«عدد خاص» من صوت الأمة الورقى بمناسبة عيد الفطر المبارك

عطر النبى فى مصر.. «سيدنا الفرغل» مربى الحمام سلطان الصعيد

الثلاثاء، 27 يونيو 2017 05:00 م
عطر النبى فى مصر.. «سيدنا الفرغل» مربى الحمام سلطان الصعيد
عطر النبى فى مصر
أحمد عرفة

عرف عن السلطان الفرغل، أنه كان من أعلام الزهد والعبودية فى عصره، كما عرف عنه أنه إذا جاء الليل لا يعرف الراحة إلا بالصلاة والتضرع والعبادة والتخشع ويقضى ساعاته فى الطاعة

 

ضريح ضخم، راسخ فى الصعيد الجوانى وبالتحديد محافظة أسيوط، حيث تحرص الطرق الصوفية كل عام على إحياء مولده، الذى سمته مولد «السلطان الفرغل»، حيث يتواجد مسجده الذى يعد أحد أبرز المزارات الدينية فى المحافظة. هو السيد محمد الفرغل الذى لقب فى عصر المماليك بـ«سلطان الصعيد»، حيث ينحدر من آل البيت، فاسمه بالكامل هو محمد الفرغل بن أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد بن محسن بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن عبدالعزيز بن موسى بن قريش بن على أبوالكرامات بن أحمد أبوالعباس بن محمد ذو النورين بن محمد الفاضل بن عبدالله بن حسن المثنى بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنه.
 
 
لمح نجم الشيخ محمد الفرغل بزمن المماليك وبالتحديد فى عهد السلطان المملوكى الظاهر سيف الدين جمقمق الذى كان حاكما فى عام 1438، وسبب إنشاء ضريح ومسجد للسلطان الفرغل هو  وفاته فى محافظة أسيوط، وتحديدا فى مدينة أبو تيج، التى أقيم فيها الضريح الخاص به، حيث أصبح مزارا لآلاف المسلمين.
 
قصة هجرته إلى مصر بدأت عندما هاجرت أسرته من أرض الحجاز إلى الصعيد بمصر وكان سبب الهجرة هو التضييق والاضطهاد الذى عانت منه أسرته التى كانت تنحدر من عائلة العلويين نسبة إلى سيدنا على، حيث تشتت شمل الأسرة فمنهم من أقام بالعراق، البعض هاجر من الحجار إلى مصر وكانت من بينهم أسرة السلطان الفرغل، والبعض الأخر سافر إلى المغرب للابتعاد عن هذا الاضطهاد.
 
وهاجرت أسرة السلطان فرغل، إلى أسيوط، بعد وصولها الحدود المصرية قادمة من الحجاز، وهناك بدأت العمل فى مهنة الزراعة حيث كانت مصر تشتهر فى هذا التوقيت بالزراعة، بينما اشتغل السلطان الفرغل فى سن الصغر برعى الغنم ثم بالحراسة فكان حارسا أمينا واشتعل أيضا بالزراعة خلفا لوالده أحمد الفرغل.
 
عرف عن السلطان الفرغل، أنه كان من أشد الناس استمساكا بدين الله وسنة جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان علما من أعلام الزهد والعبودية فى عصره، كما عرف عنه أنه إذا جاء الليل لا يعرف الراحة إلا بالصلاة والتضرع والعبادة والتخشع ويقضى ساعاته فى الطاعة.
 
من الشهادات التى عرفت عنه أنه كان من أهل الجذب والتمكين والتصريف لما له من مكانه عند الله تعالى.
 
قال الشيخ العارف بالله شهاب الدين احمد بن الشيخ فخر الدين بن أبى بكر اليمنى القرشى فى ترجمه أستاذه قطب الزمان العارف بالله سيدى على بن عمر القرشى الشاذلى الذى قال إن أول أقطاب هذه الأمة سيدنا الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنه ثم واحد بعد واحد وهكذا حتى ظهر الولى الكبير الذى قال عنه سيدى عبدالوهاب الشعرانى فى طبقاته وقد شهد له بالقطبانية فقال ومنهم محمد بن احمد الفرغل رضى الله تعالى عنه المدفون فى أبى تيج بالصعيد كان من الرجال المتمكنين أصحاب التصريف وبعناية الله تعالى علت همته واجمع على إثبات ولايته وعظم خصوصيته من كان فى زمانه من أولياء الله العارفين واعترف بعلو منزلته من عاصره من أكابر علماء الدين وشهد بقطبانيته الجم الغفير من ملايين البشر المسلمين وشاعت سيرته الطيبة شرقا وغربا حتى قصد الزيارات فى حياته من جميع الجهات.
 
وعن سبب  تلقيبه بـ «سلطان الصعيد»، قيل إنه كان بيده مفتاح الصعيد فسمى بسلطان الصعيد، وكذلك من المعلومات المتوافرة عنه أنه أثناء تواجده بالقاهرة دخل على ديوان السلطنة وقال للحاكم _جقمق_وهو حاكم البلاد فى عصر الدولة المملوكية فى ذلك الوقت، وكان قد عرف حاله «آنت وليت على البلاد فاعدل بين العباد» فقال له الحاكم جقمق أمام أرباب الوظائف السلطانية والقضاء والعلماء «سمعا وطاعة يا سلطان الأولياء » وأطلق عليه هذا اللقب واشتهر به خاصة فى الصعيد.
 
من المواقف المعروفة عن السلطان الفرغل، أنه كان له برج من الحمام وكان به حمام كثير وكان الحمام يرعى فى أرض له مجاورة وكان يجاور الأرض فدادين أخرى للمحاصيل الزراعية خاصة بأعيان أبى تيج، وعند جمع محصولهم وجدوا فيه نقصا مريعا عن العام الذى قبله فاتهموا حمام السلطان الفرغل ومن ثم اجتمعوا ورفعوا شكوى مقدمة لحاكم مصر السلطان جقمق فسأل عن الفرغل فقالوا له هو رجل من أهل البيت ومن الأولياء وأهل الصعيد، فأصدر السلطان مرسوما بإحضاره، وأرسل له واحدا من حراسه، فذهب له، فلما دخل على مجلس السلطان الفرغل قال له الفرغل «هات صحيفتى التى بعثها بها جقمق» فتعجب الأغا من معرفة السلطان الفرغل ثم قال له الفرغل قم معى نذهب لسلطان مصر، فقال له الحارس، لقد وصلت إلى هنا بعد عدة أيام من السفر ثم تأمرنى بالرجوع بدون راحة أو طعام أو زاد؟ 
 
فقال له السلطان سنرحل الآن وأخذ معه قفصا فيه حمام من حمامه الذى يملكه، ثم ذهب ومعه الحارس على شط النيل فأشار الفرغل لمركب مكسور وهجره أصحابه فقال له أركب هاهنا فتعجب الحارس كيف نركب هذا المركب فلما ركبها نام الحارس ولم يستيقظ إلا وهو فى القاهرة وخرجا من المركب سويا فسأل الأغا الناس عن اليوم الذى هم فيه الآن فوجده انه هو نفس اليوم الذى وصل فيه أبو تيج، وهنا ذهل الحارس وأخذه التعجب وتملكته الدهشة حتى صاح فى الناس وأخذ يخبرهم عن السلطان الفرغل فتجمهرت العامة.
 
ثم أكملا المسير إلى قصر السلطان فلما دخل عليه كان للسلطان طفل أكمه فلما وضع السلطان الفرغل يده عليه ماسحا على عينه برئ ابن السلطان فقام جقمق السلطان من على عرش مسرعا إلى الفرغل واخذ يقبل يده ويتبرك به، فقال الفرغل للسلطان اذبح هذا الحمام الذى فى القفص معى فإننا قوم لا ندخل فى وعائنا إلا ما علمنا إنه من حلال وإنا لا نأكل حراما ولا مأكل الحرام وهذا حمامى لا يرعى إلا فى غيط جدى السيد محمد مجلى وهو فدان فلفل وهب له فذبحوا الحمام فوجدوا فى حواصله الفلفل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة