يا رسول الله؟ فقال النبى: وإن زنا وإن سرق». 
 
محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق (4)
 
وقد قال تعالى: (إن الذين آمنوا والنصارى واليهود والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة)، ولذلك يجب التقريب بين الفرق الإسلامية المختلفة بدلا من التفرقة، حيث أن الدين الإسلامى يجمع ولا يفرق أبداً، ولذلك لا خطورة من تواجد الشيعة فى مصر للتقريب بينهم وبين أهل السنة. 

وكيف تنظر إلى الفرق المختلفة من الإسماعيلية والقديانية والبهرة والبهائية والأحمدية؟ 
- كل هذه الفرق منحرفة وخارجة على دين الإسلام، فبعضهم قصر فى تطبيق القرآن الكريم والسنة، إما باختيار إله غير الله الأحد الصمد، أو باختيار نبى آخر، كما أنهم يسيرون على خطى بعيدة تمامًا عن الإسلام، ومثال ذلك البهائيون الذين اعتبروا «البهاء» إلهًا لهم، كما أن قبلتهم تتجه إلى عكا، واختاروا كتابًا بديلا عن القرآن، وبذلك خرجوا عن الإسلام تمامًا. 
 
محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق (5)
 
هل الدواعش مسلمون بكل ما يفعلونه ؟ ولماذا رفض الأزهر تكفيرهم؟ 
- داعش جماعة أنشئت لتشويه الدين الإسلامى على وجه التحديد، ولتخريب الشرق الأوسط وتقسيمه إلى دويلات بأيدى أمريكا، وهذا ما اعترف به الرئيس الأمريكى ترامب ونسبه إلى أوباما، ومثال على ذلك ما حدث فى العراق وسوريا وليبيا واليمن، لتظل إسرائيل الدولة القوية فى المنطقة بهدف تشويه الإسلام أمام العالم وتصويره على أنه دين يدمر ويخرب ويقتل الأبرياء بأيدى المسلمين. 
 
محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق (6)
 
وعدم موافقة الأزهر على تكفيرهم لأنهم يقولون لا الله إلا الله وهذا بنص حديث رسول الله، ولذلك لا يمكن تكفيرهم، فإذا بدأنا بالتكفير لكفر المسلمون بعضهم بعضًا، وأصبحنا مثل البهائيين الذين يكفرون علماء الأزهر.
 
لماذا يتهم الأزهر بالضعف أمام العديد من القضايا الفكرية؟ 
- الأزهر مؤسسة دينية لها شأنها مثل جميع المؤسسات التى تعتريها فترات ضعف وقوة، ولكنه قائم بدوره، والأزهر يساير التحول المجتمعى مثله كحال التعليم فى كل الفترات، كما أن ترك الدولة- فى فترة ما-العديد من القنوات الدينية المتشددة لتطلق أفكارها وتبث سمومها على الناس ليزدادوا تشددًا من خلال نشر خرافات باسم الدين، أدى إلى أن فئة كبيرة من الشعب صدقتهم واعتنقت أفكارهم لفترات طويلة، وقد تعرضت- بشكل شخصى- لموقف غريب يعبر عن فكر متطرف من «الإخوان» أثناء فترة حكمهم، ففى أحد الأعياد وقبل إلقاء الخطبة كان المسجد يوزع البالونات على الأطفال ابتهاجًا بالعيد، وفوجئت بأحد المتشددين من المصلين الملتحين يهاجمنى قائلا: «لم يكن النبى يوزع البالونات فى الأعياد، وما يحدث يعد بدعة» وطالبنى بمنع توزيعها فورًا فسألته: ما الوسيلة التى ركبها ليصل إلى المسجد؟ فقال: جئت بسيارتى. فقلت له: عليك أن تكسرها لأن النبى لم يركب سيارة وإنما كان يركب الناقة! ومن ثم فهذه النوعية من الفكر المتشدد منتشرة بشدة فى المجتمع وبأشكال متعددة، ولكى نقضى على هذا الفكر نحتاج وقتًا طويلاً، لأنه ما زال منتشرًا ومنه تحريم الاحتفال بعيد الأم والاحتفال بالإسراء والمعراج. والأزهر مؤسسة علمية وليس جهة عقوبة لمعتنقى هذه الأفكار المتشددة وإنما مسئولية الدولة من خلال تطبيق القانون، والأزهر حينما تصدى لأفكار إسلام البحيرى اتهم من الإعلام بأنه ضد الثقافة والفكر والتنوير والتطوير، ولذلك لا بد للإعلام من مساعدتنا بدلا من مهاجمتنا وإعاقة مسيرة الأزهريين.  
 
محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق (7)

الفكر السلفى أشد تطرفًا من الإخوان، ومع ذلك ينشر فكره فى المجتمع بشكل طبيعى.. كيف تفسر ذلك؟
- الإخوان والسلفيون فكر واحد مع اختلاف المسميات، ولا أعرف السبب فى تصنيف الإخوان جماعة إرهابية من الدولة، بينما تترك السلفيين يرتعون بأفكارهم المتطرفة، ومن ثم منحهم مقاعد فى البرلمان! 
 
محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق (8)
 
كيف يمكن توحيد الفرق الإسلامية مرة أخرى؟ 
- لن يتوحدوا أبدًا بسبب السياسة التى فرقتهم، ولدينا مؤتمر الحج الذى يجتمع فيه 4 ملايين مسلم كل عام، فإذا استغللنا هذا المؤتمر من خلال اجتماع جميع القيادات الإسلامية للتكامل مع بعضنا بعضًا، لاستطعنا توحيد الصفوف من خلال استثمار ثروات العالم الإسلامى لصالحه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق