سحلية رامز وحوت يونس !

الإثنين، 12 يونيو 2017 02:33 م
سحلية رامز وحوت يونس !
عنتر عبداللطيف

 
سحلية رامز جلال المثيرة للغثيان،كشفت جوانب خفية في حياة بعض الشخصيات، إذا سلمنا جدلاً بصحة برنامج المقالب الشهير، ولم ندخل فى متاهة مؤامرة فبركة الوقائع، والاتفاق المسبق بين مقدم البرنامج والنجوم الذين ظهروا معه.
 
ما بين الموت والحياة، لحظة فارقة ،حاسمة، تأتى بغته دون أن تطرق الباب على أحد، ،فالموت لا يستأذن فى اقتحام حياة البشر،ولحظات الاحتضار كفيلة بمراجعة مواقفنا التى توهمنا صحتها طوال سنوات العمر، ولكن مع الأسف لن تفيد مراجعات فات أوانها.
 
استوقفنى مشهد غريب للمخرجة السينمائية إيناس الدغيدى ،وهى تهتف خوفاً من سحلية رامز " لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين".
 
المشهد كما استوقفنى فقد استوقف غيرى، لكنى ارجعته إلى سياقه الطبيعى، وهو خوف الإنسان من لحظات الموت، وتذكر الله ،ومحاولة طلب الغوث والمدد من السماء.
 
البعض راح يخوض فى النوايا، مؤكدين أن إيناس الدغيدى الجريئة المعروفة بآراء يروها المتمردة على المجتمع، قالت الحقيقة التي ظلت تكابر رافضة الإعلان عنها بنطقها بالآية القرآنية في لحظة ضعف وخوف من الموت غرقاً بين رمال رامز المتحركة أو بين انياب سحليته المرعبة مستلهمة دعاء سيدنا يونس الذى التقمه الحوت. 
 
المتابع لتعليقات رواد مواقع التواصل الإجتماعى سيدهشهم تأويل نطق "الدغيدى" للآية القرآنية الكريمة فى لحظات ضعفها فبعضهم قال انها تابت وأنابت فيما قال البعض الآخر أن لحظة الاقدام على الموت بكل جلالها ورهبتها جعلها تتذكر الله وتنطق بما ظلت تكابر رافضة أن تنطق به طيلة سنوات مضت.
 
دعاء الإنسان وتوسله إلى الله، هى لحظة خاصة، لا يحوز لأحد أن يتدخل فيها بين العبد والرب،فالدعاء ليس قاصراً على أحد بعينه، فالأنبياء أيضا توسلوا وتضرعوا إلى رب العزة الذى يقول فى محكم آياته من سورة الأنبياء:" وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ، وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ (84) وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ،كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا ،إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ (86) وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ،وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ،إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ، وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ(90).
 
دعونا نكف عن التفتيش فى النوايا والضمائر ، دعونا نكف عن نصب محاكم التفتيش ،لنترك سلوكيات العصور الوسطى فقد سقت نظرية الأبوة الدينية وذهبت إلى غير رجعة بتطور الفكر الإنسانى ولم يعد الإنسان فى حاجة إلى وسيط بينه وبين خالقه.
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق