مصر والإمارات.. علاقات تاريخية رسخها «زايد الخير» وأكملها أبناؤه

الإثنين، 19 يونيو 2017 11:08 م
مصر والإمارات.. علاقات تاريخية رسخها «زايد الخير» وأكملها أبناؤه
الرئيس السيسى ومحمد بن زايد
محمد الشرقاوي

تعد العلاقات «الإماراتية- المصرية»  نموذجًا قويًا يُحتذى به في العلاقات العربية، فنشأت على  أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل فيما بينهم، بالإضافة إلى العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربطهماوعلى مدار 50 عامًا، شهدت العلاقات محطات تاريخية بارزة، من أهمها المساعدات الاقتصادية، والسياسية لاسيما عقب دعمها خريطة الطريق عقب ثورة 30 يونيو 2013، بالإضافة إلى الدعم الفكري والثقافي.

دعم ثورة التغيير

شهدت العلاقات السياسية بين مصر والإمارات دفعة قوية عقب «30 يوينو»، حيث أيدت أبوظبي تولي عدلي منصور رئاسة مصر، وأكدت دعمها الكامل والمستمر للشعب المصري في تنفيذ خارطة الطريق، التي أعلنتها القوات المسلحة بمشاركة القوي السياسية والدينية، وتبادل الطرفان الزيارات رفيعة المستوى. كما لعبت الدبلوماسية الشعبية المصرية دورًا في دعم العلاقات مع أبوظبي، حيث أعربت عن تقديرها وشكرها لموقف الإمارات الداعم للقاهرة.

وشهدت على مدار السنوات الماضية تنسيقًا بين البلدين على الصعيد السياسي خاصة حيال القضايا الرئيسية مثل القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية وغيرها، و تعددت لقاءات قيادتى البلدين ومسئوليها على كافة المستويات للتنسيق حيال تلك المواقف، وهو ما أظهر نجاحًا كبيرًا فى العديد من الملفات التى تحظى باهتمام الجانبين، وكان استثمار تلك العلاقات السياسية المتميزة نصب عيني قيادة البلدين بهدف الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية بين البلدين دعم مصر.

 محاربة التطرف

تتسم العلاقات المصرية الإماراتية بالتوافق الفكري بين البلدين، حيث أكد كلاهما على ضرورة محاربة التطرف والتشدد الديني، وتأصيل الفكر الوسطي، إذ استعانت الإمارات بمصر في تأصيل الفكر الإسلامي الوسطي، من خلال الاتفاق على افتتاح أول فرع خارجي لجامعة الأزهر في الإمارات.

مسافة السكة

تاريخيًا، بدأت العلاقات العسكرية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية منذ عام ١٩٧٦، عقب اتفاقية السلام وما لبثت هذه العلاقات أن تطورت حتى أصبحت مصر تحتل المركز الثاني في قائمة الدول التي تتلقي معونات عسكرية أمريكية بعد التوصل إلى اتفاق بين البلدين يتم بمقتضاه تنفيذ خطة تطوير القوات المسلحة المصرية، والذي أصبحت مصر بموجبه من بين الدول التي تستطيع الحصول علي قروض أمريكية لشراء سلاح أمريكي وهي القروض المعروفة باسم قروض المبيعات العسكرية الأجنبية.

واستمرارًا لهذه العلاقات بدأت منذ عام ١٩٨٠ المناورات العسكرية الأمريكية المشتركة المعروفة باسم «النجم الساطع» حيث جرت أكثر من مناورة شاركت فيها قوات عسكرية من الجانبين، وبمشاركة قوات١٢دولة استهدفت التدريب علي العمليات الهجومية والدفاعية الليلية والنهارية وتدريب القوات علي العمليات القتالية في الظروف الصحراوية في الشرق الأوسط.

ويأخذ التعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة عدة صور تتمثل في مبيعات السلاح، ونقل التكنولوجيا العسكرية، والمناورات والتدريبات العسكرية المشتركة وتأتي معظم مبيعات السلاح من خلال المعونات العسكرية السنوية والتى تبلغ نحو 1.2 مليار دولار، وشمل التعاون العسكري أيضاً تصنيع وتجميع بعض الأسلحة الأمريكية في مصر، مثل الدبابة ام ١ايه١التي تصنع بالمصانع الحربية.

الدعم الاقتصادي

شهد العلاقات الاقتصادية بين مصر والإمارات تقارب وتعاون ودعم واستثمار بعد ثورة الثلاثين من يونيو، التي أطاحت بنظام حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، فالإمارات كانت على رأس الدول العربية التي أيدت الثورة المصرية بل ومدت يد العون للخروج بالاقتصاد المصري من عثرته، فبادرت بتقديم مساعدات مالية وعينية بقيمة ثلاثة مليارات دولار في إطار حزمة مساعدات خليجية لمصر بلغت اثني عشر مليار دولار، ثم واصلت دعمها للاقتصاد المصري بعد توقيع اتفاقية مساعدات خلال شهر أكتوبر 2013 بقيمة أربعة مليارات وتسعمائة مليون دولار شملت منحة بقيمة مليار دولار وتوفير كميات من الوقود لمصر بقيمة مليار دولار أخرى إضافة إلى المشاركة في تنفيذ عدد من المشروعات التنموية في قطاعات اقتصادية أساسية في مصر.

وفي مطلع مارس من العام 2015، قدمت الإمارات مع دول الخليج 12 مليار دولار في مؤتمر الدعم الدولي في شرم الشيخ كما ساهمت الإمارات في بناء وتسليم أكثر من 50 ألف وحدة سكنية.

وبلغ إجمالي المنح والقروض التي قدمتها حكومة أبوظبي لمصر ما يعادل 250 مليون دولار حتي شهر يونيو 2007، وقدم صندوق أبوظبي للتنمية منحا وقروضا إلي مصر تبلغ قيمتها 325 مليون دولار، ساهمت في تمويل عدد من المشروعات من أبرزها امتداد ترعة الحمام ومساكن الفلاحين بالخطّارة ودراسة جدوي اقتصادية لمشروع النقرة الزراعي ،بينما ساهمت القروض التي بلغت قيمتها 236 مليون دولار في تمويل مشروعات فندق عمر الخيام وكهرباء أبو قير وتطوير قناة السويس واستصلاح الاراضي بغرب النوبارية والصندوق الاجتماعي للتنمية وسماد طلخا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق