أكاديمية الشعر تصدر كتابًا عن الموريتاني الراحل محمد ولد عبدي

الإثنين، 12 يونيو 2017 12:05 م
أكاديمية الشعر تصدر كتابًا عن الموريتاني الراحل محمد ولد عبدي
محمد ولد عبدي
بلال رمضان

صدر عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية كتاب جديد بعنوان "محمد ولد عبدي.. مُقاربات ونصوص جديدة" من جمع وإعداد ابنة الشاعر الراحل عائشة محمد عبدي، والتي توجّهت بالشكر الكبير لدولة الإمارات التي احتضنت أجمل فترات عطاء والدها المعرفي والفكري، مُعتبرة الإمارات منارة للإبداع والتألق العربي.

 

تضمّن الكتاب رؤية نقدية للأديب الموريتاني الراحل، بعنوان "أفق التخطّي" التي قدّم من خلالها ولد عبدي نظرته للواقع الشعري الموريتاني الحديث، مُتناولا بالتحليل محاور قصيدة النثر، الاقتصاد اللغوي، والموروث الشعبي.

 

كما تضمّن الكتاب سبعة نصوص شعرية مٌبدعة للراحل. وفصلا بعنوان "اللطائف العبدية" وهي مجموعة خواطر نادرة كتبها في أواخر أيام حياته، عبارة عن تأملات في القرآن الكريم والكون والوجود والحياة، وقد صاغها بأسلوب لغوي نادر، وبثّ فيها من رؤيته الفكرية ونظراته الثاقبة، مما يجعلها تدخل إلى القلب دون استئذان.

 

وتضمّن الكتاب قصيدة مطوّلة للشاعر بعنوان "النظم الموثوق في اللفيف المفروق"، وباقة من أبيات شعرية شكلت أجوبة لأسئلة المسابقة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حول "السيرة النبوية".

 

ويقول الدكتور ولد متالي لمرابط بن أحمد في تقديمه للكتاب: أعمال ولد عبدي تُعلن عن نفسها عبر إشراقاتها اللغوية والفنية الفاتنة، وتحاور القارئ لتغريه بملامسة البهاء الذي تحتضنه، فهو في كتاباته النقدية الباحث العلمي الذي ينطلق من تصوّرات ومفاهيم نقدية واضحة، محللا الوقائع النصية عبر رؤية خاصة تنطلق من أسس قرائية عتيدة، وبأسلوب شاعري جذاب، وهو في مجال الإبداع راهب الفن السحري الذي يتصوّف في صومعة الذات بحثاً عن مجهول القصيدة وكيمياء الإبداع. إنّه الشاعر الذي يمتلك أسلوبه ولغته الخاصة، ورؤيته النظرية والإبداعية لكتابة جديدة، فيما يظل باستمرار متأبطا روح الجمال، ومُعانقاً سحر الكلمة، بحثاً عن الشعر، ذلك الكائن اللازوردي الذي يأتي ولا يأتي.

 

رحل الناقد والشاعر والأديب الدكتور محمد ولد عبدي في 28 ديسمبر 2014 بأبوظبي بعد صراع مع المرض، عن عُمر ناهز الـ 50 عاماً.

 

وقد ساهم ولد عبدي في العديد من المشاريع الثقافية الناجحة، حيث كان رحمه الله، مُحاضرا في أكاديمية الشعر بأبوظبي وعضو الهيئة التدريسية فيها، وعضواً في اللجنة العليا المشرفة على برنامج أمير الشعراء، كما كان مسؤولا عن تنظيم العديد من الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية في أبوظبي، حيث عمل باحثا في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وساهم في أنشطة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، كما سبق له المساهمة في الإشراف على عدد من الفعاليات الثقافية المُصاحبة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب.

 

نال محمد ولد عبدي، شهادة الدكتوراه في الآداب عام 2007، تخصص المناهج النقدية الحديثة والنص العربي القديم، وذلك من كلية الآداب، بجامعة محمد الخامس بالرباط، وقد تقدم بأطروحة تحت عنوان: " السياق والأنساق في الشعر الموريتاني في القرن العشرين.

 

ومن الجدير بالذكر أن لمحمد ولد عبدي – رحمه الله - مجموعات شعرية ودراسات نقدية عديدة منها في مجال الشعر: ديوان الأرض السائبة وكتاب الرحيل وتليه الفصوص، وفي مجال النقد الأدبي: كتاب ما بعد المليون شاعر (مدخل لقراءة الشعر الموريتاني المعاصر) الذي حصل على جائزة الشارقة للإبداع العربي عام 1999، وكتاب: تفكيكات (مقاربات نقدية في نصوص إماراتية)، وكتاب: فتنة الأثر(على خطى ابن بطوطة في الأناضول)، وغيرها من البحوث والقراءات النقدية والدراسات المنشورة في عدد من المجلات المحكمة.

 

درس الراحل القرآن الكريم ومتون اللغة العربية والفقه المالكي على يد والده ومشايخ مدينته في موريتانيا، ثم دخل التعليم النظامي، وحصل على شهادة المتريز في الآداب العصرية 1985- 1986 من جامعة نواكشوط، وعلى شهادة الدراسات العليا (الماجستير) 1988 من جامعة محمد الخامس – الرباط، وكان عضوا في رابطة الأدباء الموريتانيين، وفي اتحاد الكتاب العرب. وقد شارك في العديد من المؤتمرات والمهرجانات الثقافية في الدول العربية.

 

وتعتبر أكاديمية الشعر التي أصدرت الكتاب، الأولى من نوعها في العالم العربي، وحازت على الريادة في المحافظة على الموروثين الشعبي والعربي، وتعزيز مكانة الشعر النبطي أكاديمياً وفق معايير بحثية وعلمية دقيقة. وتقع إصدارات الأكاديمية في إطار الكتب ذات القيمة الأدبية والثقافية والتاريخية والعلمية، وساهمت حتى اليوم برفد المكتبة العربية بـ 160 إصدارا مُتخصّصاً، من دواوين شعر فصيح ونبطي، وبحوث مُختصّة ودراسات أدبية نقدية وتحليلية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق