هل كان مرشد الإخوان الثاني ماسونيا ؟

الأربعاء، 21 يونيو 2017 12:32 م
هل كان مرشد الإخوان الثاني ماسونيا ؟
الاخوان المسلمين
عنتر عبداللطيف

 يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه: «من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث» الطبعة الثانية 1963عن تولي المستشار حسن الهضيبي لمنصب المرشد العام للجماعة: استقدمت الجماعة رجلا غريبا عنها ليتولى قيادتها وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذا حالها وصنعت ما صنعت، ولقد سمعنا كلامًا كثيرًا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الاستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الإخوان ولكني لا أعرف بالضبط كيف استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو التي فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة.

الهضيبى
 

كما كشفت دراسة حديثة تحمل عنوان «الماسونية والماسون في مصر».. صدرت فى كتاب عن سلسلة مصر النهضة بدار الكتب للباحث وائل إبراهيم الدسوقي جمع فيها الباحث تاريخ الحركة الماسونية في مصر واسم مشاهير الماسونيين المصريين جاء اسم المستشار حسن الهضيبي بينهم، هذا الرجل بادر الثورة بالعداء، قبل قيام الثورة جبن وخاف وعندما طلب منه الرئيس عبد الناصر دعم الثورة عند اندلاعها رفض طلبه ، وبعد الثورة طلب الوصاية عليها وأن تحكم جماعة الإخوان المسلمين البلاد ،وعندما رفض عبد الناصر سعى الهضيبى لتخريب كل محاولات رأب الصدع بين الثورة والجماعة، حتى أنتهت الأمور إلى محاولة الأخوان المسلمين اغتيال الرئيس عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954 ورغم انكار الإخوان لتلك المحاولة لسنين طويلة إلا أنهم عادوا وأعترفوا بها مؤخرا فى كتبهم وأحاديثهم وإن جاء الاعتراف كعادتهم ملتويا كالقول ربما يكون جناحا أو شعبة من الجماعة هو الذى أرتكب العملية وليست الجماعة كلها.

ويقول الاخوانى المنشق  ثروت الخرباوى في مقالة له بعنوان «الإخوان والماسونية»: كانت رحلتي نحو الحقيقة حينما كنت في الإخوان بدأت منذ سنوات بعيدة بغير ترتيب مسبق، إذ لم يرد في خاطري أن جماعة الإخوان تضمر في نفسها حقائق مفزعة لا يعرفها معظم أفرادها، فالأسرار محفوظة عند الكهنة الكبار، في صندوق خفي لا يستطيع أحد أن يطلع على ما فيه، إذ إن العتمة التي يعيشها أفراد الجماعة تحجب عنهم نور الحقيقة، وحين سرتُ وراء بصيص الضوء أراني الله ما يعجز العقل عن استيعابه لأول وهلة، فمن عاش في العتمة زمنا يفاجئه النور فيغشى بصره للحظات ويصعب على حدقتيه استيعاب الضياء، وقتها قد تنكر العينُ الضوء وتستنكره، وما أصعب أن نستنكر الحقيقة.

ثروت-الخرباوي
 

يتابع الخرباوي: انكببت في فترة من حياتي على القراءة عن الماسونية، وكان مما قرأته أن الأفراد العاديين للماسون لا يعرفون الأسرار العظمى لتنظيمهم العالمي، تلك الأسرار تكون مخفية إلا على الذين يؤتمنون على الحفاظ على سريتها، وتكون هى الهيكل الذي يحفظ كيان الماسونية، وعند بحثى في الماسونية استلفت نظري أن التنظيم الماسوني يشبه من حيث البناء التنظيمي جماعة الإخوان، حتى درجات الانتماء للجماعة، وطريقة البيعة وأسلوبها وعباراتها وجدتها واحدة في التنظيمين!.

يضيف الخرباوي: وعندما كنت طالبا فى السنة النهائية بكلية الحقوق وقعت تحت يدي طبعة قديمة لأحد كتب الشيخ محمد الغزالى، وإذ جرت عينى على سطور الكتاب وجدته يتحدث عن أن المرشد الثانى حسن الهضيبى كان ماسونيا! لم تتحمل عيناى استكمال القراءة فأغلقت الكتاب ووقعت في حيرة مرتابة، كنت فى هذه الفترة قد أحببت الإخوان وشغفت بتاريخهم، وكنت فى ذات الوقت منشدها للشيخ محمد الغزالى وخـُطـبه وكتبه وطريقته الثائرة، كان جيلى كله يعتبر الغزالي إمام العصر ومرشد العقل، لذلك كان كلمات الشيخ التى اتهم فيها المرشد الثانى حسن الهضيبى بالماسونية بمثابة صفعة على مشاعرى، أيهما أُصَدِّق؟ الإخوان الذين فى ظنى طهرهم الله فأصبحوا جماعة «ربانية» أم الشيخ الإخوانى حتى النخاع الفقيه المجدد محمد الغزالى؟ هل الغزالى يكذب؟! ويكذب علنا أمام كل الناس! هل كان حاقدا فأمسك معوله ليهدم الإخوان؟ أم أنه كان صادقا وكان الإخوان يعلنون غير ما يسرون؟ لم تنته حيرتى ولكننى وضعتها فى زاوية مهجورة من عقلى، لا أقترب منها أبدا ولا أتطرق إليها لا مع نفسى ولا مع آخرين، قررت أن لا أفتح هذه القصة أبدا بمجرد أن أغلقت الكتاب، بل إننى أصدرت أمرا لنفسي ألا أفتح هذا الكتاب أبدا، وكم كان سرورى حين وضعتنى الأقدار أمام هذا الموضوع نفسه بعد عدة أيام من إغلاقى الكتاب.

حسن البنا
 

يستطرد الخرباوي: ومرت سنوات وسنوات وهذا الموضوع من المحرمات التى لا يجوز أن أقترب منها أو أبحث فيها، بل إننى كنت أنظر ساخرا لمن يفتح هذا الموضوع وأنا أقول لنفسى: «كيف يلتقى الدين مع اللادين، كيف يلتقى الإسلام الذى تعبر عنه جماعة ربانية بالصهيونية التى تحارب الإسلام وتحارب جماعة الإخوان» إلى أن تداخلت أحداث كثيرة فى حياتى فأخذت أبحث عن الأصول الفكرية لجماعة الإخوان، كيف فكر حسن البنا فى إنشاء الجماعة؟ ولماذا؟ وما هى الأدوات التى أمسك الإخوان بتلابيبها لكى يحققوا هدفهم الأعظم، وقتها وقعت تحت يدى مقالات كان سيد قطب قد كتبها فى جريدة «التاج المصرى» وأثناء بحثى عرفت أن هذه الجريدة كانت لسان حال المحفل الماسونى المصرى! وكانت لا تسمح لأحد أن يكتب فيها من خارج جمعية الماسون، وهنا عاد ما كتبه الشيخ الغزالى فى كتابه «ملامح الحق» إلى بؤرة الاهتمام، خرج كتاب الغزالى من الزاوية المهجورة داخل عقلى إلى أرض المعرفة، الإخوان والماسونية! عدت إلى الكتاب الذي كنت عزمت على ألا أعود إليه لأقرأ ما كتبه الشيخ فوجدته يقول فـى كتابه إن سيد قطب انحرف بالجماعة وإنه قد تم دسه فى الجماعة بعد أن عاد من أمريكا مباشرة، وإن المتحاقدين الضعاف من أعضاء مكتب الإرشاد استقدموا فى ذات الوقت حسن الهضيبى الماسونى والذى كان غريبا عن الجماعة ليتولى قيادتها، وإن «أصابع»! هيئات سرية عالمية اخترقت الإخوان بحسن الهضيبى وسيد قطب.

يتابع الخرباوي: ولكن هل أنا الذى كتبت هذا؟ أنا فقط أنقل ما كتبه الشيخ الغزالى، وأكتب تاريخ ما لم يُنكره التاريخ، هل قال التاريخ إن حسن الهضيبى وحده هو الذى كان ماسونيا؟ أو إن سيد قطب ارتبط معهم بصلات، وكتب فى صحفهم مقالا بعنوان «ولدت لأكون ماسونيا» لا، مصطفى السباعى الذى كان مراقب الإخوان فى سوريا كان ماسونيا هو الآخر، الموضوع جد خطير لا شك فى ذلك، لا يجوز الدخول فيه بمجرد تخمينات أو شكوك، وقد تكون نتيجة البحث فى غير صالح الإخوان، وقد تكون النتيجة فى صالحهم، وفى كلتا الحالتين يجب أن يستكشف التاريخ هذه الفرضية، ما علاقة الإخوان بالماسونية؟ هذا ما سنستكمله في المقال القادم.

اقرأ ايضاً

قصة إنشاء التنظيم السري لـ «الإخوان» الذي حاول اغتيال عبدالناصر بالمنشية

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق